"متلازمة المحتال".. أسبابها وطرق علاجها

قد يظن الشخص أن نجاحه هو ضربة حظ، وأنه لا يستحق المكانة التي وصل إليها، وقد يتوهم أنه خدع الآخرين لتحقيق ذلك الإنجاز أو الوصول إلى المنصب وهذا ما يُعرف بـ"متلازمة المحتال".

ما هي هذه المتلازمة؟

تُعرّف الطبيبة المتخصصة في الاضطرابات النفسية الجنسية والإدمان الدكتورة يسرى الجملي من تونس، لبرنامج "صباح النور"، "متلازمة المحتال" أو "الدجال" Imposter Syndrome بأنها نمط نفسي يشّك فيه المرء بإنجازاته.

واكتُشِفت عام 1978 من قبل المتخصصة النفسية هي بولين كلانس، وجرت دراستها أولًا لدى الطلاب والأساتذة الجامعيين.

ما أعراضها؟

لاحظت الدراسة أن مجموعة من الأشخاص لديهم أفكار سلبية ترتبط بنمط سلوك معيّن يغلب عليه الشك المستمر في قدراتهم وإنجازاتهم، وينسبون هذا الإنجاز إلى عوالم خارجية كالحظّ أو نتيجة الجهد، وليس إلى مهارات يمتلكوها.

لوحظ لديهم أيضًّا وجود الخوف المستمر من اكتشاف "احتيالهم" والشعور بعدم الكفاءة، كما وجدوا صعوبة في تلقي المجاملات نظرًا لشعورهم المستمر بعدم الاستحقاق.

الفئة الأكثر عرضة

تؤكّد الدكتورة يسرى الجملي، أن دراسة أجريت عام 2017 استخلصت أن هذه الحالة تصيب الناس على حدّ سواء من النساء والرجال بغّض النظر عن مستواهم الثقافي والاجتماعي.

ويعاني من هذه الحالة النفسية 20% من الناس، ولكنها تجربة يمرّ بها 70% من الناس في حياتهم، عبر اختبار شعور بأنهم "زائفون" في مكان العمل.

 أنواع مختلفة 

حددّ علم النفس 5 مجموعات فرعية ينقسم إليها الأشخاص المصابون بهذه المتلازمة وهم:

-العازف المنفرد.

-الخبير.

-البطل الخارق.

 -العبقري الطبيعي.

-الكماليّ.

شخصيات تاريخية أصيبت به

تعطي الجملي مجموعة أمثال عن شخصيات تاريخية شهيرة عانت من هذه المتلازمة وشعرت بعدم استحقاق نجاحها.

 وأشهرهم ألبرت أينشتاين الذي عاش شيئًا مماثلًا، نيل أرمسترونغ وميشيل أوباما.

العلاج

كون هذه الحالة تصيب حوالي 70% من الأشخاص، لا تتطلب كلها مراجعة مختصّة؛ إذ يمكن أن يقيّم كل فرد نفسه لمعرفة ما يجب فعله.

وتقدّم الجملي سلسة نصائح لمن يشعرون بأنهم يختبرون هذا النمط، وهي: فهم الظاهرة، وتنمية الثقة بالنفس، وتحسين السلوك والمعتقد، والإحاطة بأشخاص يعطون نقدًا بناءً، وكسر حاجز الصمت ومشاركة المشاعر، وطلب المساعدة من الأصدقاء، وتحديد نقاط القوة بالنفس.

وعند استحالة تجاوز العوارض المقلقلة كالاكتئاب والتوتر الشديد، فعندها يجب على الشخص المعني استشارة طبيب مختّص.