Skip to main content

محاكمة ترمب.. الديمقراطيون مصرّون على إدانته "حتى لا يكرّر فعلته"

الجمعة 12 فبراير 2021
مجلس الشيوخ الأميركي يواصل محاكمة ترمب وسط إجراءات أمنية مشدّدة في مبنى الكابيتول

دعا المدّعون الديموقراطيّون الخميس أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي إلى إدانة الرئيس السابق دونالد ترمب بعدم الأهليّة، بسبب "تحريضه" أنصاره على الاعتداء على مبنى الكابيتول، وذلك اقتناعًا منهم بأنّه سيُقدم على الأفعال نفسها في حال عودته إلى السلطة.

وحذّر فريق الادّعاء، في اختتام مرافعاته، مجلس الشيوخ من أنه إذا تقاعس عن إدانة الرئيس السابق فإنه "سيكرر فعلته"، مطالبين بإدانة الملياردير الجمهوري بتهمة التحريض على الهجوم الذي استهدف مقرّ الكونغرس.

وركزت الأيام الثلاثة الأولى من محاكمة ترمب على خطابه الناري لمؤيديه في الأسابيع التي سبقت هجوم السادس من يناير/ كانون الثاني، عندما ادعى ترمب أن هزيمته الانتخابية على يد الديمقراطي جو بايدن كانت نتيجة تزوير وأن الحشود بحاجة إلى "القتال" و"وقف السرقة".

لكن يبدو من غير المرجح أن يؤمّن الديمقراطيون عملية الإدانة هذه، ويمنعوا ترمب من تولي منصب عام مرة أخرى نظرًا لأن ستّة جمهوريين فحسب صوتوا مع الديمقراطيين في مجلس النواب المكون من 100 مقعد لبدء المحاكمة.

"مذنب بقوة"

وقال النائب نوي نيغوز، أحد أعضاء فريق الادّعاء، "نطلب منكم بتواضع أن تدينوا الرئيس ترمب بجريمة هو مذنب بها بقوّة"، مضيفًا: "لأنّكم إذا لم تفعلوا، إذا تظاهرنا بأنّ هذا الأمر لم يحدث - أو الأسوأ من ذلك، إذا تركنا الأمر يمرّ من دون محاسبة - فمن بإمكانه القول إنّ هذا الأمر لن يحدث مرّة أخرى؟".

واعتبر نيغوز أنّ الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة "كان يعلم مدى خطورة الوضع"، ومع ذلك "أشعل الفتيل وألقاه مباشرة باتجاه هذه القاعة، نحونا".

وقال رئيس فريق الادّعاء جيمي راسكين أمام أعضاء مجلس الشيوخ، إنّ الهجوم على الكابيتول كان "تتويجًا لأفعال الرئيس، لا حالة شاذة".

"نجونا بأعجوبة"

ومن خلال لقطات أخِذت من كاميرات مراقبة بعضها لم يُعرض من قبل وتسجيلات فيديو وضعها مؤيدو ترمب على الانترنت، يظهر فيهما عناصر شرطة يصرخون وبرلمانيون في حالة ذعر ومهاجمون يطلقون تهديدات، أعاد الادعاء تذكير أعضاء مجلس الشيوخ بأنهم نجوا بأعجوبة "من الأسوأ".

وأعاد هذا الفريق كذلك وضع الاعتداء في السياق السياسي الذي شهدته البلاد في أعقاب الانتخابات. ووصف أعضاؤه حملة التضليل الطويلة بشأن الانتخابات الرئاسية التي شنها ترمب وإصراره لأسابيع أنه كان ضحية تزوير انتخابي هائل، بـ"الكذبة الكبرى".

ورفض ترمب المقيم حالياً في فلوريدا الإدلاء بشهادته. لكن صوته تردد في قاعة مجلس الشيوخ في الكونغرس حيث عرض متهموه مقتطفات عدّة من خطاباته، وأعادوا إظهار تغريدات له واستشهدوا بكلماته الأكثر إثارة للجدل.

"أعمال وحشية"

وقال البرلماني تيد ليو إنه بعد فشل الشكاوى القانونية التي تقدّم بها ترمب وضغوطه المتعددة على مسؤولي الانتخابات في الولايات الرئيسية "وجد أنه لا يملك خيارات غير عنيفة للبقاء في السلطة".

وقالت عضو الفريق ديانا ديجيت إنّه عندما اعتدوا على الكابيتول، "اعتقدوا أنهم يتبعون أوامر قائدهم العام"، مستشهدة بأقوال أدلى بها أمام الهيئات القضائية عشرات الأشخاص المتهمين بالاعتداء الدموي.

وذكّر الديموقراطيون بأنّ ثلاثة عناصر شرطة قتلوا في الاعتداء أو نتيجة له. فواحد قتل بمطفأة حريق فيما انتحر آخران في الأيام التالية. وشدّدوا على "الأعمال الوحشية" التي تعرّض لها عناصر الأمن في ذاك اليوم و"الصدمة النفسية" الدائمة التي لحقت بالموظفين الذين كانوا موجودين في صرح الديموقراطية الأميركية.

وقال عضو فريق الادعاء ديفيد سيسيلين إنّ أحد عمّال التنظيف أخبره عن "مدى شعوره بالسوء والإذلال عندما اضطر إلى تنظيف البراز عن الجدران، ودماء إحدى المشاغبات التي قتلت، والنوافذ المكسورة والأشياء الملقاة أرضاً".

"تبرئة" خلال أيام

وأشاد السناتور الجمهوري جون ثون بعرض فريق الادعاء. وقال للصحافيين: "قاموا بعمل جيد في إبراز الروابط".

لكن قد تتمّ على الأرجح تبرئة ترمب خلال أيّام، إذ ما زال قطب العقارات السابق يحظى بشعبية كبيرة بين أوساط اليمين، ومن غير المرجّح أن يوافق 17 من أصل 50 عضوًا جمهوريًا في مجلس الشيوخ على التصويت إلى جانب الديمقراطيين لتشكيل الغالبية اللازمة لإقرار الإدانة.

رغم ذلك، قال الرئيس جو بايدن الذي كان قد نأى بنفسه حتّى الآن عن سَير المحاكمة: "أظن أن البعض قد يكون غيّر رأيه" نتيجة العرض القوي الذي قدّمه فريق الادعاء.

وسارعت المتحدثة باسمه جين ساكي إلى التوضيح أنّ إعلانه ليس توقعاً، وإنّما يعكس مشاعره. وقالت إنّه "تأثّر" بمقاطع الفيديو التي عرِضت الأربعاء، مضيفة أنّ كلامه يعكس "مدى صدمته وحزنه".

المصادر:
التلفزيون العربي/وكالات
شارك القصة