Skip to main content

ما هي ألعاب الطاولة الأكثر غرابة في العالم القديم؟

السبت 27 أبريل 2024
ابتكر سكان العالم القديم ألعاب طاولة مختلفة وغربية - سميثسونيان

قبل فترة طويلة من اختراع ألعاب "سكرابل" و"ريسك" و"مونوبولي"، برز عدد من ألعاب الطاولة الغريبة حول العالم.

فبينما ابتكر الرومان "لعبة المرتزقة"، هيمنت ألعاب مصرية في أقصى الجنوب. وإلى الشرق في الهند، ظهرت النسخة الأولى من الشطرنج الحديث.

وقبل 5 آلاف عام، فيما يعرف الآن بجنوب شرق تركيا، ابتكر سكان العصر البرونزي مجموعة متقنة من الحجارة المنحوتة، والتي تمّ اعتبارها أقدم قطع ألعاب في العالم عند اكتشافها عام 2013.

وفي هذا الإطار، رصدت مجلة "سميثسونيان" (smithsonianmag.com) أبرز ألعاب الطاولة والغريبة والروحية في العالم القديم.

1- "سينيت"

تُعتبر "سينيت"، التي حظيت بشعبية كبيرة لدى الفرعون الصبي توت عنخ آمون والملكة نفرتاري زوجة الملك رمسيس الثاني، واحدة من أقدم ألعاب الطاولة المعروفة. وتشير الأدلة الأثرية إلى أنّ هذه اللعبة ابتُكرت عام 3100 قبل الميلاد في مصر.

وكانت ألواح "سينيت" طويلة ورشيقة، وتتكوّن من 30 مربعًا موضوعة في ثلاثة صفوف متوازية من عشرة. يتلقّى لاعبان عددًا متساويًا من رموز الألعاب، عادةً ما بين خمسة إلى سبعة، ويتسابقان لإرسال جميع قطعهما إلى نهاية اللوحة. وبدلًا من رمي النرد لتحديد عدد المربعات التي يجب نقلها، يقوم المشاركون بإلقاء العصي أو العظام.

وكما هو الحال في معظم الألعاب الإستراتيجية المعقدة، كان لدى اللاعبين الفرصة لإحباط خصومهم، ومنعهم من التقدم للأمام أو حتى إعادتهم إلى الخلف على اللوحة.

ويشرح عالم المصريات بيتر أ. بيتشيوني أنّ "سينيت" كانت في الأصل "هواية ليس لها أي أهمية دينية"، ثم تطوّرت لتُصبح "محاكاة للعالم السفلي، حيث تصوّر مربعاتها الآلهة الكبرى والأحداث في الحياة الآخرة".

2- لعبة أور الملكية (The Royal Game of Ur)

يبلغ عمر لعبة "أور الملكية" 4500 عام تقريبًا. ووُجدت في مقبرة أور الملكية في مدينة بلاد ما بين النهرين القديمة بين عامي 1922 و1934، وتضمّ خمس ألواح عبارة عن مربعات من اللوحات الصدفية محاطة بشرائط من اللازورد، ومزينة بتصميمات نباتية وهندسية معقدة.

تم تصميم لوحة الألعاب هذه بشكل مشابه لألواح "سينيت"، حيث تحتوي على ثلاثة صفوف من المربعات موضوعة في صفوف متوازية. ومع ذلك، فإن لعبة أور الملكية تستخدم 20 مربعًا بدلًا من 30. وتتكوّن من كتلة مكوّنة من 4 × 3 ألواح متصلة بكتلة مكونة من 2 × 3 ألواح بواسطة "جسر" من مربعين.

لتحقيق الفوز، يتسابق اللاعبون مع خصومهم إلى الطرف المقابل من اللوحة، ويحركون القطع وفقًا للفات نرد عظم المفصل.

وفقًا لمتحف متروبوليتان، كانت المربعات المرصّعة بالورود الزهرية بمثابة "حقول الحظ"، مما منع التقاط القطع أو منح اللاعبين دورًا إضافيًا.

واكتشف علماء الآثار أكثر من 100 نموذج للعبة أور في جميع أنحاء العراق وإيران وفلسطين وسوريا والأردن ومصر وتركيا وقبرص وتركيا وكريت.

3- "ميهين"

تستمد لعبة "ميهين" اسمها من إله أفعواني، وتُعرف بأنّها "لعبة الثعبان المصرية". ابتُكرت في الفترة ما بين 3100 قبل الميلاد تقريبًا و2300 قبل الميلاد. وتضمّنت المباراة متعددة اللاعبين ما يصل إلى ستة مشاركين مكلّفين بتوجيه قطع على شكل أسد وكرة عبر مضمار سباق حلزوني يُشبه ثعبانًا ملفوفًا.

