"مشهد حرب".. 94 قتيلًا و35 مفقودًا جراء فيضانات في البرازيل
لقي 94 شخصًا على الأقلّ حتفهم، في انزلاقات تربة وفيضانات ناجمة عن أمطار غزيرة في مدينة بيتروبوليس السياحية قرب ريو دي جانيرو، بحسب ما أعلن حاكم الولاية الأربعاء.
وأعادت سلطات ولاية ريو دي جانيرو (جنوب شرق البرازيل)، تقييم الوضع مساء الأربعاء لتعلن عن "94 وفاة مؤكدة"، فيما أعلن رجال الإغاثة إنقاذ 24 شخصًا.
وقال مكتب المدعي العام في ريو إن 35 شخصًا "سجلوا" في عداد المفقودين، رغم أن رجال الإطفاء وسلطات الإنقاذ الأخرى لم تقدم أي رقم.
وأفادت هيئة الأرصاد الجوية "ميتسول"، بأن المنطقة شهدت خلال ساعات تساقط 260 ميليمترًا تقريبًا من الأمطار، أي أكثر مما كان متوقعًا لكامل شهر فبراير/ شباط.
ونُقل قرابة 300 شخص إلى مراكز إيواء أقيمت غالبيتها في مدارس، بحسب مسؤولين. ووجهت جمعيات خيرية نداءات طلبًا لفرش للنوم وبطانيات وسلع غذائية ومياه وملابس وأقنعة واقية.
وانتشرت مشاهد عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وفي وسائل الاعلام أظهرت مساكن مدمرة بسبب انزلاقات أرضية على سفح التلال وسيارات تجرفها الفيضانات.
وتعرض ما يصل إلى 80 منزلًا للانهيارات الأرضية في منطقة مورو دا أوفيسينا، وفقًا للسلطات التي تتوقع ارتفاع عدد القتلى، بحسب "رويترز".
وطمرت كميات هائلة من الطين المنازل التي تناثرت أسقفها المصنوعة من الصفيح على الأرض.
وجرف التيار بقوة العديد من السيارات، وغمرت المياه المتاجر تمامًا وهي تتدفق في شوارع المركز التاريخي للمدينة.
وتعتبر ألتو دا سيرا أكثر الأماكن تضررًا في بيتروبوليس وفق "فرانس برس"، وهي تلة نزلت منها عائلات عدة الأربعاء باكية وتحمل القليل من الممتلكات التي تمكنت من إنقاذها.
"مشهد حرب"
وقال ويندل (24 عامًا)، وهو أحد سكان المنطقة كان يساعد رجال الإنقاذ منذ اليوم السابق: "كل الناس في الشارع يقولون إنه يشبه مشهد حرب".
وقال مسؤولون: إن أكثر من 180 عنصر إطفاء يشاركون في جهود الطوارئ، يعاونهم في ذلك 400 جندي.
من جهتها، أعلنت بلدية بيتروبوليس التي تعدّ 300 ألف نسمة "حالة الطوارئ جراء كارثة طبيعية"، فيما تفقّد حاكم الولاية المكان، وأُعلن الحداد ثلاثة أيام على أرواح الضحايا.
وكتب الرئيس جايير بولسونارو الذي يزور روسيا، عبر "تويتر"، أنه أخذ علمًا بـ"المأساة" وطلب من الوزراء تقديم "مساعدة فورية للضحايا"، مضيفًا: "أسأل الله أن يواسي عائلات الضحايا".
وقال بولسونارو للصحفيين في موسكو: "نعتزم أن نقدم لرئيس البلدية كل ما نستطيع من دعم"، وأشار إلى أنه سيسمح بتوجيه أموال اتحادية للمنطقة للمساعدة في "استعادة حركة المرور بها".
وقال للرئيس فلاديمير بوتين بعد لقائهما في موسكو: "أشكرك على التضامن مع أهالي بيتروبوليس".
ولاحقًا، أعلنت البلدية توقف، لكن ثمة متساقطات أخرى "خفيفة إلى معتدلة" متوقعة في الساعات المقبلة.
كوارث سابقة
والشهر الماضي، تسببت أمطار غزيرة بفيضانات وانزلاقات أتربة أودت بحياة 28 شخصًا على الأقل في جنوب شرق البرازيل، وخصوصًا في ولاية ساو باولو.
كما شهدت ولاية باهيا الواقعة في شمال الشرق، أمطارًا غزيرة قضى من جرائها 24 شخصًا في ديسمبر/ كانون الأول.
وبيتروبوليس وجهة سياحية تستقطب عددًا كبيرًا من الزوار المحبّين للتاريخ والنزهات في الطبيعة والمناخ الأكثر اعتدالًا أو حتى أكثر برودة من مناخ ريو دي جانيرو، بسبب ارتفاعها.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها الجبال المحيطة بريو دي جانيرو لعواصف توقع قتلى.
وفي يناير/ كانون الثاني 2011، قضى أكثر من 900 شخص في منطقة ريو الجبلية بسبب انزلاقات تربة وفيضانات ناجمة عن أمطار غزيرة في منطقة واسعة تضمّ بيتروبوليس ومدنًا مجاورة هي نوفا فريبورغو وإيتايبافا وتيريسوبوليس.
من جهة ثانية، كان تقرير لمنظمة "كريستيان إيد" البريطانية، قد أشار أواخر العام الماضي، إلى أن الكوارث الطبيعية في العالم تسببت في خسائر مادية وصلت قيمتها إلى 170 مليار دولار عام 2021، بزيادة 20 مليار دولار عام 2020.