Skip to main content

يقسّم غزة إلى شطرين.. "العربي" يتتبع خطط الاحتلال في محور نتساريم

الثلاثاء 30 أبريل 2024
العربي" يكشف مراحل خطة الاحتلال في محور نتساريم - الجيش الإسرائيلي

يحاول جيش الاحتلال الإسرائيلي إحكام سيطرته على غزة، عبر إقامة عدد من نقاط التفتيش والممرات الأمنية، لا سيما في شمال القطاع.

وبدا ذلك واضحًا في الأشهر الأولى من العملية البرية، وتحديدًا فيما يُعرف بطريق نتساريم السريع، الذي يفصل شمال غزة عن جنوبها.

وقام فريق "العربي" بالتحقق من صور أقمار صناعية ملتقطة من القمر الأوروبي "سينتنال هاب" على مدار 3 أشهر، ليكشف عن مراحل الإنشاءات الجديدة التي أقامها الاحتلال، إلى جانب توسيع نطاق المنطقة المدمَّرة نتيجة إقامة هذا الطريق بما يخالف القوانين الدولية.

المعالم الجديدة لطريق نتساريم

في التفاصيل، فقد اتّضحت معالم جديدة لطريق نتساريم السريع الذي خطّط له الاحتلال ليقطع أوصال غزة شمالها عن جنوبها، من خلال وحدة التحقق من خلال المصادر المفتوحة في "العربي" التي أكملت رصدها مراحل خطة الاحتلال.

فبعدما كشف الفريق عن أولى خطوات قوات الاحتلال هناك، يعود اليوم من جديد ليظهر مراحل الإنشاءات الجديدة وإلى أين وصلت حدود الدمار الناجم عن إنشائه.

ووفقًا لصور الأقمار الصناعية الملتقطة من القمر الأوروبي "سينتنال هاب"، تبدو التغيّرات واضحة على القسم الأول من الطريق، بين تاريخ إنشائه أواخر ديسمبر/ كانون الأول الماضي حتى 19 أبريل/ نيسان الحالي.

التغييرات الواضحة في أبريل مقارنة مع ديسمبر

وإلى جانب الطريق المتعرّج الذي تمّ رصده في ديسمبر، حفرت قوات الاحتلال طريقًا مستقيمًا بدت أولى معالمه في شهر فبراير/ شباط الماضي، ليتّضح بعد ذلك أكثر مع بداية شهر مارس/ آذار.

وهذا الممرّ المستقيم يبدأ من مستوطنة ناحل عوز شرق القطاع، منتهيًا عند الشاطئ تقريبًا ناحية الغرب.

وبحسب صور الأقمار الصناعية التي رصدها فريق "العربي"، تظهر المنطقة فاقدةً لغطائها الأخضر حيث تحوّلت المساحات الزراعية إلى اللون البنّي كدليلٍ على الدمار الذي حلّ بها، كما يظهر بجوار منتصف الطريق مناطق مجرَّفة بشكل منتظم، يبدو أنّها تتجهّز لتكون معسكرًا أمنيًا لمراقبة وتفتيش ما يمرّ عبر هذا الخط.

هذا وشهدت تلك المنطقة طوال شهر مارس دمارًا واسعًا للمباني السكنية والمنشآت المدنية، حيث سُوّي بعضها في الأرض.

وفي أواخر الشهر نفسه، أظهرت صور الأقمار الصناعية بوضوح دمار هذه المباني إلى جانب الطريق، وقرب الحدود مع الأراضي المحتلة في غلاف غزة.

كما أظهرت صور أخذت الأسبوع الماضي اتّساع المساحة الممهَّدة بجوار المنطقة المجرفة بشكلٍ منتظم على تقاطع الممرّ الجديد مع شارع صلاح الدين وسط قطاع غزة، ما يعزّز فكرة تجهيزها لبناء مبانٍ عسكرية جديدة هناك.

المنطقة المجرفة بشكلٍ منتظم على تقاطع الممرّ الجديد مع شارع صلاح الدين

أما في النصف الآخر من المسار الجديد والذي يمتدّ من تقاطعه مع شارع صلاح الدين في وسط القطاع وصولًا إلى الشاطئ غرب غزة، فتبدو التغيّرات واضحة فيه حيث استُكمل تمهيد المسار في 10 مارس/ آذار الماضي، كما ظهرت المعالم الأرضية التي يعتقد أنّه سيبني فوقها المباني الأمنية المجاورة للميناء.