لا تزال قواعد لعبة "ميهين" غير واضحة، حيث تلاشت شعبية اللعبة بعد انهيار الدولة القديمة في مصر، ولا يتم تمثيلها إلا بشكل ضئيل في السجل الأثري.

4- "ناين مينز موريس" (Nine Men’s Morris)

يعود تاريخ لعبة "ناين مينز موريس" إلى وقت مبكر من عام 1400 قبل الميلاد، عندما قام العمال المصريون الذين كانوا يقومون ببناء معبد كورنا بنقش لوحة موريس على لوح السقف.

بالمقارنة مع لعبة الداما في العصر الحديث، يوجّه لاعبو "موريس" جيشهم المكوّن من تسعة رجال يُمثّل كل منهم قطعة لعب مختلفة، عبر ساحة تُشبه الشبكة. إنّ إنشاء طاحونة أو صف من ثلاثة رجال، يمكّن اللاعب من التقاط إحدى قطع خصمه. وأول شخص غير قادر على تشكيل طاحونة، أو أول من يخسر سبعة من رجاله يخسر المباراة.

وكانت اللعبة شائعة بشكل خاص في أوروبا في العصور الوسطى، وذُكرت في مسرحية شكسبير "حلم ليلة منتصف الصيف".

5- "تافل" (Tafl)

كانت إحدى أكثر وسائل التسلية شعبية في الدول الاسكندنافية القديمة هي مجموعة من الألعاب الإستراتيجية المعروفة مجتمعة باسم "تافل". ويعود تاريخها إلى عام 400 بعد الميلاد.

"تافل" هي مزيج من ألعاب الحرب والمطاردة، وانتشرت من الدول الاسكندنافية إلى أيسلندا وبريطانيا وأيرلندا، لكنّها فقدت شعبيتها عندما اكتسبت لعبة "الشطرنج" شعبية في إنكلترا ودول الشمال خلال القرنين الحادي عشر والثاني عشر.

من هذه اللعبة، يشتبك الملك والمدافعون عنه مع مجموعة من المهاجمين، الذين تفوقهم عددًا تقريبًا بنسبة اثنين إلى واحد. وعندما يُحاول رجال الملك اقتياده إلى مكان آمن في أحد الملاجئ الأربعة، أو الملاجئ، الواقعة في زوايا لوحة اللعبة الشبيهة بالشبكة، يعمل رجال "تافلمان" على إحباط عملية الهروب. ولإنهاء اللعبة، يجب على الملك إما الوصول إلى الملجأ أو الاستسلام ليتمّ اعتقاله.

6- "لودوس لاترونكولوروم" (Ludus Latrunculorum)

كانت "لودوس لاترونكولوروم" لعبة إستراتيجية ثنائية اللاعبين مصممة لاختبار براعة المشاركين العسكرية. كانت تُلعب على شبكات بأحجام مختلفة (أكبر مثال معروف يبلغ قياسه 17 × 18 مربعًا) من المرجح أنّها كان نوعًا مختلفًا من اللعبة اليونانية القديمة "بيتيا".

ذُكرت اللعبة لأول مرة في القرن الأول قبل الميلاد. وعلى الرغم من تكرارها في الأدلة المكتوبة والأثرية، إلا أنّ القواعد الدقيقة للعبة لا تزال غير واضحة.

واقترح العديد من العلماء عمليات إعادة بناء محتملة للعبة على مدار الـ 130 عامًا الماضية. ولعل أكثر هذه المقالات شمولًا هو مقال أولريش شادلر الذي نشره عام 1994، والذي يقترح أنّه على اللاعبين تحريك القطع إلى الأمام والخلف والجوانب على أمل إحاطة قطعة معزولة من العدو بقطعتين خاصتين بهم. ثم تتمّ إزالة الرموز المميزة التي تم الاستيلاء عليها من اللوحة، مما يترك أيدي اللاعبين المنتصرين "تتضارب مع حشد القطع".

7- "باتولي" (Patolli)

باتولي هي لعبة قمار اخترعها السكان الأوائل لأميركا الوسطى. وكان اللاعبون يتسابقون لنقل الحصى من أحد طرفي المسار المتقاطع إلى الطرف الآخر. ويتم استخدام الفاصوليا المحفورة كحجر نرد، لكن القواعد الدقيقة "للدخول والحركة" لا تزال غير معروفة.

بين الأزتيك، كانت اللعبة تحمل مخاطر عالية بشكل غير عادي، حيث لم يراهن المشاركون على السلع المادية أو العملات فحسب، بل على حياتهم الخاصة أيضًا.

