واجه معارضات منذ البداية.. حلم زوكربيرغ بإطلاق عملة مشفرة "انتهى"
بعد العديد من عمليات إعادة تسمية للعلامات التجارية وجلسات استماع عقدها الكونغرس الأميركي، ورحيل مدراء رفيعي المستوى، انتهى رسميًا حلم مارك زوكربيرغ، مؤسس شركة "ميتا" (فيسبوك سابقًا)، بإصدار عملة رقمية خاصّة بالشركة.
وأكدت الجهة المشرفة على العملة "دييم"، التي كانت تُعرف سابقًا باسم "ليبرا"، بيع أصولها مقابل مليوني دولار لصالح مصرف "سيلفر غيت"، المتخصّص بالعملات المشفّرة كان يعمل مع الشركة خلال العام الماضي على تقديم عملة مشفّرة مستقرّة مرتبطة بالدولار الأميركي.
وقال الرئيس التنفيذي لـ"دييم" ستيوارت ليفي، في بيان صحفي: إن قرار بيع الشركة أتى "لأنه أصبح واضحًا من حوارنا مع المشرّعين الفيدراليين أن المشروع لن يسير قدمًا".
وذكر موقع "فيرج" المتخصّص بالأمور التكنولوجية، أن البنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي كان من بين أبرز المعارضين لانطلاق شركة "دييم".
نهاية جهد
واعتبر الموقع أن "بيع أصول دييم يسجّل نهاية جهد كان، بأثر رجعي، محكومًا عليه بالفشل منذ البداية".
عام 2019، كشفت شركة "فيسبوك" آنذاك لأول مرة عن فكرة عملتها الرقمية التي تهدف إلى إحداث ثورة في الخدمات المالية العالمية، حيث أعلنت أنها ستشكّلها بمشاركة 28 شريكًا بهيكل تنظيمي مستقلّ عن "فيسبوك".
وعلى خلاف العملات الرقمية المتوافرة حاليًا في الأسواق مثل "بتكوين"، كانت عملة "ليبرا" ستدعمها الأصول المدعومة من الحكومة الأميركية بخاصة مع مشاركة شركات مالية تقليدية كـ"فيزا"، ما يعني أن العملة لن تتحلى بالمركزية والتحرّر من قيود النظام المالي التقليدي، والتي تعد سمة أساسية في عالم العملات الرقمية.
وشرح نديم منصوري، أستاذ علم الاجتماع في سوسيولوجيا الإنترنت لـ"العربي" أن هدف "فيسبوك" كان دخول المعركة الاقتصادية الرقمية كون السوق المالي بدأ ضمن هذا الإطار وبالتالي من يسيطر على الأسواق المالية في المستقبل هو من سيكون الأقوى عمليًا.
وأشار إلى أن "فيسبوك" تتمتع بكل الخصائص المطلوبة لدخول هذا العالم ولا سيما أنه كان لديها آنذاك ما يفوق الـ2 مليار مستخدم نشط ما يساعدها على كسب ثقة المستثمرين والمستخدمين.
وحضّرت "ميتا" تطبيقات كان بإمكانها أن تتيح للأشخاص استخدام العملة المشفّرة "ليبرا"، التي كُلّفت "دييم" بإنتاجها. كما أسّست "اتحاد ليبرا"، لإدارة العملة مع شركات تكنولوجية أخرى.
لكن المخاوف بدأت مباشرة من أن "ليبرا" كانت ستتيح المجال أمام عمالقة التكنولوجيا للحصول على نفوذ أوسع. كما بدأ أعضاء انسحابهم من الاتحاد بعد أشهر فقط من إعلان تأسيسه.
ومنذ عام 2019، بدأت الحكومات في جميع أنحاء العالم في ملاحظة التشريعات والنظر في سوق العملات المشفّرة. في نوفمبر/ تشرين الثاني، قالت وزارة الخزانة الأميركية إنه يجب تنظيم العملات المستقرّة باعتبارها مصارف. كما ذكرت مجلة "بارون" أن البيت الأبيض يخطّط لتوجيه الوكالات الفيدرالية لتنظيم العملات المشفّرة باعتبارها مسألة تتعلق بالأمن القومي.
ورغم انتهاء علاقة "ميتا" بـ"دييم"، إلا أن موقع "ذا فيرج" يرجّح أن يقوم مصرف "سيلفر غيت" أو غيره، بإعادة إحياء المشروع.
لكنه، في الوقت نفسه، يشكّك في أن تحظى العودة بنفس المستوى من الدعم، خاصّة بعد انسحاب شركات التكنولوجيا من "ليبرا" سابقًا.