كذلك، رصد تحليل "العربي" أيضًا توسّعًا للمسارات المجاورة للطريق الرئيسي في الأيام العشرة الأواخر من شهر مارس، وهو ما أدّى إلى تدمير مساحاتٍ واسعة من المباني والأراضي الزراعية التي مرّت عليها. 

وظهرت في صورة أخرى نتوء على الشاطئ، وهو الميناء الذي سترسو عليه سفن المساعدات المزعوم إيصالها للمدنيّين في شمال قطاع غزة.

الميناء الذي سترسو عليه سفن المساعدات المزعوم إيصالها

واستمرّت هذه التغييرات في المنطقة حتى في الأسابيع الأخيرة، إذ ظهرت مساحة ممهَّدة لتكون أرضيّة إحدى المنشآت المجاورة للميناء، ويُعتقَد أنّها ستكون نقطة تفتيش للمساهمة في تسهيل نقل المساعدات من السفن إلى الشاحنات.

بالإضافة إلى ذلك، تُظهِر الصور أيضًا تدمير مساحة أوسع من المباني السكنية المجاورة للطريق الثانوي الواقع شماليّ وجنوب خط نتساريم وسط قطاع غزة.

وفي 19 أبريل الجاري بدت المنطقة الممهَّدة بجوار الميناء مكتملة وجاهزة للبناء، وبذلك يكون الطريق بجهوزية كافية لنقل الشاحنات والسيارات من بدايته في جحر الديك شرقًا إلى نهايته عند البحر غربًا.

نوايا الاحتلال في محور نتساريم

ومع اكتمال المشهد وجمع نتائج صور الأقمار الصناعية، أجرى تحقيق "العربي" حسابات تقريبية لحجم الدمار الحاصل خلال عملية إنشاء المسار، فتبين أنّ المساحة المدمَّرة تقارب 4 كيلومترات مربعة، يُضاف إليها 11 كيلومترًا مربعًا، وهي المساحة التي سبق أن رصدها الفريق نتيجة شقّ الطريق القديم.

وفي البحث عن سبب هذه التغيّرات والنوايا خلفها، وجد فريق التحقيق إجابة في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، التي أكّدت في تقرير لها جميع المعطيات التي تم التوصّل إليها.

الحسابات التقديرية للمساحة المدمَّرة

فقد قالت الصحيفة إنّ معدّات مختلفة شوهدت مكان النقاط الأمنية التي ذكرت كوحدات توليد الطاقة الكهربائيّة، والوحدات السكنيّة المتنقّلة، بما يسهّل عمل الجنود المتمركزين عند تلك النقاط.

وأشار تقرير "هآرتس" أيضًا إلى أنّ الاحتلال ينوي توسيع نقطتين من نقاط التفتيش الخاصة به في غزة، وتحديدًا على طول طريق نتساريم وتحويلها إلى قواعد قد تكون دائمة.

بدورها، ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" بأنّ هذا الطريق مكّن الاحتلال من تنفيذ غارات في شمال ووسط غزة، كما أصبح نقطة تفتيش مركزيّ لكلّ العائدين إلى الشمال.

التحرّكات الأميركية المتسارعة

هذا وتتزامن هذه التغيّرات مع تحرّكات أميركية متسارعة لبناء الميناء، عبر استخدام القدرة اللوجستية المشتركة JLOTS التي ستسمح لها ببناء رصيف عائم، ومن ثمّ دفعه إلى شاطئ غزة وذلك لإيصال عدد أكبر من المساعدات، بحسب ما قاله بات رايدر السكرتير الصحفي للبنتاغون.

والتحرّك الأميركي في هذه الخطوة كان قد بدأ بانطلاق السفينة الأميركية John P. Bobo من ميناء جاكسونفيل في 9 أبريل، قبل أن تعود أدراجها بسبب حريق نشب بها.

وتتبّع فريق "العربي" مسار هذه السفينة ولاحظ فعلاً تغيّرًا مفاجئًا لمسارها، قبل أن تنطلق مرّة أخرى في مهمّتها في البحر الأبيض المتوسط.

ولكن ليس هناك ما يؤكّد فعلاً النوايا الإنسانية للتحرك الأميركي نحو الشاطئ، خاصة وأنّ الاحتلال الإسرائيلي لم يتردّد منذ اليوم الأول من عدوانه باستهداف المعونات وتوجيه نيرانه لنقاط استلامها.

المصادر:
العربي
شارك القصة