Skip to main content

30 خيارًا وقائيًا.. تحذير من فيروس RSV القاتل على الأطفال والمسنين

الأربعاء 2 نوفمبر 2022

يحذّر الأطباء حول العالم من انتشار الفيروس المخلوي التنفّسي (R.S.V) على الأطفال والمُسنّين، حيث أصبح سببًا رئيسًا في وفيات الأطفال في جميع العالم.

وفي جميع أنحاء العالم، أدى فيروس "أس آر في" إلى حوالي 3.6 مليون حالة دخول إلى المستشفيات عام 2019، وأكثر من 100 ألف حالة وفاة بين الأطفال دون سن الخامسة، معظمهم في البلدان الفقيرة.

وقال الدكتور كيث كلوغمان، الذي يُدير برنامج الالتهاب الرئوي في مؤسسة بيل وميليندا غيتس، لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية: "إن الفيروس للأسف، واحد من القتلة الكبار الذين لا يعرفهم أحد".

وأضاف أنه "لا يُمكن النجاة منه إلا في حال الحصول على الرعاية الصحية، والدعم التنفسّي والأوكسجين، ففي غياب هذه الرعاية الصحية، سيموت الأطفال".

كما يُشكّل الفيروس مخاطر خاصّة على النساء الحوامل، والأطفال، والبالغين الذين يعانون من نقص المناعة، والبالغين الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا.

وأدت قيود جائحة كوفيد-19 إلى بقاء الفيروس بعيدًا من الأطفال خلال العامين الماضيين. ولكن هذا العام، امتلأت المستشفيات بالأطفال الذين يُعانون من إصابة شديدة من الفيروس، قبل أسابيع من موعد الموجة المعتاد في الشتاء. ويعاني المزيد من المرضى الصغار من الفيروس، أكثر من الذين بنوا مناعة قليلة ضدّ "آر أس في" قبل كورونا.

ويُمكن للأطفال الذين نجوا من عدوى فيروس "آر أس في"، أن يُصابوا بأضرار في الرئتين، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي.

ويتعرّض معظم الأطفال الأكبر سنًا والبالغين للإصابة بالفيروس عدة مرات في حياتهم، وتمنع المناعة التي يكتسبونها المرض الشديد، إن لم يكن العدوى.

ويُسبّب فيروس "آر أس في" بحوالي 14 ألف وفاة سنويًا بين كبار السن.

أكثر من 30 خيارًا وقائيًا

تمّ تشخيص "آر أس في" في الخمسينيات من القرن الماضي، وبدأت محاولات تطوير لقاح في الستينيات، ولكن أُحبطت جهود الباحثين لعقود. وتعرّض هذا المجال لمزيد من الانتكاس عندما بدا أن لقاحًا مرشحًا يزيد من خطر الإصابة بالفيروس.

وعام 2013، أعاد اكتشاف تقني في المعاهد الوطنية للصحة إلى إحياء هذا المجال، ما سمح للعلماء بتصميم لقاحات قوية.

وبعد عقود من التقدّم المتعثّر لإيجاد اللقاحات والعلاجات للفيروس، يلوح في الأفق الآن أكثر من 30 خيارًا وقائيًا، تسعة منها في تجارب متقدمة.

وأعلنت شركة "فايزر"، الثلاثاء، أن لقاحها للفيروس أظهر فعالية بنسبة 82% ضد دخول المستشفى بين الرضع الذين تقل أعمارهم عن 90 يومًا، و69% بين أولئك الذين تقلّ أعمارهم عن ستة أشهر.

ولم يستوف اللقاح عتبة موافقة إدارة الغذاء والدواء بعد، لكن الشركة تخطط لتقديم لقاحها للموافقة عليه قبل نهاية العام.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ذكرت شركة "GSK" أن لقاحها الخاص له فعالية بنسبة 83% ضد الإصابات الخطيرة لدى البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا.

ويخضع اللقاح للمراجعة من قبل الهيئات التنظيمية في أوروبا واليابان، ومن المتوقّع أن تبدأ إدارة الغذاء والدواء الأميركية مراجعتها بحلول نهاية العام.

ولدى تجربته، بلغت فاعلية لقاح شركة "GSK" نحو 94% ضد الأمراض الشديدة لدى البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 70 و79 عامًا، أو أولئك الذين يعانون من حالات طبية أساسية.

لقاحات للرضّع والصغار

وتعمل العديد من فرق البحث على لقاحات للأطفال الصغار، من بينها مجموعة بقيادة الدكتورة كولين كانينغهام، طبيبة الأطفال الرئيسة في مستشفى الأطفال في مقاطعة أورانج ورئيس قسم طب الأطفال في جامعة كاليفورنيا، على تطوير لقاح على شكل قطرة أنف يحتوي على نسخة ضعيفة من الفيروس للأطفال من عمر 6 حتى عمر 24 شهرًا.

أما بالنسبة للأطفال الرضع، يتمثّل أحد البدائل في إعطاء الأطفال أجسامًا مضادة أحادية المنشأ، وهي نسخة مصنوعة في المختبر من ترياق قوي للفيروس، يمكن أن يمنع العدوى.

وتمّت الموافقة على أحد هذه الأجسام المضادة (Synagis)، عام 1998، ويتمّ حقنه مرة واحدة شهريًا للرضّع الذين وُلدوا بعد 32 أسبوعًا من الحمل أو أقلّ، أو أولئك الذين يعانون من مشاكل في القلب أو الرئة تؤدي إلى تفاقم مخاطر إصابتهم.

في التجارب، قلّل الجسم المضاد نسب الاستشفاء من الإصابة بنسبة 55%. غير أنه من النادر استخدام "Synagis" نظرًا لتكلفته الباهظة.

وأشارت الصحيفة إلى بديل آخر لحماية الرضع، يكمن في تحصين النساء الحوامل. وأظهرت الأبحاث أن الأجسام المضادة للأم يمكن أن تعبر المشيمة إلى الجنين، مما يحمي الطفل خلال الأشهر القليلة الأولى بعد الولادة.

في تجربة شركة "فايزر"، تلقّت حوالي 7400 امرأة حامل جرعة واحدة من لقاح "R.S.V." التجريبي أو دواء وهمي خلال أواخر الثلث الثاني إلى الثالث من الحمل. وتتبّع الباحثون صحة المرأة لمدة ستة أشهر بعد الولادة والرضع لمدة عام واحد على الأقل.

وشملت التجربة 18 دولة، ومواسم متعدّدة من التجارب العشوائية في كل من نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي.

ويُأمل أن يتمّ طرح اللقاح بسرعة كبيرة جدًا، وأن يكون متاحًا حتى في البلدان الفقيرة بحلول عام 2024.

وتختبر بعض الشركات لقاحات (R.S.V)، ولقاحات الأنفلونزا معًا، ووجدت حتى الآن أن أيًا منهما لا يبدو أنه يتداخل مع الآخر. ويعمل آخرون على إطالة مدة الحماية من لقاح "آر أس في".

وأكد الخبراء للصحيفة أن حجم حالات الإصابة بفيروس "آر أس في" هذا العام، يؤكد الحاجة الملحة إلى اللقاحات، بحيث ستعمل على إقناع الآباء بتحصين أطفالهم بمجرد توفر اللقاحات.

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة