السبت 27 أبريل / أبريل 2024

في اليوم الثاني من محاكمته.. الادّعاء يعتبر ترمب "المحرض الرئيسي" على اقتحام الكونغرس

في اليوم الثاني من محاكمته.. الادّعاء يعتبر ترمب "المحرض الرئيسي" على اقتحام الكونغرس

Changed

لا يزال ترمب يحظى بدعم قوي في صفوف الحزب الجمهوري
لا يزال ترمب يحظى بدعم قوي في صفوف الحزب الجمهوري (غيتي)
أمام كلّ من طرفي الادعاء والدفاع 16 ساعة لعرض حججهم، ويتولّى تسعة نواب ديمقراطيين مرافعات الادعاء، وهم يعتمدون على عرض تسجيلات فيديو "صادمة".

في اليوم الثاني من محاكمته في مجلس الشيوخ، اتّهم المدّعون الديموقراطيون الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بأنه كان "المحرّض الرئيسي" على اقتحام مقر الكونغرس في السادس من يناير/ كانون الثاني الماضي، وأعمال العنف التي رافقت ذلك.

وبموجب القوانين المرعية في محاكمة الرؤساء أمام المجلس، فإنه أمام كلّ من طرفي الادعاء والدفاع 16 ساعة على مدى يومين لعرض حججهم. ويتولّى تسعة نواب ديمقراطيين مرافعات الادعاء، وهم يعتمدون في مهمتهم هذه على عرض تسجيلات فيديو "صادمة".

وعلى الرّغم من أنّ حظوظهم قليلة في إقناع ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ بإدانة ترمب، وهو العدد الذي يفرضه الدستور لذلك، يسعى المدّعون أقلّه إلى التأثير بالرأي العام في جلسات تبث مباشرة في أنحاء الولايات المتحدة كافة.

وقال رئيس فريق الادعاء جيمي راسكين: "ستظهر لكم الأدلة أن الرئيس السابق ترمب لم يكن متفرّجًا بريئًا"، وأنّه "تخلّى عن دوره بوصفه قائدًا أعلى للقوات المسلّحة وصار محرضًا رئيسيًا على تمرّد خطير".

الكذبة الكبرى

من جانبه، اعتبر النائب خواكين كاسترو العضو في فريق الادعاء أنّ اقتحام الكونغرس لم يأت "من عدم"، مشدّدًا على أن ترمب غذّى غضب المحتجين "على مدى أشهر"، ومعتبرًا أن "الرئيس هو من أرسلهم".

وشدّد، في كلمته، على أنّ ترمب "ارتكب جريمة كبرى بحق دستورنا وشعبنا، وأسوأ انتهاك للقسَم الرئاسي في تاريخ الولايات المتحدة"، داعيًا إلى "إدانته في مجلس الشيوخ".

وفي حال إدانة ترمب، سيطلب الديمقراطيون فورًا إجراء تصويتٍ ثانٍ بالأكثرية المطلقة على اعتباره فاقدًا للأهلية السياسية.

بدورهم، وصف الديموقراطيون حملة التضليل التي أطلقها ترمب في شأن الانتخابات الرئاسية من دون أن يعطي أي دليل على ذلك بأنها "الكذبة الكبرى".

واعتبر النائب تيد ليو أن ترمب "انحسرت خياراته غير العنفية للبقاء في السلطة" بعد رد طعونه بنتائج الانتخابات.

وأشارت زميلته ستايسي بلاسكيت إلى أنّ ترمب لجأ إلى "مجموعات غذّاها على مدى أشهر" على غرار "براود بويز" التي شارك أعضاء فيها في اقتحام الكونغرس، مذكّرة بأن الرئيس كان قد دعاهم في أكتوبر/ تشرين الأول إلى "البقاء على أهبة الاستعداد".

"إخراج" ترمب من الحياة السياسية

ولا يزال ترمب يحظى بدعم قوي في صفوف الحزب الجمهوري، وحظوظ تبرئته وافرة، وقد يتم إسقاط التهمة عنه في مطلع الأسبوع المقبل. وأمام محاميه 16 ساعة لعرض حججهم.

وفي هذا السياق،  رأى ديفيد شون أحد محامي الدفاع عن الملياردير الجمهوري أنّ "هذه المحاكمة "تُستغلّ سياسياً"وستؤدي إلى "تمزيق البلاد". مشيرًا إلى أن "أميركيين كثيرين يرونها على حقيقتها: محاولة من قبل مجموعة سياسيين لإخراج دونالد ترمب من الحياة السياسية".

