Skip to main content

مونديال قطر 2022.. كيف خدم كأس العالم القضايا العربية؟

الإثنين 19 ديسمبر 2022

قبل نحو عام، وعد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بنسخة استثنائية من كأس العالم لكرة القدم ينظّمها العرب.

ومع اختتام البطولة، أمس الأحد، توالت الإشادات من كل حدب وصوب، بعد نجاح قطر في تنظيم أول كأس عالم على أرض عربية، كانت بالفعل استثنائية وغير مسبوقة من حيث الأرقام القياسية.

كسر الحواجز بين الشعوب

ومع إسدال الستار على أكبر حدث كروي في العالم، صنع مونديال قطر 2022 استثناءً في تاريخ بطولات كأس العالم، ورسم صورة مغايرة عن منطقة الخليج ببعدها العربي وهويتها الإسلامية.

على مدى سنوات، استشرت على نحو غير مسبوق حملة إعلامية غربية ضدّ قطر. وشكّل أول مونديال على أرض عربية، فرصة لتصحيح المفاهيم المغلوطة التي غذّتها روح الاستعلاء في العالم الغربي ضد كل ما هو عربي.

ومع وصول قطار مونديال 2022 إلى محطته الختامية، نجحت قطر بسواعد أبنائها في كسر الحواجز بين الشعوب، عندما فرضت المزاوجة بين الثقافة والقيم العربية والإسلامية في صيغتها القطرية، والقوانين العالمية التي اعتمدتها "فيفا"، وفرضت احترام القيم الثقافية والعادات المحلية.

ختام بطولة عالمية استثنائية في قطر - غيتي

إشادات عالمية

من رحم الثقافة العربية والخليجية، شكّلت تميمة كأس العالم 2022 رسالة أهل قطر وجيرانها من دول الخليج، للعالم كموروث حضاري وثقافي يعكس أصالة البلد واعتزازه بانتمائه للحاضنة الخليجية والعربية.

وحظي مونديال قطر بإشادات عالمية بمستوى الأماني والتنظيم، مقارنة ببطولات عالمية أخرى، خاصة فيما يتعلّق بخلو الملاعب ومحيطها من الشغب، ما وفّر فرجة آمنة للمشجّعين والمشجّعات على حد سواء.

كما عزّز مونديال قطر التلاحم الخليجي-العربي، وأزاح كل الحدود بين دوله، وأعاد الزخم للقضية الفلسطينية، وأسقط حلم إسرائيل في التطبيع مع الشعوب العربية.

نسخة تاريخية واستثنائية على مستوى المنشآت والجوانب التنظيمية وظروف إجراء المباريات، مع تقنيات وخدمات متقدّمة تمّ استخدامها لأول مرة في تاريخ كأس العالم. وهو ما جعل مونديال قطر النسخة الأكثر نجاحًا على جميع الصعد حتى الآن.

فما أبرز الدروس المستفادة من تجربة قطر في استضافة كأس العالم؟ وما انعكاسات ذلك على قدرة العرب مستقبلًا على تنظيم فعاليات مماثلة، قد تكون من بينها الألعاب الأولمبية؟

مونديال قطر.. نسخة استثنائية بكل المقاييس - غيتي

ومع نجاح قطر في تقديم صورة إيجابية عن العرب من حيث الانفتاح على العالم، والحفاظ في الوقت نفسه على القيم والتقاليد الإسلامية والعربية، كيف خدم كأس العالم القضايا العربية؟ وهل سيحفّز هذا النجاح الكبير في تنظيم بطولات أخرى؟ ولما لا، فالمشكّكين سبق أن قالوا إن قطر ستفشل، لكنّها تألقت وأبدعت.

"مونديال قطر غيّر ما سمعه الغرب عن العرب"

وتعليقًا على ذلك، اعتبر ماجد الخليفي، رئيس تحرير جريدة "استاد الدوحة"، أن مونديال قطر كان "بطولة استثنائية" بشهادة الجميع وعلى كافة الأصعدة.

وقال الخليفي، في حديث إلى "العربي"، إن قطر كانت تُدرك أن الحملة التحريضية عليها "ممنهجة ومبرمجة في إطار العنصرية ضدّ العرب وتحجيم دورهم، لكنها، في الوقت نفسه، كانت تعي أنه عند إقامة البطولة سيتغيّر كل شيء من منطلق ما تشاهده سيغيّر ما تسمعه.

وأوضح أن أهمية المونديال تكمن في أنه نجح في الحفاظ على الثقافة والتقاليد الإسلامية، بحيث أصبحت دول العالم تدرس منع بيع الكحول في الملاعب الأوروبية باعتبارها عاملًا لإثارة الشغب.   

"احترام عاداتنا وتقاليدنا"

بدوره، أوضح رائد يعقوب، اللاعب السابق في منتخب قطر، أن المونديال شهد حضورًا غير مسبوق للمشجّعين العرب مقارنة بغيره من البطولات.

وقال يعقوب، في حديث إلى "العربي"، إن مونديال قطر كان ختاما لمشاركة أبرز اللاعبين حول العالم على غرار اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي، ناهيك عن بروز أسماء كبيرة في الفرق العربية على غرار لاعبي المنتخب المغربي من بينهم نور الدين امرابط وعز الدين أوناحي، وهذه الأسماء أحدثت نقلة نوعية أظهرت أن الكرة العربية قادرة على المنافسة.

وأوضح أن الترحيب الذي تلقته الجماهير الغربية من قبل الشعوب العربية المقيمة في قطر، فرضت على هذه الجماهير احترام عادات البلد وتقاليده.

المصادر:
العربي
شارك القصة