Skip to main content

مجزرة رفح.. إسرائيل تتحدى محكمة العدل وتقر بسقوط ضحايا مدنيين

الإثنين 27 مايو 2024
قالت إسرائيل إنها استهدفت قادة من حماس في المجزرة التي ارتكبتها في رفح - غيتي

اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء الأحد، بسقوط ضحايا بين المدنيين في الهجوم الذي شنه على مخيم للنازحين غربي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

واستشهد 40 فلسطينيًا على الأقل وأصيب العشرات غالبيتهم من النساء والأطفال مساء الأحد، في غارات إسرائيلية عنيفة استهدفت منزلين ومخيمًا يكتظ بأكثر من 100 ألف نازح فلسطين شمالي غرب مدينة رفح.

وزعم الجيش الإسرائيلي، في بيان، أن "الطائرات هاجمت مجمعًا تابعًا لحماس في رفح كان يقيم فيه كبار" قادتها. وادعى أنه "تم تنفيذ الهجوم ضد مسلحين، باستخدام أسلحة دقيقة، واستنادًا إلى معلومات مخابراتية أولية تشير إلى استخدام مسلحي حماس لهذه المنطقة (تل السلطان)".

ويقع المخيم ضمن مناطق حددها الجيش الإسرائيلي مسبقًا على أنها آمنة، ودعا النازحين إلى التوجه إليها، ولم يصدر أي بيانات أو تحذيرات للنازحين وسكان المنطقة لإخلائها.

وتابع الجيش: "نتيجة الهجوم واندلاع حريق في المنطقة، أصيب عدد من الأشخاص غير المتورطين، والحادث قيد المراجعة".

وزعم جيش الاحتلال اغتيال ياسين ربيع وخالد نجار القياديين في حماس في الغارة الدامية.

مجزرة رفح "تحد لمحكمة العدل الدولية"

ومنذ 6 مايو/ أيار الجاري، تشن إسرائيل هجومًا بريًا على رفح، واستولت في اليوم التالي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري مع مصر؛ ما أغلقه أمام خروج جرحى لتلقي العلاج ودخول مساعدات إنسانية شحيحة أساسًا.

وأجبر الهجوم ما لا يقل عن 810 آلاف فلسطيني على النزوح من رفح، التي كان يوجد فيها نحو 1.5 مليون شخص، بينهم حوالي 1.4 مليون نازح من مناطق أخرى في القطاع.

من جهتها، أكدت الرئاسة الفلسطينية، أن استهداف إسرائيل خيام النازحين في مدينة رفح "مجزرة فاقت كل الحدود"، وتحدٍ لقرارات الشرعية الدولية، ولاسيما قرار محكمة العدل الدولية.

وقال متحدث الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، في بيان، إن "استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي لخيام النازحين في رفح بشكل متعمد مجزرة فاقت كل الحدود، وتتطلب تدخلًا عاجلًا لوقف هذه الجرائم التي تستهدف الشعب الفلسطيني فورًا".

أبو ردينة، أضاف أن "ارتكاب قوات الاحتلال الإسرائيلي لهذه المجزرة البشعة تحد لجميع قرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها قرار محكمة العدل الدولية الواضح والصريح بضرورة وقف استهداف رفح وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني".

بدورها، نددت حركة حماس بالمجزرة في رفح، واعتبرت أنها تمثل تحديًا واستهتارًا وتجاهلًا لقرار محكمة العدل الدولية" بوقف ضرب المدينة المكتظة بالنازحين.

وقالت حماس في بيان: "في جريمة حرب مروّعة، أقدم جيش الاحتلال الصهيوني المجرم على ارتكاب مجزرة بشعة بحق المواطنين النازحين في الخيام غرب مدينة رفح في منطقة مكتظة بمئات الآلاف من النازحين كان قد أعلن أنها آمنة".

وأضافت أن القصف "أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات المواطنين، معظمهم من النساء والأطفال، وذلك في تحدٍ واستهتارٍ تام وتجاهلٍ لقرار محكمة العدل الدولية التي طالبته بوقف العدوان على رفح".

وحمّلت حماس "الإدارة الأميركية والرئيس (جو) بايدن بشكلٍ خاص المسؤولية الكاملة عن هذه المجزرة، والتي لم يكن للكيان الصهيوني أن يرتكبها لولا الدعم الأميركي والضوء الأخضر له لاجتياح رفح، رغم اكتظاظها بالمواطنين النازحين"، وفق البيان ذاته.

عدوان مدمر على غزة

وتشن إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عدوانًا على قطاع غزة، خلف أكثر من 116 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

وتتجاهل إسرائيل قرارًا من مجلس الأمن الدولي بإنهاء القتال فورًا، واعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها ووزير أمنها؛ لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" في غزة.

وللعام الـ18، تحاصر إسرائيل قطاع غزة، وأجبرت حربها نحو مليونين من سكانه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد في الغذاء والماء والدواء.

المصادر:
وكالات
شارك القصة