Skip to main content

مسلسل "رسالة الإمام" يثير الجدل.. انتقادات حادة وحديث عن أخطاء تاريخية

الثلاثاء 28 مارس 2023

أثار مسلسل "رسالة الإمام" الذي يعرض خلال شهر رمضان المبارك، جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصًا في مصر.

ويتناول العمل السنوات الأخيرة من حياة الإمام محمد بن إدريس الشافعي، وهو أحد رواد علم التفسير ومؤسس علم أصول الفقه الذي يُعد مذهبه في الفقه الإسلامي من الأوسع انتشارًا.

ويتحدث المسلسل، وهو من تأليف محمد هشام عبية وإخراج الليث حجو، عن إسهامات الإمام الشافعي الجليلة، ويتعرض للمواقف الجدلية التي عاشها واستقراره في القاهرة معقل نشره لمذهبه.

"معلومات خاطئة وغير صحيحة"

ووجهت موجة من الانتقادات الحادة لمسلسل "رسالة الإمام" بعد عرض حلقاته الأولى لتضمنه "معلومات خاطئة وغير صحيحة عن حياة الإمام الشافعي"، على حد قول المنتقدين. 

وفي حين ركّز العديد من هؤلاء على أخطاء تاريخية قالوا إنها كارثية، انتقد آخرون مزج شخصيات العمل في حديثها بين اللهجتين الفصحى والعامية، ورأوا أنّ ذلك لا يتناسب مع مسلسل تدور أحداثه في العصر العباسي.

وتداول عدد آخر من المغردين صورة للممثل خالد النبوي الذي يجسد شخصية الإمام الشافعي في المسلسل وهو يرتدي نظارات طبية، علمًا أنه لم يكن قد تم اختراعها بعد في ذلك الزمن.

من جهته، اتهم الشاعر السوري حذيفة العرجي صناع المسلسل "بسرقة أشعاره ونسبها للإمام الشافعي"، واصفًا ذلك بـ"الجهل".

مغرّدون يدافعون عن "رسالة الإمام"

من جهة أخرى، دافع مغردون عن العمل ورحبوا بعودة المسلسلات الدينية والتاريخية بعد توقف استمر لسنوات.

كما أشاد آخرون بالصورة التي خرج بها العمل، معتبرين أنه يستحق المشاهدة كونه جاء بعد غياب كبير للأعمال الدرامية والتاريخية في شهر رمضان، وأنّ التمثيل راقٍ، والإخراج واعٍ ومتقن.

إلى ذلك، حقّق وسم "رسالة الإمام" تفاعلاً كبيرًا بلغ 6 ملايين و900 ألف، بينما وصلت التعليقات إلى مليونين و200 ألف، وناهزت المشاركات الـ50 ألفًا.

أخطاء "فيها الكثير من الصحة"

وفي هذا الإطار، يقول الكاتب الصحافي سيد محمود سلام: إن مسلسل رسالة الإمام جاء بعد غياب طويل لهذا النوع من الأعمال، لكن كان هناك تسرّع كبير جدًا في تقديم هذا العمل.

ويشير سلام في حديث لـ"العربي" من القاهرة إلى أنه وعلى الرغم من إجازة الأزهر لهذا العمل، إلا أن الأخطاء التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي فيها الكثير من الصحة، ولو أنّ هناك أخطاء مبالغ في انتقادها.

ويلفت إلى أنّ ما أثير حول اللغة العامية على سبيل المثال صحيح، ففي فترة القرن الثاني الهجري لم يكن في مصر لغة عامية، حيث كان هناك لغتان فقط في مصر في ذلك الزمن، وهما لغة الفصحى البحتة ولغة القرآن، ولم تدخل اللغة العامية إلا مع القرن الثالث.

أما بالنسبة إلى النظارة الطبية، فيشير إلى أنّ الصورة المتداولة هي من الكواليس وليس من المسلسل، معتبرًا أنّ صُنّاع العمل لا يمكن أن يصلوا لحدّ هذا "الغباء"، إن جاز التعبير، لأنّ الجميع يعرف أنّ النظارات لم تكن قد اختُرِعت في الفترة التي يغطيها العمل.

المصادر:
العربي
شارك القصة