وأوضح دييغو دوران، وهو راهب دومينيكاني قام بتأليف كتاب من القرن السادس عشر عن تاريخ وثقافة الأزتك، أنّه "في هذه الألعاب وغيرها، لم يقامر الهنود بأنفسهم للعبودية فحسب، بل تم إعدامهم بشكل قانوني كذبيحة بشرية".

8- الشطرنج (Backgammon)

تعود أصول لعبة الشطرنج الحديثة إلى لعبة "شاطورانجا" الهندية القديمة، والتي يشير اسمها السنسكريتي إلى "الأطراف الأربعة" لجيش إمبراطورية غوبتا: المشاة، وسلاح الفرسان، والعربات الحربية، وفيلة الحرب.

ذُكرت لأول مرة في القرن السادس الميلادي تقريبًا، ولكن من المفترض أنّها لُعبت قبل هذه الفترة، حيث يلعب "شاطورانجا" أربعة أشخاص، يتولى كل منهم دور الذراع العسكرية الإمبراطورية، ضد بعضهم البعض. وتتحرّك القطع بأنماط مشابهة لتلك التي نراها في لعبة الشطرنج الحديثة.

على سبيل المثال، سار المشاة إلى الأمام وتم أسرهم بشكل مائل مثل البيادق، بينما كان الفرسان يتحركون على شكل حرف "L" مثل الفرسان. ولكن على عكس لعبة اليوم، تضمّنت لعبة "شاطورانجا" عنصر الصدفة، حيث يقوم اللاعبون بإلقاء العصي لتحديد حركة القطع.

خلال منتصف القرن السادس، قدّم التجار الهنود نسخة منقّحة للاعبين من لعبة "شاطورانجا" إلى الإمبراطورية الساسانية في بلاد فارس، حيث تمّ تحويلها بسرعة إلى لعبة "الشطرنج" المُحسّنة.

وصل الشطرنج إلى أوروبا عن طريق الأراضي التي كانت تحت سيطرة العرب في إسبانيا وشبه الجزيرة الأيبيرية. وبحلول نهاية القرن الثاني عشر، كان الشطرنج عنصرًا أساسيًا في كل مكان من فرنسا إلى ألمانيا والدول الاسكندنافية واسكتلندا، وكلها اتبعت مجموعة مختلفة قليلًا من القواعد.

9- "الطاولة" (Backgammon)

لا تزال الأصول الدقيقة للعبة الطاولة غير واضحة. وهي لعبة ثنائية اللاعبين يتنافس فيها المتنافسون على "إزالة" جميع قطعهم الخمسة عشر من اللوحة. لكن عناصر اللعبة المحبوبة واضحة في عروض متنوّعة مثل لعبة أور الملكية، وسينيت، وبارتشيسي، وتابولا، ونارد، وشوان ليو، مما يُشير إلى أن فرضيتها الأساسية وجدت استحسانًا عبر الثقافات والقرون.

إن أكثر ما يميز لعبة الطاولة الحديثة هو لوحتها، والتي تحتوي على 24 مثلثًا ضيقًا مقسمة إلى مجموعتين من 12 مثلثًا. ويقوم اللاعبون برمي أزواج من النرد لتحديد الحركة عبر هذه الساحات الهندسية، مما يجعل انتصارات لعبة الطاولة "مزيجًا شبه متساوٍ من المهارة والحظ".

وانتشرت أشكال اللعبة المختلفة إلى آسيا والبحر الأبيض المتوسط ​​والشرق الأوسط وأوروبا. وخلال فترة العصور الوسطى، ظهر ما يصل إلى 25 نسخة من لعبة الطاولة، بما في ذلك لعبة "Tric-Trac" الفرنسية، و"Bräde" السويدية، والأيرلندية البريطانية ذات العناوين المربكة إلى حد ما، في جميع أنحاء القارة.

وبحلول أربعينيات القرن السابع عشر، تطورت آخر هذه الألعاب إلى لعبة الطاولة الحديثة، والتي سُميت بـ "backgammon" في إشارة إلى كلمتي "عودة" و"لعبة".

10- "غو" (Go)

نشأت لعبة "Go"، التي كانت تُسمّى آنذاك "Weiqi"، في الصين منذ حوالي 3000 عام.

وتعتبر اللعبة أكثر تعقيدًا بكثير مما تبدو، حيث يتناوب اللاعبون في وضع الحجارة على شبكة مكونة من 19 × 19 مربعًا بهدفين مزدوجين يتمثلان في الاستيلاء على رموز العدو والسيطرة على أكبر قدر من الأراضي.

وعلى الرغم من بساطة قواعدها، إلا أنّ حجم اللوحة إلى جانب تعقيدات الاستيلاء على الأراضي والحجارة واستعادتها يخلقان لعبة شديدة التعقيد، أقرب في الروح إلى حملة عسكرية كاملة مليئة بالمعارك المحلية بدلًا من المعركة الواحدة الممثلة في لعبة الشطرنج.

