Skip to main content

مرض السرطان.. اكتشاف طبي واعد يحل لغز "متلازمة الهزال"

الإثنين 14 فبراير 2022

كشفت دراسة بريطانية جديدة عن سبب محتمل قد يحلّ لغز متلازمة الهزال التي تسبب فقدانًا حادًا وخطيرًا في وزن وكتلة العضلات في أجسام مرضى السرطان، مقترحة حلًا لعلاج هذه المشكلة.

وذكرت الدراسة، التي نشرتها صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن من أخطر آثار مرض السرطان هو الفقدان المفاجئ للوزن والشهية والعضلات التي يُمكن أن تصيب بعض المرضى في مراحل لاحقة من المرض.

ويمكن أن تحدث متلازمة الدنف في حالات خطيرة أخرى، بما في ذلك أمراض القلب وفيروس نقص المناعة البشرية.

مشكلة معقّدة

ويمكن أن يُصاب الأطفال بنسخة موروثة من متلازمات الهزال الشديد، تُعرف باسم "متلازمة كوكاين" (Cockayne)، وهي تسبّب لهم سوء التغذية الحاد الذي يوازي تأثير الدنف.

وقال أستاذ الأورام في معهد كريك في لندن تشارلي سوانتون: "في حالة مرضى السرطان، يمكن للأفراد أن ينتقلوا من كونهم طبيعيين تمامًا، إلى مُقعدين على كرسي متحرك بسبب هزال العضلات وفقدان الوزن في غضون بضعة أشهر فقط. إنه أمر مخيف للغاية".

من جهتها، أوضحت الرئيسة التنفيذية لأبحاث السرطان في المملكة المتحدة ميشيل ميتشل، أن "الهزال هو أكثر من مجرد فقدان الشهية والوزن، إنها مشكلة معقدة لها تأثير هائل على الأشخاص المصابين بالسرطان، وتضر بصحتهم وتقلل من طاقتهم في وقت هم في أمس الحاجة إليه".

ما علاقة الحمض النووي؟

وعلى الرغم من الجهد العلمي الكبير ، ظلت أسباب الهزال والدنف لغزًا. ومع ذلك، فإن العمل الأخير الذي قام به باحثون بريطانيون رفع الآمال في أن العلماء يقتربون من معرفة بعض أسباب هذا المرض.

وقام فريق من العلماء بقيادة كيتان باتيل، مدير معهد ويذرال للطب الجزيئي في أكسفورد، بربط المرض مؤخرًا بتلف الحمض النووي الذي يعطل المرسلات الكيميائية التي يتم إرسالها إلى الدماغ، مما يتسبب في إطلاق هرمونات قمع الشهية، والنتيجة هي فقدان الوزن الشديد.

ووجد الباحثون أن هذه العملية تبدأ غالبًا عندما تتراكم مادة الفورمالديهايد الكيميائية الموجودة بشكل طبيعي في مجرى دم الشخص. وعندما يتمّ ترشيح هذا عن طريق الكلى، فإن خلاياهم تعاني من تلف الحمض النووي في هذه العملية. وهذا بدوره، يتسبب في إفراز الكلى لهرمون يوجه الدماغ لقمع الشهية.

وأوضح باتيل: "عندما تخضع للعلاج الكيميائي، يتمّ إعطاؤك مادة كيميائية تهاجم الحمض النووي بنفس الطريقة التي يهاجم بها الفورمالديهايد، قد يؤدي ذلك إلى إتلاف الحمض النووي وإطلاق هذه الإشارات التي تخبر الدماغ بقمع الشهية".

هل من علاج؟

لكن البحث يشير إلى وسيلة محتملة لمعالجة المشكلة.

وشرح البحث أن المرسل الذي ترسله الكلى إلى الدماغ هو مادة كيميائية تسمى "GDF15"، وهو اكتشاف يحمل آثارًا سريرية مهمة.

وقال باتيل: "قد نكون قادرين على علاج فقدان الوزن عند المرضى الذين يخضعون للعلاج الكيميائي للسرطان، والأطفال الذين يعانون من متلازمة كوكاين من خلال إعطاء الجسم المضاد الذي يحيد هذه المادة الكيميائية (GDF15). وقد نتمكن بعد ذلك من حظر هذه الرسائل وإيقاف ظهور ذاكرة التخزين المؤقت الخاصة بها".

وعلى الرغم من أن سوانتون يعتقد أن النتيجة التي توصّل إليها البحث "رائعة ومهمة"، فإنه يؤكد أن العلماء بحاجة إلى مزيد من العمل لفهم الطرق والأسباب الأخرى على وجه السرعة، "لأننا نعلم أن هذه المتلازمة تساهم في عدم قدرتنا على علاج المرضى عندما يصبحون أضعف".

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة