Skip to main content

ينتظر تحقيق العدالة.. أبو ستة يقدم لشرطة بريطانيا شهادته عن عدوان غزة

الأحد 7 يناير 2024
أوضح أبو ستة أنه غادر قطاع غزة لأن النقص في المعدات الطبية منعه من إجراء عمليات- إكس

يأمل الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة أن تؤدي شهادته التي قدمها للشرطة البريطانية بشأن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى محاكمات بتهم ارتكاب جرائم حرب.

وقال: "في نهاية المطاف ستطال العدالة هؤلاء الأفراد، خلال خمس أو 10 سنوات أو عندما يكونون في الثمانين من العمر، عندما يسمح ميزان القوى في العالم بتحقيق العدالة للفلسطينيين".

أبو ستة (54 عامًا) العائد من غزة أخيرًا تحدث لوكالة "فرانس برس" اليوم الأحد عن أهوال عدوان الاحتلال على القطاع الفلسطيني المحاصر، حيث أمضى الجراح المتخصص في إصابات الحرب 43 يومًا كمتطوع في غزة، معظمها في مستشفيَي الأهلي والشفاء شمالًا.

وأكد الطبيب الذي يحمل الجنسية البريطانية، أن حدة ما عاشه في الأماكن التي عمل خلالها، في العراق وسوريا واليمن وجنوب لبنان "كالفرق بين الفيضان والتسونامي، النطاق برمته مختلف تمامًا".

وشدد على العدد الكبير للجرحى والأطفال الشهداء وحجم الكارثة وعمليات القصف الكثيفة، فيما أصبح النظام الصحي في غزة غير قادر على الاستيعاب في غضون أيام من بدء الحرب الإسرائيلية.

وكان أبو ستة المولود في الكويت والمقيم في بريطانيا منذ أواخر الثمانينيات قد وصل إلى غزة من مصر في التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول ضمن فريق تابع لمنظمة "أطباء بلا حدود".

عمليات جراحية بلا تخدير

واستذكر قائلًا: "منذ البداية، كانت القدرة الاستيعابية أقل من عدد المصابين الذين كان علينا معالجتهم. كان علينا اتخاذ قرارات صعبة بشأن من يجب معالجته".

وتحدّث عن حالة رجل يبلغ 40 عامًا وصل إلى المستشفى مصابًا بشظية في الرأس، وكان يحتاج إلى الخضوع لفحص بالأشعة السينية ومعاينة من جراح أعصاب، لكنّ ذلك لم يكن متوافرًا.

وأضاف: "أخبرنا أولاده بذلك فبقوا حول النقالة التي كان موضوعًا عليها تلك الليلة حتى استشهاده في الصباح".

ومع نفاد أدوية التخدير والمسكنات في المستشفيات بسرعة، اضطر أبو ستة لإجراء "عمليات تنظيف مؤلمة جدًا لجروح" مصابين من دون إمكان تسكين آلامهم. وأوضح: كان هذا الخيار الوحيد المتاح، أو رؤيتهم (الجرحى) يستشهدون متأثرين بالتهاب معمم في الدم.

إلى ذلك، أكد أبو ستة أنه عالج أشخاصًا مصابين بحروق ناجمة عن الفوسفور الأبيض الذي يحظر القانون الدولي استخدامه كسلاح كيميائي.

وقال: "إنها إصابة يمكن تمييزها (عن بقية الإصابات). يستمر الفوسفور في الاحتراق إلى أعمق أجزاء الجسم، حتى يصل إلى العظام".

وشرح الطبيب أنه غادر غزة لأن النقص في المعدات الطبية منعه من إجراء عمليات.

ومنذ عودته إلى بريطانيا، أشار إلى أنه أمضى معظم وقته في تنبيه القادة السياسيين والمنظمات الإنسانية إلى الحاجة الملحة للمساعدات.

وأضاف: "أحاول أن أساعد المرضى (في غزة) بقدر ما أستطيع من خلال حمل أصواتهم إلى الخارج".

وأشار الطبيب إلى أنه أخطر شرطة لندن بالإصابات التي رآها وبنوع الأسلحة المستخدمة وباستخدام الفوسفور الأبيض وبـ"الهجمات ضد المدنيين".

وروى أيضًا كيف نجا من الهجوم الذي شنّه الاحتلال الإسرائيلي في 17 أكتوبر على المستشفى الأهلي.

المصادر:
أ ف ب
شارك القصة