مئة عام على إطلاق عطر شانيل رقم 5.. ما سر هذه الخلطة الاستثنائية؟

في مثل هذا اليوم من العام 1921 ظهر عطر "شانيل رقم 5" رسميًا في متجر إحدى أبرز أيقونات الموضة وأكثرهن شهرة.

حينها أحدث العطر ثورة في مجال صناعة العطور، وحافظ بعد ذلك على شعبية متواصلة طيلة قرن من الزمن.

من بيئة متواضعة إلى العالمية

بيئة متواضعة انطلقت منها غابرييل شانيل التي عُرفت باسم "كوكو" إلى عالم الأضواء والموضة. فبحسب موقع "History" فإن والدها كان بائعًا متجوّلًا وأمها عملت في غسل الألبسة، وعندما توفيت الأخيرة استقرت كوكو في أحد الأديرة مع أختيها وتعلّمت الخياطة.

لم يمض وقت طويل حتى أثبتت غابرييل شانيل نفسها في مجال الأزياء، عندما ساعدها حبيبها الثري الذي يعمل في مجال النسيج على افتتاح محلّ خاص بها.

وبحلول عام 1921 كانت شانيل قد أصبحت مصممة ملابس شهيرة ووجهًا اجتماعيًا، وذاع صيتها ليس فقط بسبب تصاميمها المميزة بل أيضًا لعلاقاتها الرومانسية مع شخصيات معروفة. وإحدى هذه العلاقات أفضت إلى ابتكار عطر Chanel N5. 

ووفق الموقع ذاته، فإن كوكو وفي إجازة قضتها في جنوب فرنسا مع الدوق الكبير دمتري بافلوفيتش، النبيل الروسي المنفي، الذي شارك في مقتل غريغوري راسبوتين، التقت بصانع العطور إرنست بوو.

ويُقال إنها تحدّت صانع العطر في ذلك الوقت بأن يبتكر رائحة تشبه المرأة لا الزهور، وبدأت العمل معه على عطر يحمل اسمها. 

لمَ استقرت على المزيج، الذي أحبّه كثير من النساء بعدها، من بين كل العينات التي قُدمت لها؟

أرجع البعض ذلك إلى مادة "الألدهيدات"، على اعتبار أنها ذكّرتها بالصابون، وأعادتها إلى رائحة غسيل أمها. بينما اعتقد آخرون أن السر في الرقم 5، الذي لطالما كانت كوكو شديدة الهوس به.

وبحسب هذه الفرضية؛ بما أن الخليط جاء ضمن العينة رقم 5 فذلك كان جوهر الاختيار، علمًا أن ظهور العطر رسميًا كان في اليوم الخامس من الشهر الخامس من عام 1921.

لاحقًا أشارت كوكو شانيل إلى أن الخليط هو "ما كانت تنتظره.. عطر نسائي برائحة المرأة".

ما الذي ميّز شانيل رقم 5؟

تفيد الأسطورة بأن إرنست بوو ـ أو مساعده ـ أضاف عن طريق الخطأ إلى المزيج ـ الذي يوازن بين الياسمين والورد مع الألدهيدات ـ مقدارًا زائدًا من الأخيرة؛ وهي مادة كيميائية تساعد في بقاء الرائحة لفترة أطول، لكن صانعي العطور اعتادوا استخدامها بشكل محدود، وفضلوا المكونات الطبيعية ورائحة الفواكه.

إلى ذلك، يتوقف موقع "Financial Times" عند ما جاء في كتاب"The scent of Ampires" لمؤلفه الأكاديمي الألماني المتخصص في التاريخ الروسي كارل شلوجل.

ويلفت إلى أن صانع عطر شانيل رقم 5 إرنستو بوو، الذي فر إلى فرنسا عام 1919، كان استخدم الألدهيدات في عطر LE Bouquet De Catherine الذي أُطلق عام 1913 تكريمًا لـ "كاثرين العظيمة" في الذكرى 300 لسلالة رومانوف.

وبالعودة إلى أسطورة الخطأ في مقادير هذه المادة الصناعية، فإن شلوجل يجادل بأنّ من المرجح أن تكون تركيبة شانيل رقم 5 تحويرًا لـ "باقة كاثرين".

يُذكر أن بوو الذي استمر في مجال العطور لعقود؛ أطلق عطرًا باسم نابوليون، كما ابتكر عطرًا يحمل اسم شانيل رقم 22.