Skip to main content

محكمة الاحتلال ترجئ جلسة بشأن حي "الشيخ جراح".. وانتقادات لتصرفات الشرطة

الأحد 9 مايو 2021
موعد الجلسة الجديد سيكون خلال 30 يومًا

أرجأت محكمة الاحتلال العليا، الجلسة التي كان من المزمع عقدها غدًا الإثنين بشأن عمليات الإخلاء من حي "الشيخ جرّاح".

وأعلنت المحكمة أن موعد الجلسة الجديد سيكون خلال 30 يومًا.

وكان متحدث باسم وزارة العدل الإسرائيلية ذكر أن المدعي العام أفيخاي ماندلبليت طلب من المحكمة العليا تأجيل الجلسة لأسبوعين على الأقل ريثما يدرس إمكانية المشاركة في الدعوى، وسط تصاعد العنف والقلق الدولي بشأن قضية الإخلاء في المدينة المتنازع عليها.

خطأ فادح في تقييم الأمور

تزامنًا مع طلب المدعي العام، انتقدت صحيفة "هآرتس" العبرية تصرّفات شرطة الاحتلال الإسرائيلية، معتبرة أنها "افتقدت قدرة الحكم على الأحداث بشكل مناسب"، في ظل الاشتباكات التي تشهدها القدس الشرقية.

ورجّحت الصحيفة "اشتعال أسوأ موجة من العنف في الخط الأخضر بالقدس وفي باقي المناطق" بعد اقتحام الأقصى واعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في باقي المناطق المقدسية.

وإذ رأت أنه "ليس من الواضح حتى الآن ما إذا كانت الإجراءات التي اتخذتها الشرطة الإسرائيلية نتيجة توجيهات سياسية صريحة، أم مبادرة مستقلة من قيادتها"، أكدت الصحيفة أن "هناك خطأ فادحًا في تقييم الأمور والحكم عليها من جانب قائد الشرطة وضباطها".

صدامات عنيفة

واقتحمت شرطة مكافحة الشغب الإسرائيلية الجمعة باحات المسجد الأقصى بعدما زعمت أن قواتها تعرّضت لإلقاء الحجارة والمفرقعات من قبل مصلين.

وتعتبر هذه الصدامات الأعنف منذ نحو سنتين في باحات المسجد الذي يعتبر ثالث أهم الأماكن قداسة عند المسلمين.

ودافع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن ردّ الشرطة. وقال في مستهل اجتماع مجلس الوزراء الأحد: "لن نسمح لأي عنصر متطرف بالتشكيك في التهدئة في القدس... لن نسمح بأعمال شغب عنيفة"، مضيفًا: "أقول للمنظمات الإرهابية: إن إسرائيل ستردّ بقوة".

ومساء السبت، أحيا 90 ألف مصلّ فلسطيني ليلة القدر في مصليات وباحات المسجد الأقصى، وهو رقم أقل بكثير مقارنة بالسنوات الماضية.

وأديت الصلاة وسط هدوء نسبي، وحثّ مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني المصلين على "الهدوء"، قبل أن تتجدّد الصدامات فجرًا.

وفي باب العامود، أطلقت قوات الشرطة الإسرائيلية قنابل الصوت لتفريق المحتجين الفلسطينيين.

احتجاجات الشيخ جرّاح

ومنذ مساء السبت، سُجّلت أكثر من مئة إصابة خلال الاحتجاجات التي تشهدها القدس الشرقية المحتلة لترتفع إلى نحو 300 منذ الجمعة، وفق جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في حين أعلنت شرطة الاحتلال ارتفاع أعداد الإصابات في صفوفها إلى نحو 20 إصابة. 

وتوزّعت الإصابات ما بين حي الشيخ جرّاح، حيث تُواجه عدة عائلات تقطنه خطر إخلاء منازلها لصالح جمعيات استيطانية، وباب العامود أحد المداخل الرئيسية للبلدة القديمة حيث أطلقت شرطة الاحتلال الإسرائيلية خراطيم المياه العادمة والرصاص المطاطي باتجاه المحتجين لتفريقهم.

واستأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته على الفلسطينيين المحتجّين على تهجير أهالي حي الشيخ جرّاح، والذين دعوا إلى "النفير العام" لإحياء ليلة القدر داخل المسجد الأقصى.

دعوات للتهدئة

وقُوبلت الأحداث في القدس بدعوات دولية للتهدئة، إذ دعا البابا فرنسيس، الأحد، إلى إنهاء المواجهات.

وقال الحبر الأعظم في رسالة بعد صلاة الأحد: "أتابع بقلق خاص الأحداث التي تجري في القدس... أصلّي لكي تكون (القدس) مكان لقاء لا مكان اشتباكات عنيفة، مكانًا للصلاة والسلام".

ودعى البابا الجميع إلى البحث عن حلول مشتركة، لكي يتمّ احترام الهوية المتعددة الأديان والثقافات للمدينة المقدسة، ولكي تسود الأخوَّة. إنَّ العنف لا يولّد إلا العنف. كفى اشتباكات".

وعبّرت اللجنة الرباعية الدولية حول الشرق الأوسط (الولايات المتّحدة وروسيا والاتّحاد الأوروبي والأمم المتّحدة) عن "قلقها البالغ" إزاء أعمال العنف في القدس الشرقية، وحثت على "ضبط النفس".

كما عبّرت وزارة الخارجية الأميركية عن شعورها "بقلق بالغ إزاء المواجهات الدائرة في القدس"، معتبرة أنه "لا يوجد أي تبرير لأعمال العنف... من الأهمية بمكان أن تمارس كافة الأطراف ضبط النفس وتمتنع عن الأعمال والخطابات الاستفزازية".

واعتبرت روسيا أن مصادرة الأراضي والممتلكات في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية "انتهاك للقانون الدولي".

بدوره،  أعلن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، السبت، استعداد بلاده لأي دور يوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين.

كما وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مساء السبت، إسرائيل بأنها "دولة إرهابية وحشية تهاجم بشكل وحشي وغير أخلاقي المسلمين في القدس الذين يسعون فقط لحماية منازلهم وبلدهم وقيمهم المقدسة".

وحمّل الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس الحكومة الإسرائيلية "المسؤولية الكاملة" عما يجري في مدينة القدس عمومًا والمسجد الأقصى خصوصًا.

من جهتها، حذّرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من أن "المقاومة مستعدة للدفاع عن الأقصى بأي ثمن".

المصادر:
العربي، وكالات
شارك القصة