Skip to main content

ماذا وراء نشر روسيا مسودتين لمعاهدة مع أميركا واتفاق مع الناتو؟

الثلاثاء 28 ديسمبر 2021

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية بشأن الضمانات الأمنية ستعقد مباشرة بعد نهاية العام.

وسبق لوزارة الخارجية الروسية أن نشرت مسودتين لمعاهدة مع الولايات المتحدة واتفاق مع حلف شمال الأطلسي، بشأن الضمانات الأمنية تتضمنان عدة محاور مهمة، من بينها تقديم الناتو ضمانات بعدم التوسع شرقًا، بما في ذلك عدم منح جمهوريات سوفيتية سابقة العضوية في الحلف، في إشارة إلى أوكرانيا.

يأتي هذا في وقت أجرت القوات الروسية في شبه جزيرة القرم تدريبات عسكرية على صد غارات جوية، في ظل توتر بين موسكو والغرب على خلفية أزمة الحدود الأوكرانية.

وتدرس روسيا من جانبها اقتراحًا منفصلًا تلقته من حلف شمال الأطلسي لبدء محادثات بشأن مخاوف موسكو الأمنية يوم 12 يناير/ كانون الثاني القادم.

"الشفافية أمام العالم"

وفي هذا الإطار، قال الباحث السياسي الروسي أندريه أونتيكوف لـ "العربي"، إن روسيا اتخذت قرارًا بأن تكون شفّافة بشكل كامل أمام المجتمع الدولي، لكي يقرأ الجميع الطلبات الروسية وتخوفاتها من نشاطات الدول الغربية في أوكرانيا.

وأضاف أونتيكوف من موسكو، أن الوقائع تشير إلى وجود تضارب في التصريحات بين الناتو والولايات المتحدة حول الأزمة الأوكرانية، ولا سيما أن هناك موعدًا للمحادثات بين موسكو وواشنطن في يناير/ كانون الثاني القادم، ومن غير المعلوم مدى نجاح تلك المفاوضات، وفق قوله.

وأشار أونتيكوف إلى أن روسيا عبر القنوات المغلقة سترسل رسائل للدول الغربية ولأميركا حول إمكانية الرد الروسي المحتمل ضد التحركات تجاهها قرب حدودها، حتى ولو كان ردًا تقنيًا.

ويوم أمس الإثنين صرح ألكسندر فومين نائب وزير الدفاع الروسي، بالقول إن حلف الناتو يستعد لمواجهة عسكرية كبيرة مع روسيا.

وأضاف فومين خلال موجز صحفي عقده لملحقين عسكريين وممثلي سفارات أجنبية معتمدة لدى موسكو: "تم تحويل أهداف تطوير المؤسسة العسكرية للناتو بالكامل إلى التحضير لمواجهة عسكرية كبيرة شديدة الضراوة مع روسيا".

وأشار إلى أن وثائق الناتو العقائدية التي تم تبنيها في السنوات الأخيرة، تصف روسيا بأنها "المصدر الرئيسي للتهديدات المحدقة بأمن التحالف"، وذلك على الرغم من بقاء "إعلان روما" (الذي يقول إن الناتو وروسيا لا ينظران إلى بعضهما كعدوين) قائمًا. وأضاف أن هذا المبدأ أكدته قمة مجلس "روسيا - الناتو" المنعقدة في لشبونة عام 2010. 

ويتّهم الغرب روسيا بأنها تحضّر لـ غزو جديد لأوكرانيا وبنشر قوات كبيرة على حدودهما المشتركة، ويهدد موسكو بفرض عقوبات غير مسبوقة عليها في حال حدوث غزو، لكنه يبدو أنه يستبعد أي تدخل عسكري.

من جانبه، ينفي الكرملين تلك المزاعم ويقول إن روسيا مهددة من حلف شمال الأطلسي الذي يسلح كييف ويزيد من انتشار المعدات الجوية والبحرية في منطقة البحر الأسود.

المصادر:
العربي
شارك القصة