إسرائيل تغلق معبر بيت حانون.. هنية يحذّر من تصاعد الأوضاع في فلسطين
بحث رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، الجمعة، خلال اتصال هاتفي مع المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، الأوضاع في الضفة الغربية ومدينة القدس وقطاع غزة.
وذكرت الحركة في بيان أن "وينسلاند استعرض الجهود التي يقوم بها مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية، ولا سيما الولايات المتحدة، فيما يتعلق بالتصعيد الحالي في القدس والضفة وغزة".
وبحسب البيان، قال المنسق الأممي: إنه نقل للاحتلال "ثلاث رسائل مهمة، وهي: عدم السماح لغير المسلمين بالدخول للأقصى حتى نهاية رمضان، ووقف الاقتحامات وأعمال القتل في الضفة، ووقف التصعيد في غزة".
كما أشار وينسلاند إلى "الاتصالات التي تمت مع الأردن في إطار بحث آلية الحفاظ على الوضع الراهن للأماكن التاريخية في القدس، وضمان عدم التصعيد في الأوضاع".
"خطورة الأوضاع الراهنة"
من جانبه، أشاد هنية بالجهود التي يبذلها وينسلاند والأمم المتحدة إلى جانب مصر وقطر.
وقال هنية، حسب البيان ذاته: "إن تلك الجهود تعكس درجة الإدراك لخطورة الأوضاع الراهنة".
وحذر "من استمرار مساعي الاحتلال لتحقيق التقسيم الزماني والمكاني في الأقصى، واستمرار التصعيد في غزة".
ويقصد بالتقسيم الزماني والمكاني للمسجد، جعله مكانًا دينيًا مشتركًا للمسلمين واليهود، وهو ما يرفضه المسلمون بشدة.
وشدد هنية على ضرورة "وقف كل الممارسات (الإسرائيلية) فورًا"، وأنه "لا أحد يمكنه التحكم بالأحداث إذا استمر الوضع في غزة والأقصى بهذه الطريقة".
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" بحث الخميس، مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، آخر مستجدات الأوضاع في المسجد الأقصى، وقطاع غزة.
وخلال اتصال هاتفي أجراه هنية بالوزير الروسي، وصف بـ"المطول"، تناول الطرفان التطورات الميدانية في القدس وغزة، والجهود السياسية المبذولة في هذا الإطار لوقف الانتهاكات بحق الأقصى، حسبما ذكر بيان لـ"حماس".
إغلاق معبر بيت حانون
وفي التطورات الميدانية، أعلنت إسرائيل اليوم السبت أنها ستغلق معبر "إيريز" بيت حانون، وهو معبرها الوحيد مع قطاع غزة للعمال اعتبارًا من الأحد بعدما أطلق ناشطون فلسطينيون ثلاثة صواريخ باتجاه الأراضي المحتلة.
وإيريز هو المعبر الوحيد للأفراد بين قطاع غزة وأراضي عام 1948. ويخضع القطاع الفقير الذي تحده مصر والبحر الأبيض المتوسط وإسرائيل، لحصار إسرائيلي منذ أكثر من 15 عامًا.
وقال مكتب المتحدث باسم "وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق" (كوغات): "في أعقاب إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، يوم الأحد لا يتم فتح معبر إيريز لخروج العمال والتجار من قطاع غزة".
وأضافت هذه الهيئة المكلفة شؤون الأراضي الفلسطينية في وزارة الدفاع الإسرائيلية أن "قرار إعادة فتح المعبر ستتم دراسته وفقًا لتقييم الأوضاع".
ويعاني قطاع غزة من معدل فقر يبلغ 60% وبطالة مزمنة تبلغ نحو 50%. ويعمل آلاف الفلسطينيين داخل الخط الأخضر لا سيما في قطاعي البناء والزراعة.
ومساء الجمعة أطلق صاروخان من قطاع غزة، فيما قال جيش الاحتلال الإسرائيلي: إنّ صاروخًا ثالثًا أطلق في ساعة مبكرة من فجر السبت باتجاه أراضي عام 1948.
دعوات لوقف الانتهاكات الإسرائيلية
وكانت السلطة الفلسطينية طالبت الخميس الإدارة الأميركية بالتدخل العاجل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية، وحملت إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع.
وطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الرئيس الأميركي جو بايدن وإدارته، بالتدخل الفوري والعاجل لتحمل مسؤولياتها نظرًا لخطورة الأوضاع جراء الإجراءات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية كافة، ولا سيما القدس والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة.
ودعا عباس إلى "الوقف الفوري للاعتداءات الإسرائيلية، والاحترام الكامل للوضع القانوني والتاريخي في القدس"، محملًا الحكومة الإسرائيلية "المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع".
كما حذّر من "استمرار التصعيد الإسرائيلي على الأرض، وما يتخلله من اقتحامات للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية".
وكان الرئيس الفلسطيني أعلن الثلاثاء، خلال لقائه وينسلاند في رام الله، رفضه الكامل لأي تغيير في الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى، في مدينة القدس.
وفجر الجمعة، اقتحمت الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى، ما أسفر عن مواجهات مع الفلسطينيين أسفرت عن إصابة 31 منهم، بينهم إصابتان خطيرتان، فيما استشهد فلسطيني متأثرًا بجراح أُصيب بها، خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، شمالي الضفة الغربية.
ومنذ أيام، يسود توتر في القدس وساحات الأقصى، جراء اقتحامات يومية ودعوات مستوطنين إسرائيليين و"جماعات الهيكل" اليهودية إلى مواصلة اقتحام المسجد، تزامنًا مع عيد "الفصح اليهودي" الذي انتهى الخميس، بعد أن استمر أسبوعًا.