Skip to main content

هل أصبح التشامبيونشيب الدوري الأفضل في العالم؟

الجمعة 17 مايو 2024
يرى البعض في التشامبيونشيب Championship الدوري الأفضل في العالم لما ينطوي عليه من متعة وحماس وجنون - غيتي

عندما يُطرَح السؤال عن "الدوري الأفضل في العالم"، قد تتفاوت الإجابات، بحسب تفضيلات كلّ منّا، سواء على مستوى الأندية واللاعبين، أو على مستوى المدربين، فضلاً عن التغطية الإعلامية التي تختلف كمًّا ونوعًا بين دوري وآخر.

ولعلّ الدوري الإسباني مثلاً يأتي على رأس الخيارات للإجابة، بوصفه يضمّ ثنائي ريال مدريد وبرشلونة، اللذين يُعتبَران الأكثر جماهيرية عالميًا، لكن هناك أيضًا من يرى الدوري الإيطالي مثلاً الأفضل، لما يحمله من "نوستالجيا" في عالم كرة القدم.

لكن ما قد لا يخطر على بال كثيرين هو أن يكون دوري التشامبيونشيب Championship هو الأفضل في العالم، وهو الذي يسعى إلى تكريس معادلة "المتعة أولاً" في مواجهة محاولات جعل رياضة كرة القدم لعبة تطغى عليها المادة.

ولم تمنع هذه المحاولات للتركيز على المتعة وعدم التمييز بين الأندية، الدوري الإنكليزي الأول أو التشامبيونشيب من مواكبة التطور الكبير في صناعة لعبة كرة القدم، وجلب مداخيل قياسية للأندية المشاركة، ما يطرح السؤال: هل أصبح التشامبيونشيب الدوري الأفضل في العالم؟

يتحدث اليوتيوبر محمد أبو زيد في حلقة هذا الأسبوع من "مع الكوير" عن التشامبيونشيب ونظامه

معجزة واتفورد التاريخية

عند الحديث عن الدوري الإنكليزي الأول لكرة القدم، لا يمكن القفز فوق ما وُصِفت بـ"معجزة واتفورد التاريخية"، أو حتى "معجزة القرن".

تعود هذه المعجزة إلى 12 مايو/ أيار 2013، حين واجه واتفورد فريق ليستر سيتي في نصف نهائي الملحق المؤهل للدوري الإنكليزي الممتاز على ملعب "فيكارج رود" معقل واتفور.

شهدت هذه المباراة على واحدة من أكثر النهايات إثارة لمباراة فاصلة في التاريخ، حين لم يكن أمام واتفورد من خيار سوى الفوز، وبفارق هدفين أيضًا، بعدما كان قد خسر مباراة الذهاب خارج أرضه (0-1).

سجّل تروي دينييه هدف التأهل لواتفورد في الدقيقة السابعة من الوقت الإضافي - غيتي

وانطلاقًا من ذلك، لم تخلُ المباراة من الضغط والجنون والحماس حتى اللحظة الأخيرة، لكن "الصدمة" جاءت في الدقيقة 95 حين احتسب الحَكَم ركلة جزاء لليستر سيتي، لكن بعد ثوانٍ قليلة كان واتفورد يقلب النتيجة لصالحه.

فبعدما نجح حارس واتفورد في التصدّي للبينالتي، ارتدت الكرة إلى واتفورد الذي انطلق سريعًا نحو مرمى ليستر في الطرف الآخر، لتأتي الكرة إلى تروي دينييه الذي سددها ليدون هدف الفوز في الدقيقة السابعة من الوقت الإضافي، في مشهدٍ وُصِف بـ"السينمائي" على نطاق واسع.

علاقة رومانسية.. وأرقام مالية خيالية

قد لا يكون سيناريو مباراة واتفورد وليستر التاريخية، استثناء في مسيرة التشامبيونشيب، فمثل هذه المشاهد باتت تطبع الدوري الإنكليزي، وتشكّل حافزًا للكثيرين لمتابعته بكلّ حماس وشوق.

ولعلّ أهمية التشامبيونشيب تنبع تحديدًا من هذه العلاقة "الاستثنائية" بين الجماهير والفريق، والتي يمكن اعتبارها علاقة حبّ أكثر من مجرد علاقة مصلحة، من حيث كونها علاقة حب تكوّن منذ الصغر لطفل اعتاد على مشاهدة المباريات مع والده، أو لتجمّع العائلة أثناء المشاهدة.

