مخاوف متزايدة من لقاح أسترازينيكا.. هل هي مبرَّرة؟

أعلنت وكالة الأدوية الأوروبية أن فوائد لقاح أسترازينيكا تفوق مخاطره، وذلك في معرض ردّها على تعليق عدة دول استخدام اللقاح في حملات التطعيم ضد فيروس كورونا.

وأشارت مديرة الوكالة إيمير كوك إلى أنّ الآلاف في الاتحاد الأوروبي يصابون بالجلطات كل عام لأسباب متنوّعة، نافية وجود علاقة مثبتة بين زيادة الجلطات الدموية ولقاح أسترازينيكا.

من جانبها، أوصت منظمة الصحة العالمية بالاستمرار في استخدام اللقاح، مطالبة الدول بعدم إثارة الهلع في شأنه.

17 مليون شخص تلقوا لقاح أسترازينيكا

جاء ذلك بعد أن أعلنت عدّة دول تعليق استخدام اللقاح الذي طوّرته الشركة السويدية للأدوية بالتعاون مع جامعة أكسفورد البريطانية، وذلك بسبب آثار جانبية مشتبه بها مثل تجلط الدم لدى بعض الأشخاص الذين تلقّوا اللقاح.

وكشفت "أسترازينيكا" أن نحو 17 مليون شخص في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة تلقوا جرعة من اللقاح مع الإبلاغ عن أقلّ من 40 حالة جلطات دموية حتى الأسبوع الماضي.

الجلطة "صدفة" وليست نتيجة اللقاح

وعلى الرغم من القلق المتزايد بسبب هذه التقارير، فإنّ المنظّمين في المملكة المتحدة وأوروبا يوضحون أنّ التطعيم يجب أن يستمرّ، حتى لو اتخذت بعض الدول نهجًا فرديًا مختلفًا.

فبحسب المعلومات الواردة حتى الآن، لا يزال احتمال حدوث جلطة دموية بعد التطعيم منخفضًا للغاية، ويبدو أنّ الجلطة "صدفة" وليست نتيجة اللقاح.

وبالموازنة بين الفوائد والآثار الجانبية، فإنّ الخوف من كوفيد 19 لأولئك الذين يُعرَض عليهم اللقاح حاليًا كبير جدًا، وجلطات الدم هي إحدى أكثر العواقب شيوعًا لمرض كوفيد 19 الخطر.

ويؤكد مدير مجموعة لقاحات أكسفورد أنّ هناك أدلة "مطمئنة للغاية" على عدم وجود زيادة في ظاهرة الجلطة الدموية في المملكة المتحدة، مضيفًا أنّ فنلندا أجرت أيضًا دراسة متأنية للغاية ولم تجد خطرًا متزايدًا.

المخاوف من لقاح أسترازينيكا "غير مبرَّرة"

من جهته، يوضح المتخصص بالطوارئ عرفان الشمري أن اللقاح يأخذ في العادة، فترة عشر سنوات حتى يخرج إلى الاستهلاك البشري لكن في حالة كورونا، وبسبب عدد الإصابات المرتفع، بُذلت جهود استثنائية لإنتاج اللقاح للاستخدام الطارئ ومن أجل الحدّ من انتشار المرض.

ويلفت الشمري، في حديث إلى "العربي"، أنّ اللقاح هو عبارة عن حامل فيروسي نسخة ضعيفة من الفيروسات المسببة لنزلات البردة الشائعة تقتطع السلسلة الجينية الحاملة للفيروس ويتم استبدالها بشيفرة جينية تحمل أوامر تكوين البروتين السطحي الشوكي لفيروس كورونا، وهذا يؤدي لعملية تحفيز الجهاز المناعي.

ويخلص الشمري إلى أنّ المخاوف غير مبرّرة، مشدّدًا على أنّ أغلب الذين تلقوا اللقاح لم تحصل عندهم أيّ مضاعفات تُذكَر.