ملفات شائكة وهامة بانتظار الرئيس الإيراني الجديد.. فكيف سيتعامل معها؟
في أول خطاب رئاسي له، وجّه الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي رسائل عديدة، للداخل والخارج، وفتح وملفات كثيرة.
وتوعد رئيسي في أول ظهور إعلامي له، بحرب لا هوادة فيها على الفساد داخل البلاد، مستشعرًا ما سماه معاناة الإيرانيين.
أما خارجيًا، فتحدث الرئيس الجديد عن الملف النووي، وأكد أن واشنطن ملزمة برفع العقوبات، مستبعدًا تغيرًا كبيرًا في سياسة طهران الخارجية.
كما دعا رئيسي السعودية إلى وقف الحرب على اليمن، وحمّل الرياض مسؤولية المأساة الإنسانية في البلاد، مؤكدًا أن "لا عقبات" أمام استعادة العلاقات الدبلوماسية الرياض.
وشدد رئيسي على أن أولوية حكومته ستكون تحسين العلاقات مع "دول الجوار في الشرق الأوسط".
سياسة إيران الخارجية لن تتغير
وحول السياسة الخارجية المرتقبة لإيران في عهد رئيسي، يرى أبو الفضل عموي عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني من طهران، أن سياسة الرئيس المنتخب الخارجية لن تتغير وستكون نفسها التي كانت في الإدارة السابقة، مشيرًا إلى أن رئيسي سيكون أكثر حزمًا في المفاوضات النووية مع الدول الأوربية والولايات المتحدة.
ويشدد في حديث لـ "العربي"، على وجوب البحث عن بدائل في السياسية الخارجية الإيرانية، وتعزيز التعاون مع الدول المجاورة والتوجه شرقًا باتجاه الصين وروسيا.
ويذكّر عموي أن بلاده أبرمت اتفاقًا لـ 20 عامًا مع الصين منذ حوالي 3 أشهر، وبموجبه ستبدأ العقود في القريب العاجل، ومن خلال تفعيل الاتفاقية ستتعزز العلاقات الصينية الإيرانية، وهو أمر يقلق الدول الغربية على حد تعبيره.
العلاقات السعودية الإيرانية
وعن علاقات الإدارة الإيرانية الجديدة مع السعودية، يؤكد الكاتب والباحث السياسي منيف عماش الحربي من الرياض، أن الرياض سترى استمرارًا لسياسة المرشد الإيراني الذي يمسك بالسياسة الخارجية.
ويتوقع في حديثه لـ "العربي"، أن يتوصل البلدان لحلول ومبادرات وتوافقات، لتقريب وجهات النظر، لأن طهران حسب قوله أدركت أخيرًا أن الرياض عاصمة فاعلة ومؤثرة ولا يمكن تجاوزها.
ويقول الحربي إن "السعودية تختلف مع الجمهورية الإسلامية بسبب تدخلاتها في شؤون المنطقة العربية، لا سيما ملف اليمن، والعراق، وسوريا ولبنان، بالإضافة إلى الصواريخ الباليستية، مشددًا على أن السعودية معنية بتأمين استقرار الأمن القوي العربي.
سياسة واشنطن تجاه رئيسي
من جهته، يرى إدوارد جوزيف أستاذ العلوم السياسية في جامعة جون هوبكنز من واشنطن، أن رئيسي سيكون أكثر حزمًا في التعامل مع الملف النووي، لافتًا إلى أن سياسة التعامل مع طهران ستتغير نتيجة ذلك.
وحول تصريحات الرئيس الأميركي جو بادين، بأن الرئيس الإيراني الجديد سيحاسب على انتهاكاته لحقوق الإنسان خلال توليه مسؤولياته، يقول جوزيف إن الإدارة الأميركية تفرض العديد من العقوبات على طهران، لا سيما تلك المتعلقة بالملف النووي وحقوق الإنسان، مرجحًا زيادة العقوبات في عهد رئيسي.
ويضيف أن الرئيس الإيراني الجديد يجب عليه أن يقنع الغرب بأن هناك أجندة إصلاحية في موضوع حقوق الإنسان، مستبعدًا أن يقوم رئيسي بإصلاحات دون الخوض في مشاكل.