Skip to main content

"مخططات خبيثة".. حماس تحذّر من بديل دولي للإشراف على الأونروا

السبت 27 أبريل 2024
تأسست الأونروا بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949 - غيتي

حذّرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم السبت، من مخاطر إشراف أيّ بديل دولي عن الأمم المتحدة على عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

جاء ذلك في بيان تعليقًا على تقرير صادر عن لجنة دولية مستقلة معنية بمراجعة حياد الأونروا "جاءت فيه دعوة لإنشاء جسم دولي يشرف على عمل الوكالة من خارجها".

وخلص التقرير الصادر عن اللجنة، الإثنين الماضي، إلى عدم تقديم إسرائيل أي دليل على مزاعمها بشأن عدم حيادية الوكالة، وأكد أهمية دورها الإغاثي.

"محاذير ومخاطر" تقرير اللجنة الأممية

وقالت حماس في بيانها: "تابعنا باهتمام وبقلق التقرير الذي صدر عن اللجنة التي كلفها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش برئاسة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولونا، لمراجعة حياد الأونروا، والتي فنّدت فيه مزاعم الاحتلال التي حاول عبرها تشويه عمل الوكالة الدولية".

واستدرك البيان "لكن في مضمون التقرير الذي جاء في 54 صفحة، نتوقف عند مجموعة من المحاذير والمخاطر التي تستهدف العمل على تفريغ عمل الأونروا وتشكيل أجسام دولية بديلة عن الأمم المتحدة في متابعتها، والإشراف عليها".

واعتبر أن في ذلك "محاولة لاستهداف بعدها السياسي، وفي سياق المخططات الخبيثة التي تستهدف إنهاء عملها كشاهد سياسي على النكبة الفلسطينية".

وأبدت الحركة استغرابها من عدم ذكر التقرير "استهداف الاحتلال لـ160 من مقرات الأونروا واستشهاد 180 من موظفيها.. وعدم تعرضه لعمليات الإعدام الميدانية والاستهداف المروع للنازحين في مدارسها".

وأشارت إلى أنه جاء في سياق التقرير دعوة لإنشاء جسم دولي يشرف على عمل الأونروا من خارجها، وهو ما يشكل في حد ذاته استهدافًا سياسيًا بامتياز، يمهّد لانتزاع مسؤولية الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما أنه يحل محل اللجنة الاستشارية للأونروا المشكلة من 28 دولة و3 أعضاء مراقبين.

ونبهت حماس إلى أن التقرير ينادي بنزع مسؤولية اتحادات الموظفين العاملة في نطاق عمليات الأونروا بالمناطق الخمسة، بزعم أنها مسيسّة، وهو اتهام خطير تترتب عليه مخاطر جمّة على صعيد محاولة ضرب العلاقة بين الموظفين والإدارة، وتعميق الخلافات بينهما، وتدخل صارخ في عمل المؤسسة الدولية التي يفترض أن التقرير ينادي بحياديتها وعدم التدخل في شؤون عملها.

"تفريغ عمل" وكالة الأونروا

ورأت حركة حماس أن دعوة التقرير بالشراكة مع مؤسسات أخرى مع الأونروا محاولة أخرى لتفريغ وتبهيت عملها، خاصة مع استبدال خدماتها الإغاثية بشكل عملي في القطاع، دون تعزيز دور الأونروا، الأمر الذي أدّى لإضعاف خدماتها المقدّمة.

كما أبدت حماس استغرابها لتطرق الوزيرة الفرنسية السابقة للمناهج التعليمية التي تدرسها الأونروا، ودعوتها لمراجعة ما تسميه قضايا داخل المناهج لا تلتزم بالحيادية، رغم العمل ومن خلال لجان مختلفة لدراسة 157 كتابًا دراسيًا يدرسّ في مدارسها جرى تعديل بعض ما جاء فيها.

وأضافت: "الآن ترى الوزيرة السابقة بأن وصف مدينة القدس عاصمة لشعبنا الفلسطيني وصف يعزز الكراهية، رغم أن ذلك يتقاطع مع قرارات الأمم المتحدة التي تعترف بحق شعبنا في إقامة دولته وعاصمته القدس، ولا تزال عديد الدول الغربية ترفض نقل سفارتها إلى هناك بعد اعتراف واشنطن بها عاصمة مزعومة للكيان".

وتوقفت باستغراب كبير أمام ازدواجية معايير العالم المقيتة، التي ترى حقًا أصيلًا ونبلًا عظيمًا للموظف الأوكراني العامل في الأمم المتحدة في التعبير عن رأيه تجاه الحرب في بلاده، بينما تراه غير حيادي تجاه الموظف الفلسطيني الذي يعبر عن حقه، حسبما جاء في بيان الحركة.

وذكّرت حماس بأن الأونروا أساسًا شُكّلت في سياق تداعيات العدوان التاريخي الذي استهدف إبادته وطرده من أرضه، ورأت أن هذه الازدواجية هي وجه آخر من وجوه النفاق الذي تستخدمه بعض الأطراف الدولية في حرب الإبادة التي يتعرض لها قطاع غزة، وتورط بعضها بكل أسف في دعم هذه الحرب ومشاركته فيها، خاصة الموقف المتجسدّ من واشنطن وبعض حلفائها.

وجددت دعوتها لكل الأطراف الدولية التي امتنعت عن دعم الأونروا؛ للوقوف أمام مسؤولياتها تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة.

وشددت على أنّ "كل المحاولات التي تهدف لشطب أي عنوان من عناوين قضيتنا في القدس أو النكبة أو الأرض، فإنها لن تؤدي إلّا لاشتعال مزيد من الحرائق تجاه الأمن والسلم العالمي، ولن تحقق السلام في لحظة من اللحظات".

المصادر:
وكالات
شارك القصة