مصر.. هل سينصف مشروع تطوير القاهرة القديمة السكان؟
أجرى رئيس الوزراء المصري مصطفى متبولي حوارًا مجتمعيًا مع عدد من أساتذة الآثار والمعمار وأهالي الغورية والمناطق المحيطة بها، وذلك في إطار مشروع تطوير القاهرة القديمة. وأكد أنه لن يتم نقل السكان من منازلهم، كما لن يتم تغيير الأنشطة الاقتصادية القائمة، حيث تمّ فرض حظر كامل على أعمال الهدم والبناء.
وقال متبولي: "إن التطوير سيتم حسب معايير التراث العالمي واليونسكو". كما قال للأهالي: "إن الرئيس عبد الفتاح السيسي ينتمي إلى هذه المنطقة، لذلك هو أيضًا حريص على تطويرها بأفضل شكل"، مشدّدًا على أنّ الانتقال للعاصمة الإدارية "لن يغيّر من الحرص على تطوير باقي المحافظات".
الحوار مع المواطنين ليس الحلّ
ويرى الصحافي، أسامة الصياد، أن هذا الحوار يعكس استجابة الدولة للأزمات التي حصلت مؤخرًا نتيجة اتجاهها لتطوير بعض الماكن دون التعاون مع السكان.
ويلحظ الصياد النهج الجديد في تعامل الحكومة مع هذا الملف. ويقول في حديث إلى "العربي": "طرح رئيس الوزراء في العام الماضي إمكانية انتقال سكان هذه المنطقة دون توضيح مسألة التعويضات أو السكن البديل".
لكنه يعتبر أن الحوار مع المواطنين في الشارع ليس الحل، بل وجود خطة كاملة واضحة المعالم توضح آلية التعامل مع هواجس السكان في إطار التطوير العمراني للمنطقة الذي يحظى باهتمام من المنظمات الدولية للتراث.
مناطق تراثية مهدَّدة في القاهرة؟
ويُعد مشروع تطوير القاهرة القديمة مشروعًا قديمًا، إذ يعود إلى العام 2014. بدأ الكلام عنه حينها بعد أن أبلغت "اليونسكو" الدولة المصرية بوجود مناطق تراثية مهددة في هذه المنطقة. وردّت الحكومة آنذاك بنفي ذلك والتأكيد على تدخلها لنزع التهديد.
وفي هذا الإطار، يوضح الصياد أن انعدام النظافة والبنية التحتية من أبرز المشاكل التي تواجه مصر القديمة. كما يتحدث البعض عن وجود بركة من المياه الجوفية تحت هذه المنطقة، ما يهدد الأبنية التراثية، وفقًا للصحافي المصري.
ويشير إلى دور الحرف التراثية كمصدر دخل بالنسبة لفئة من المصريين. ويؤكد على ضرورة الحفاظ عليها وتطويعها للدخول في مشروع التطوير، ودعمها لتأمين استدامة نشاطها ونزع الطبيعة الموسمية عنها.