Skip to main content

مراسم تنصيب بايدن.. تنوع ثقافي ومناشدات للمّ الشمل

الأربعاء 20 يناير 2021
بايدن مؤديًا يمين القسم.

استقطب حفل تنصيب الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة الأميركية جو بايدن اليوم الأربعاء الأنظار من حول العالم.

وإذا كان أداء القسم هو محور الإحتفالية التي تؤشر لانطلاقة عهد رئاسي جديد سيستمر لأربع سنوات، فإن ما تخلّلها من فعاليات كان أُعلن عن فحواها سابقًا سيطبع المناسبة ويمنحها فرادةً وتمايزًا ويرسخها في الذاكرة.

وقد بدأ الحديث فعلًا عن أن المشهدية اتسمت هذا العام بالتنوع الثقافي، وزخرت بمناشدات لم الشمل وتوحيد الصف.

مداواة الجراح

واستقبل الحاضرون في الباحة الخارجية لمبنى الكابيتول شكل لافت الليدي غاغا التي لفتت كعادتها الانتباه بزيها. فالفستان الفضفاض باللونين الأحمر والأسود والمشبك الذهبي الكبير الذي زينته به ويمثل حمامة السلام، تحولا سريعًا إلى مادة للإعلام والسوشال ميديا.

وغنّت غاغا، في حفل تنصيب بايدن الذي تعاونت معه في 2017 لمكافحة التحرش الجنسي، النشيد الوطني الأميركي بطريقتها المميزة. وانضمت بذلك إلى قائمة النساء اللواتي أدين النشيد الوطني الأميركي خلال مراسم تنصيب رؤساء، مثل جاكي إيفانشو (2017)، وخوانيتا بوكر (1981)، وإيثيل إينيس (1973). 

والتفتت غاغا وهي تغني، وأشارت إلى العلم الأميركي، الذي يرفرف فوق مبنى الكابيتول، الذي شهد قبل أسبوعين هجومًا من أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب الساعين لإبطال فوز بايدن بالرئاسة.

وكانت ليدي غاغا كتبت على "تويتر" قبل المراسم أنها تريد "الاحتفاء بماضينا ومداواة الجراح من أجل مستقبلنا والتطلع لمستقبل نعمل فيه معًا بحب".

العدالة للجميع

إلى ذلك، وفيما أنشد مغنّي موسيقى الريف غارث بروكس، وهو جمهوري، ترنيمة (أميزينغ غريس) أو "نعمة مدهشة" وطلب من الحضور ومن الأميركيين الذين يشاهدون الحفل من منازلهم غناء المقطع الأخير معه.. أدت جينيفير لوبيز توليفة من أغنية "ذيس لاند إز يور لاند" أو "هذه الأرض أرضك" و"أميركا ذا بيوتيفول" أو "أميركا الجميلة"، وفصلت بينهما بجمل من قسم الولاء هتفت بها بالإسبانية وهو الجزء الذي يقول "أمة واحدة بأمر الرب.. غير منقسمة.. فيها الحرية والعدالة للجميع".

وأدخلت جي لو إلى أدائها عبارة Lets get loud، أو فلنرفع صوتنا عاليًا، التي يألفها الجمهور من إحدى أكثر أغنياتها جماهيرية.

رؤية أمل 

من جانبها، قدمت أماندا غورمان (22 عامًا)، وهي أصغر شاعرة في تاريخ الولايات المتحدة تحتفي بانتقال السلطة الرئاسية، وتمت دعوتها إلى المشاركة بناء على توصية من السيدة الأولى جيل بايدن، رؤيةً مفعمة بالأمل لبلد منقسم بشدة في قصيدتها "التل الذي نتسلقه".

ولخصت غورمان المشاعر المختلطة التي شابت السنوات الأربع الماضية المتقلبة في القصيدة. وأشارت فيها إلى نفسها بأنها "فتاة سوداء نحيلة انحدرت من أسلاف كانوا عبيدًا وربتها أم بمفردها، يمكنها الآن أن تحلم بأن تصبح رئيسة".

وقالت أن "تكون أميركيًا ليس مجرد فخر ترثه، بل أكثر من ذلك. ماضينا الذي نعمد إليه لنصلحه". وأضافت: "لن نعود إلى ما كان. بل نمضي قدمًا إلى ما ينبغي أن يكون، بلد يعاني جروحًا لكنه كل متكامل".

وأردفت، متحدثة من على درج مبنى الكونجرس (الكابيتول) بعد أسبوعين من اقتحامه، أن الأميركيين يستطيعون التغلب على الكراهية، معتبرةً أن الديمقراطية "يمكن أن تتأخر مؤقتًا، لكن لا يمكن أبدًا أن تُهزم بشكل دائم". 

وقالت: "دعونا نترك دولة أفضل من تلك التي ورثناها. سنسمو بهذا العالم الجريح إلى عالم رائع".

يُذكر أن غورمان حصلت على جائزة أول شاعر وطني أميركي شاب في 2017، وانضمت بمشاركتها في حفل التنصيب اليوم الأربعاء إلى عمالقة الشعر الأميركي أمثال روبرت فروست ومايا أنجيلو وإليزابيث ألكسندر الذين سبق أن شاركوا بمناسبات مماثلة.

وبحسب "رويترز"، يتناقض وجود نجوم من البيض والسود وذوي الأصول اللاتينية في مراسم التنصيب، بشكل صارخ، مع حفل تنصيب ترامب عام 2017 الذي لم يحضره الكثير من النجوم.  

المصادر:
وكالات
شارك القصة