تُشير التقاليد الشعبية إلى أنّ "Weiqi" استُخدمت لأول مرة كأداة لقراءة الطالع، أو ربما اخترعها الإمبراطور ياو على أمل إصلاح ابنه الضال. ومهما كانت أصوله الحقيقية، أصبحت اللعبة عنصرًا أساسيًا في الثقافة الصينية بحلول القرن السادس قبل الميلاد. وفي وقت لاحق، تم إدراج اللعبة كواحدة من الفنون الأربعة التي كان مطلوبًا من العلماء الصينيين إتقانها.

وطوّرت اليابان اللعبة عندما وصلت إليها حوالي عام 500 بعد الميلاد. وبحلول القرن الـ11، ابتكر اليابانيون لعبة "I-go"، مما مهد الطريق لصعود اللعبة في الثقافة اليابانية. وخلال القرن السابع عشر، أنشأ نظام توكوغاوا الحاكم أربع مدارس مخصصة لدراسة لعبة "غو".

وانهار نظام تدريب لعبة "Go" المتطور في اليابان عندما انهار حكم توكوغاوا عام 1868، وفقدت اللعبة شعبيتها في العقود التالية. ولكن بحلول أوائل القرن العشرين، نشطت اللعبة مجددًا. وعلى مدار القرن العشرين، اكتسبت عددًا صغيرًا من المتابعين في العالم الغربي.

11- "المنقلة" (Mancala)

المنقلة مشتقّة من الكلمة العربية "نقالة"، والتي تعني "التحرّك". وهي ليست لعبة واحدة، بل مجموعة من الألعاب بعدة خصائص مشتركة: وهي تحريك الفاصوليا أو البذور أو الرموز ذات الشكل المماثل عبر لوحة مليئة بالحفر أو الثقوب الضحلة. وظهرت في الفترة ما بين 3000 و1000 قبل الميلاد تقريبًا، مع ظهور أمثلة لصفوف من الثقوب تشبه المنقلة في المواقع الأثرية عبر إفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا.

النوع الأكثر شيوعًا من المنقلة، هي "Oware" حيث يتناوب شخصان على لوحة من صفين من ستة ثقوب، على "زرع" البذور عن طريق التقاط الرموز المميزة في حفرة معينة ووضعها واحدة تلو الأخرى، بالتسلسل حول اللوحة.

عادة ما يكون هدف "المنقلة" هو التقاط بذور أكثر من المنافس من خلال عد وحساب التحركات الإستراتيجية. لكن في بعض الثقافات، يعد ضمان استمرارية اللعبة أكثر أهمية من الفوز.

12- "غايم أوف غوز" (The Game of the Goose)

على الرغم من أنها ليست إبداعًا قديمًا من الناحية الفنية، إلا أنّ لعبة "Game of the Goose" تستحق إدراجها في هذه القائمة باعتبارها أول لعبة لوحية تم إنتاجها تجاريًا. ولا تتضمّن المنافسة "أدنى عنصر من المهارة أو التفاعل الحقيقي للاعب نحو الفوز بالرهانات".

تعود أقدم إشارة إلى لعبة الإوزة إلى الفترة ما بين 1574 و1587، عندما أهدى الدوق فرانشيسكو دي ميديشي لعبة تسمى "جيوكو ديل أوكا" إلى الملك الإسباني فيليب الثاني.

وانتشرت هذه اللعبة بسرعة في جميع أنحاء أوروبا. وعلى مدى القرون التالية، ظهرت إصدارات مختلفة، لكل منها رسوم توضيحية وموضوعات مميزة خاصة بها.

في هذه اللعبة، يتنافس اللاعبون على إرسال قطعهم إلى مركز لوحة ملفوفة تشبه الثعبان، وتتحرك عكس اتجاه عقارب الساعة مسترشدة بلفائف النرد. وتم توضيح ستة من المساحات المرقمة البالغ عددها 63 في اللوحة، برموز تشير إلى قواعد خاصة، مثل التخطّي للأمام إلى الخانة 12 بعد الهبوط في الخانة 6، و"الجسر"، أو البدء من جديد تمامًا عند الوصول إلى الخانة 58، وهي بلاطة "الموت" التي تحمل اسمًا مشؤومًا.

كما يقترح اسم اللعبة، تظهر صور الإوز بشكل كبير في معظم لوحات اللعبة.

وللفوز يجب على اللاعب الوصول إلى الخانة 63 برمية نرد دقيقة. وأولئك الذين يُسجّلون أرقامًا أعلى من المطلوب يضطرون إلى التراجع عن المسار الصحيح.

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة