"كوب27".. تحديات كبيرة في أزمة المناخ العالمية تنتظر تجاوزها
تأتي قمة المناخ التي انطلقت اليوم، بعد قرابة عام من الحرب الروسية في أوكراينا والتي أدخلت العالم في دوامة انقطاع إمدادات الغاز والطاقة عن الاتحاد الأوروبي، والبحث عن مصادر بديلة تقليدية تفاقم الانبعاثات الغازية.
والدورة الـ27 لهذه القمة، هي بمثابة اختبار سيشهد على مدى التزام قادة الدول وحكوماتها بتعهداتها وعنوانه البارز: الانتقال من المفاوضات والتخطيط إلى مربع التنفيذ لكل ما تم تقديمه من وعود.
وتأتي على رأس اللائحة مخرجات قمة باريس، تليها النقاط المتعلقة بتنفيذ دعوة مؤتمر غلاسكو الذي جاء بعد خمس سنوات من اتفاق باريس، وأبقى على هدف الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى درجة ونصف مئوية حيًا ولكن بنبض ضعيف، كما أعلنت رئاسة المملكة المتحدة حينها.
ووضعت مخرجات غلاسكو أيضًا في أجندتها قضايا تمويل الخسائر والأضرار، وهي آلية تهدف إلى مساعدة دول الخطوط الأمامية للأزمة حتى تتمكن من مواجهة تبعات التغير المناخي الذي تجاوز قدرتها على التكيّف.
وكانت الوعود حينها تتحدث على تقديم الدول المتقدمة مئة مليار دولار كل عام لتمويل التكيّف المناخي في الدول منخفضة الدخل.
"مسؤولية أخلاقية"
وأول المتضررين من هذه الأزمة المناخية هي دول من الشرق الأوسط التي تأثرت كثيرًا بتبعات التغيرات المناخية وشاعت فيها ظواهر غريبة عليها، مثل ارتفاع درجات الحرارة ومستوى مياه سطح البحر إلى جانب تسجيل شح في المياه وبالتالي تناقص المحاصيل الزراعية.
وبالتالي، قد تشكل هذه القمة فرصة لتطلب الدول الفقيرة من الدول الصناعية تحمل المسؤولية الأخلاقية باعتبارها السبب المباشر لهذه الأزمة المناخية العالمية المتفاقمة.
وفي هذا السياق، يقول الخبير في البيئة والتغيرات المناخية سعيد شاكري: إن هذه القمة غير عادية وهي تبدأ باجتماع رؤساء الوفود، وهذا يشير إلى أن هناك قرارات مقبلة يجب اتخاذها، "وهو ما ظهر عبر الكلمات التي أُلقيت في حفل الافتتاح".
ويوضح شاكري في حديث لـ"العربي" من مقر عقد القمة في مدينة شرم الشيخ المصرية أن هناك مؤشرات كبيرة حول قيام الدول الكبرى بالالتزام بتنفيذ قراراتها، "ومن أولى تلك المؤشرات أن التغيرت المناخية قد بدأت تضرب هذه الدول كدليل على ألا أحد في منأى عن التغيرات المناخية".