وعلى أهمية هذه العلاقة الرومانسية والنوستالجية، فإنّ الأكيد أنّ التشامبيونشيب لم يحافظ عليها من دون مردود ماليّ، فقد وجد الإنكليز في الدوري "منجم ذهب"، حتى إنّ الأندية أصبحت تضع أرقامًا قياسية في العوائد المالية، كما يحصل في البطولات العالمية الكبيرة.

وتؤكد بعض الأرقام التي قد تبدو "خيالية" للوهلة الأولى هذا المعطى، فإذا كان المنتخب الأرجنتيني مثلاً استطاع أن يحصل على جائزة مالية قدرها 42 مليون دولار أميركي في كأس العالم قطر 2022، فإنّ بطل نهائي بلاي أوف التشامبيونشيب في إنكلترا من كل نسخة يحصل على مبلغ يتراوح بين 135 مليون و265 مليون يورو، ويكون في العادة قريبًا من 170 مليون يورو.

ويمكن أن يرتفع هذا المبلغ الضخم لحدود 290 مليون يورو في حال لم يهبط الفريق بعد الموسم الأول من صعوده للبريميرليغ، كما حصل مثلاً مع نوتنغهام فورست الذي صعد في موسم 2022-2023 إلى البريميرليغ وبقي فيه لموسم آخر، ما يعني أنّ أرباحه يمكن أن تصل إلى 290 مليون يورو كحد أقصى.

أهمية التشامبيونشيب تنبع تحديدًا من هذه العلاقة "الاستثنائية" بين الجماهير والفريق - غيتي

كيف بدأ التشامبيونشيب وما هو نظامه؟

انطلاقًا من كلّ ذلك، قد يكون لدى الكثيرين الفضول للعودة إلى البدايات، لمعركة كيف انطلق التشامبيونشيب، وما هو نظامه.

في الواقع، حين أنشئ التشامبيونشيب كان اسمه "دوري الدرجة الثانية"، ثمّ تغيّر إلى الدرجة الأولى بمجرد أن تمّ إطلاق لقب البريميرليغ على الدوري الممتاز في العام 1992.

وفي العام 2004، تمّ استحداث دوري البطولة الإنكليزية، ليتغيّر اسم البطولة مجدّدًا من الدوري الإنكليزي الدرجة الأولى إلى دوري البطولة الإنكليزية، والذي يُعرَف باسم تشامبيونشيب.

ويشارك في هذا الدوري 24 فريقًا، يتنافسون فيما بينهم من أجل تحديد صعود ثلاثة فرق فقط للدوري الإنكليزي "بريميرليغ"، اثنان منهم من مقعدين مباشرين، فيما يتنافس على المقعد الثالث أربعة أندية في نظام بطولة "مصغّرة".

وفي التفاصيل، تتكوّن هذه البطولة من أربعة فرق، حيث يلعب صاحب المركز الثالث مع السادس، وصاحب المركز الرابع مع الخامس، ويتقابل كل فريق فائز من الآخر لتحديد الفريق الثالث الأخير للدوري الممتاز.

وكما في البريميرليغ أيضًا، يهبط آخر ثلاثة فرق بجدول ترتيب تشامبيونشيب، لدوري الدرجة الثانية، بينما تصعد أول ثلاثة مراكز من الدوري ذاته للدرجة الأولى.

لكن، طالما أنّ هذا النظام موجود خارج إنكلترا أيضًا وفي الكثير من البطولات، فما هو الاستثنائي في التشامبيونشيب؟ وهل هو فعلاً الدوري الأفضل في عالم الكرة؟ وماذا عن التنافسية في هذا الدوري والمتعة التي تنطوي عليها؟


الإجابات على هذه الأسئلة وغيرها تجدونها في الفيديو المرفق، على طريقة اليوتيوبر محمد أبو زيد (الكوير)، ضمن حلقة هذا الأسبوع من برنامج "مع الكوير"، الذي يختصّ بالقضايا المتعلقة بكرة القدم وتقاطعها مع القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية والفنية.
المصادر:
العربي
شارك القصة