لمَ يعاني أطفالنا من ضعف في الإملاء؟

يواجه العديد من التلامذة صعوبات في مادة الإملاء، تظهرها كثرة الأخطاء وتؤكدها العلامات المتدنية التي يحصلون عليها.  

ومشكلة الضعف الإملائي، بحسب الاختصاصية في اللغة وتقويم النطق ألين أبو كرم، قد تكون ناجمة عن أسباب مختلفة.

وتوضح أبو كرم في حديث إلى "العربي"، أهمية التوقف عند الركائز الأساسية التي تسبق تعلّم الكتابة، شارحة أن الخلل في إحدى تلك الركائز سيجعل الطفل يواجه مشكلة في الكتابة، ولا سيما الإملاء.

وتردف بأن تلك الركائز هي: التمييز السمعي، والذاكرة السمعية والبصرية، والإدراك الفونونلوجي، وإدراك تمييز الأصوات.

أسباب الضعف في الإملاء

بحسب أبو كرم، فإن بعض الأطفال يعجزون عن تعلّم الأحرف في صفوف الروضة بالسرعة نفسها لنظرائهم، ويكونون عرضة لصعوبات في الكتابة بحال عدم مساعدتهم في حينه.

وتوضح أن من الأطفال أيضًا من يتعلّمون الحرف بشكل صحيح، لكنهم يواجهون مشكلة في تطبيق قواعد اللغة عند الكتابة، لأسباب منها ما هو على مستوى الذاكرة أو التركيز.

والاختصاصية التي تتوقف عند الأطفال الذين يتعلمون لغتين أو أكثر، تلفت إلى أن أداءهم في الإملاء سيكون أفضل باللغة التي يجيدونها أكثر.

وتلفت إلى أن بينهم من يعانون مشكلة في التمييز السمعي بين الأحرف، فيخطئون على سبيل المثال بين حرفَي الـ"د" والـ"ب"، ويترك هذا الأمر أثره على كل اللغات التي يتعلمونها.

وتشير أبو كرم إلى أن الأهل يتنبّهون من خلال العلامات المتدنية إلى تراجع طفلهم في الإملاء، أو إلى عدم استعداده جيدًا في المنزل.

وتردف بأن المعلمة في الصف تلاحظ بدورها الأمر، وتكون قادرة على تحديد ما إذا كان نوع الخطأ مناسبًا لهذه المرحلة العمرية ولما بلغه من تحصيل.

وتلفت إلى أن ملاحظة المشكلة يعقبها تحليل الأخطاء؛ هل هي أخطاء سمعية متكرّرة، وهل هي على مستوى الإملاء وحده أم أيضًا في التعبير الكتابي؟

ويتم بعد ذلك تصنيفها، وتقديم المساعدة التي يحتاجها الطفل لتخطي المشكلة. 

كيف نجعل الكتابة أكثر متعة؟

تشير أبو كرم إلى أهمية أن تكون لكل حرف صورة ذهنية تساعد الطفل على تذكّره. وتدعو إلى جعل الكتابة أكثر متعة، من خلال استخدام الألوان أو المعجون، وتركيب الكلمات عبر المكعبات التي تحمل حروفًا، قبل كتابتها على الورقة. 

إلى ذلك، يُنصح الأهل بتدريب الطفل من خلال نصوص قصيرة لا تزيد عن الجملتين، يتم ارتجالها أو استخراجها من كتاب يثير اهتمامه. 

ويدعو موقع "être parents" إلى مناقشة الأخطاء عند التصحيح، والانطلاق منها لتحسين الأداء.

ويعتبر الموقع أن من أفضل النصائح في هذا الإطار هو تشجيع الطفل على المطالعة بشكل منتظم، ولمدة نصف ساعة يوميًا.

وفيما يشير إلى أهمية التحفيز، يحذر في الآن عينه من أن فرض نشاط أو جعله أكاديميًا أكثر من اللازم يكثّف مشاعر الطفل السلبية إزاء هذه المسألة.