Skip to main content

نجت من النهب.. ترميم مخطوطات نادرة في المتحف الوطني العراقي

الثلاثاء 20 ديسمبر 2022

رغم ما تعرّض له العراق من سلب لآثار وقطع نادرة أثناء الغزو الأميركي له، إلا أنّ ثمّة حماة للمخطوطات النادرة أخذوا على عاتقهم إنقاذها من العبث والاندثار.

وفي مهمة تصنَّف "وطنية"، يسعى مرممون عراقيون بجهود دؤوبة للحفاظ على موروث عراقي لا يقدّر بثمن، ويضمّ نحو 47 ألف نص ثمين في لغات ومواضيع مختلفة.

ففي العراق البلد الذي يحمل ندوب عقود من الصراع وتعرض الآثار والتراث الثقافي للنهب المنتظم، تمكنّت مجموعة دار المخطوطات من البقاء على قيد الحياة ومقاومة عوامل الاندثار. 

ويشير رئيس دار المخطوطات أحمد العليوي إلى أن خزانة الدار تضم مخطوطات باللغات العربية والفارسية والتركية والكردية والعبرية ولغات أخرى "تمثل تنوعًا ثقافيًا هائلًا".  

ويلفت إلى وجود رقع خطية، وهي عبارة عن لوحات مكتوبة بأيدي كبار الخطاطين العرب والأجانب.

يسعى مرممون عراقيون بجهود دؤوبة للحفاظ على موروث عراقي لا يقدّر بثمن

كتب ومخطوطات وألواح وألواح خطية

ورغم تعرّض المتحف الوطني للنهب في الاضطرابات التي أعقبت الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام  2003، فقد تم إخفاء هذه المخطوطات بأمان. 

وتضم المجموعة الموجودة الآن في المتحف الوطني في العاصمة بغداد كتبًا ومخطوطات وألواحًا خطية تضرّر بعضها بسبب الرطوبة والآفات وقرون من الاستخدام. 

ويخضع واحد من سبعة عمال ترميم عراقيين للتدريب حاليًا بتمويل من السفارة الإيطالية لمساعدتهم على تنفيذ مهمة الترميم الضخمة الخاصة بهم. 

ويلفت الخبير في الترميم ماركو دي بيلا إلى أن العملية الأكثر تعقيدًا هي اتخاذ قرار حول ما يجب القيام به وكيفية التعامل مع المخطوطة وتقييمها ومحاولة فهم أصل كل قطعة. 

يخضع واحد من سبعة عمال ترميم عراقيين للتدريب حاليًا بتمويل من السفارة الإيطالية

أهمية الجزء المادي من التاريخ

ويوضح رئيس جمعية الآثاريين العراقيين حيدر فرحان أن مشروع ترميم المخطوطات التي حُفظت قبل الغزو الأميركي في أحد الملاجئ النووية في منطقة أم الطبول، بدأ منذ عام 2007، لكن لم يدخل حيّز التنفيذ.

ويلفت في حديث إلى "العربي" من بغداد، إلى أن عدد المخطوطات يصل إلى 58 ألفًا حول 32 ألف موضوع أو علم مختلف في التاريخ والجغرافيا والفقه والحديث، إضافة إلى نسخ من القرآن الكريم.   

ويؤكد فرحان أهمية هذا المشروع في زيادة المعرفة حول العديد من المواضيع. ويقول: "إن الجزء المادي من التاريخ يمثل الهوية الحضارية لكل بلدان العالم"، مشيرًا إلى أن العراق كان ينهض من كبوته استنادًا إلى حضارته.

كما يتحدث عن الإهمال الحكومي والتجاوزات التي تعرضت لها الآثار العراقية، مثمنًا مشاريع ترميم الآثار التي ستعطي دلالة للأجيال المقبلة بأنهم يعيشون على أرض عاشت فيها الحضارات لآلاف السنين. ويشير إلى أن المتحف الوطني العراقي يملك التقنيات واليد العاملة التي تسمح له بتنفيذ ترميم المخطوطات. 

المصادر:
العربي
شارك القصة