Skip to main content

هل يُسبّب لقاح كورونا متلازمة "نقص المناعة المكتسب"؟

السبت 16 سبتمبر 2023

بينما أوصت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) بضرورة الحصول على اللقاح المحدّث من كوفيد 19، بهدف التقليل من خطر الإصابة بالمرض الشديد أو الاستشفاء أو الوفاة، نشر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي ادعاءات كاذبة حول اللقاحات.

وزعمت منشورات على بعض وسائل التواصل الاجتماعي أنّ دراسة جديدة أثبتت أنّ اللقاحات تسبّب حالة مرضية تسمّى "متلازمة نقص المناعة المكتسب باللقاحات"، أو "في إيدز" (VAIDS)، والتي سبق للخبراء أن أكدوا لوكالة أسوشييتد برس أنّها ليست حالة حقيقية.

وعنونت إحدى المدونات: "تثبت الدراسة أن لقاح فايزر ضد فيروس كورونا يسبب متلازمة نقص المناعة المكتسب باللقاحات لدى الأطفال".

وشارك أحد مستخدمي منصّة "إكس" اقتباسًا من المدوّنة، تحت عنوان: "أخيرًا، لدينا تأكيد علمي على أنّ التلقيح ضد كوفيد-19 يسبب انخفاضًا ملحوظًا في المناعة ضد مسبّبات الأمراض غير المتجانسة مثل الفيروسات والبكتيريا والفطريات، وهي حالة تعرف باسم الإيدز الناجم عن اللقاحات".

وتُشير المدوّنة إلى دراسة نُشرت في أغسطس/ آب الماضي، في مجلة "فورنتيرز إن إيميونولوجي" (Frontiers in Immunology)، أنّ "لقاح BNT162b2 ضد كوفيد 19 لدى الأطفال يُغيّر استجابات السيتوكينات لمسبّبات الأمراض غير المتجانسة ومنبّهات المستقبلات".

خبر كاذب

لكنّ مؤلفي الدراسة أكدوا لوكالة أسوشييتد برس أنّ الخبر كاذب، وأنّ نتائج هذه الدراسة تمّ تحريفها، كما أكدوا أنّ "لا وجود لهذه الحالة المرضية في الواقع".

وأشار الدكتور أندريس نوي، المؤلف المشارك في الدراسة والباحث في معهد مردوخ لأبحاث الأطفال في أستراليا، إلى بيان نشره المؤلفون ردًا على مثل هذه الادعاءات.

وجاء في البيان: "لقد تم لفت انتباهنا إلى أنّ دراستنا المنشورة مؤخرًا يتم إساءة تفسيرها واستخدامها للادعاء بأن لقاحات كوفيد-19 خطيرة. لا يُقدّم بحثنا أي دليل يشير إلى أنّ لقاحات كوفيد تُضرّ بجهاز المناعة لدى الأطفال أو البالغين".

وأوضح الباحثون أنّ الدراسة فحصت عينات دم من الأطفال بعد شهر وستة أشهر من تلقّي لقاح فايزر، ولاحظت تغيّرات في ما يُعرف بـ "إنتاج السيتوكين" بواسطة الخلايا المناعية عند مواجهة مسببات الأمراض المختلفة. لكنّهم أكدوا أنّ مثل هذه الاستجابات "ليست سوى جانب واحد من الاستجابة المناعية المشتركة للجسم ولا نعرف إلى متى تستمر".

ولم تبحث الدراسة تداعيات هذه التغييرات أو تُحدّد ما إذا كانت ضارّة أو مفيدة.

واتفق الدكتور ماثيو لورينز، أخصائي الأمراض المعدية لدى الأطفال والباحث في مركز تطوير اللقاحات بكلية الطب بجامعة ميريلاند والذي لم يشارك في الدراسة، على أنّها لا تظهر أن اللقاح خطير أو يؤدي إلى مشاكل في الجهاز المناعي.

المصادر:
أسوشييتد برس
شارك القصة