"نحن نحبكم"

والثلاثاء بدا الديمقراطيون مصمّمين على تذكير أعضاء مجلس الشيوخ المئة الذين يشكّلون هيئة المحلّفين في هذه المحاكمة، كما والأميركيين، بالعنف الذي سجّل في ذاك اليوم وأسفر عن مقتل خمسة أشخاص.

وعرضوا مقطع فيديو "مروّع" يظهر أفرادًا من الحشود المؤيدة لترمب وهم يفتشون المبنى بحثًا عن نائبه وهم يهتفون "اشنقوا مايك بنس!".

وأظهرت مقاطع فيديو لم يسبق عرضها المشهد من داخل مبنى الكابيتول حيث حطم مثيرو الشغب النوافذ واشتبكوا مع الشرطة على بعد 30 مترًا من الغرفة التي كان بنس يحتمي بها مع أسرته.

ونصب "الغوغاء" حبل مشنقة في الخارج. وأظهرت اللقطات، التي تضمنت أيضًا مشاهد من كاميرات مثبتة بالجسد للهجمات الوحشية على شرطة الكابيتول، واقتياد بنس والمشرعين إلى مكان آمن قبل لحظات من اقتحام الحشد للمبنى.

وسلط مقطع الفيديو الضوء على حقيقة أن مئات من أنصار ترمب الذين هاجموا المبنى في محاولة لوقف النقل السلمي للسلطة استهدفوا الجمهوريين، الذين ستكون أصواتهم ضرورية لإدانة ترمب.

وقالت النائبة ستيسي بلاسكيت معلقة على اللقطات: "الرئيس ترمب حدد لهم هدفًا واقتحم الحشد الكابيتول لمطاردته".

وشدد أعضاء مجلس النواب الذين يمثلون الادعاء على أن ترمب زرع بذور الشغب بالتشجيع على العنف والزعم كذبًا بأن الانتخابات سُرقت.

وقال النائب جوزيف نيجيوز: "أدرك ترمب في الربيع الماضي أنه قد يخسر انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني وبدأ في زرع بذور الغضب بالقول بأنه لن يخسر الانتخابات إلا إذا سُرقت".

كما عرضوا خطاب ترمب الذي دعا فيه الآلاف من مناصريه المجتمعين المحتشدين أمام البيت الأبيض للتوجّه إلى مقرّ الكونغرس "للتظاهر بشكل سلمي ووطني". وقال: "لن تستعيدوا بلدنا إن كنتم ضعفاء". بالإضافة إلى افتتاح جلسة مشتركة لمجلسي الكونغرس للمصادقة على فوز خصمه جو بايدن بالرئاسة.

وذكّروا أنّه بعد ساعتين، نشر ترمب تسجيل فيديو جدّد فيه التأكيد أنّ الانتخابات "مزوّرة". وفي حين دعا المتظاهرين إلى العودة لمنازلهم، قال لهم "نحن نحبكم".

وهي تصريحات استعادها الأربعاء راسكين الذي قال: "كنا نعتقد أن الرئيس سيعمد إلى طمأنة الأميركيين (...) لكن هذا ما قاله: أعلم أنكم مجروحون، الانتخابات سرقت منا".

وفي سياق متّصل، أعلنت النائبة العامة في ولاية جورجيا الأربعاء أنها فتحت تحقيقًا في شأن مساعي ترمب لتغيير نتائج انتخابات الثالث من نوفمبر / تشرين الثاني، عبر ممارسة ضغوط على مسؤولين محليين للتلاعب بالفرز.

والإثنين جاء في مرافعة مكتوبة لمحامي ترمب أن تحميل الرئيس السابق مسؤولية أعمال عنف ارتكبتها "مجموعة صغيرة من المجرمين" الذين "أساؤوا فهمه تمامًا" هو أمر "عبثي بكل بساطة"، مشددين على أن ترمب "حضّهم على البقاء سلميين".

والأربعاء ردّت النائبة مادلين دين بالقول: "لقد تحقّقنا من خطابه المؤلف من 11 ألف كلمة، لم يستخدم الرئيس عبارة "سلمي" إلا مرة واحدة مقابل أكثر من 20 استخدام لعبارة "قتال"".

المصادر:
التلفزيون العربي/وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close