حميدتي "يتبرأ" من اللقاء.. إسرائيل: اتفاق التطبيع مع السودان خلال أشهر
توصّلت إسرائيل والسودان، الخميس، إلى "اتّفاق" على العمل من أجل إبرام "معاهدة سلام"، وذلك خلال زيارة غير مسبوقة لوزير خارجية إسرائيلي إلى الخرطوم.
وأجرى وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين محادثات في الخرطوم مع نظيره السوداني المكلّف علي الصادق وعدد من المسؤولين في الدولة، أبرزهم رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان.
غير أن نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو "حميدتي" أكد أن لا علم له بزيارة الوفد الإسرائيلي للخرطوم، وأنه لم يلتق به".
وبعد توقيع اتفاقية السلام بين تل أبيب والخرطوم، سيكون السودان سادس دولة عربية توقع اتفاقية سلام مع إسرائيل بعد مصر (عام 1978) والأردن (عام 1994)، والإمارات والبحرين والمغرب (عام 2020).
التوقيع خلال أشهر قليلة
وقالت وزارة الخارجية السودانية، في بيان أمس الخميس، إنّه خلال هذه الزيارة التي "استمرت لبضع ساعات، تمّ الاتفاق على المضي قدمًا في سبيل تطبيع علاقات البلدين".
ومساء الخميس، لدى عودته إلى مطار بن غوريون في تل أبيب، قال كوهين للصحافيين: إن توقيع اتفاقية التطبيع مع السودان "سيتمّ في واشنطن خلال أشهر قليلة من العام الحالي"، دون تحديد تاريخ معين لذلك.
وأشار إلى أن زيارته للخرطوم "تمت بموافقة الولايات المتحدة"، موضحًا أن "الطرفين وضعا اللمسات الأخيرة على نص اتفاقية التطبيع".
ورجّح كوهين أن يتمّ حفل توقيع اتفاقية السلام "بعد نقل السلطة في السودان إلى حكومة مدنية سيتم تشكيلها كجزء من عملية الانتقال الجارية في البلاد".
وشدّد الوزير الإسرائيلي على أنّ "توقيع اتفاقية سلام يخدم البلدين، ويعزّز الأمن القومي الإسرائيلي والاستقرار الإقليمي، ويساعد الاقتصاد".
وفي بيانها، أوضحت الخارجية السودانية أنّ زيارة كوهين تمّت في إطار "مواصلة الاتصالات السابقة بين السودان وإسرائيل".
القضية الفلسطينية
وأشار بيان الخارجية السودانية إلى أنّه خلال المباحثات "حثّ الجانب السوداني الطرف الإسرائيلي على العمل على تحقيق الاستقرار والسلام بين إسرائيل والشعب الفلسطيني".
وذكر مجلس السيادة السوداني أن اللقاء بين البرهان وكوهين تطرّق إلى "سبل إرساء علاقات مثمرة مع إسرائيل، وتعزيز آفاق التعاون المشترك بين الخرطوم وتل أبيب في مجالات الزراعة والطاقة والصحة والمياه والتعليم، ولا سيما في المجالات الأمنية والعسكرية".
وفي يناير/ كانون الثاني 2021، وبينما كان العسكريون والمدنيون يتقاسمون السلطة، أعلن السودان انضمامه إلى اتفاقات أبراهام التي اعترفت بموجبها ثلاث دول عربية بإسرائيل.
وشكّل ذلك تغييرًا جوهريًا عن موقف الرئيس السابق عمر البشير الذي أُطيح به عام 2019، والذي كان يرفض أي علاقات مع إسرائيل وكان مقربًا من حركة "المقاومة الإسلامية -حماس".
وعقب انضمامه لاتفاقات أبراهام، حصل السودان على مساعدات مالية أميركية، بعد أن ظل لسنوات طويلة مقاطعًا من قبل المجتمع الدولي ومدرجًا على اللائحة الأميركية للدول الراعية للإرهاب.
وفي أول خطاب له بعد انقلابه على شركائه المدنيين في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، قال البرهان إن بلاده ستظل ملتزمة بالاتفاقات الدولية التي وقّعتها.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بعث البرهان برسالة تهنئة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب فوزه في الانتخابات التشريعية، مع حلفائه من اليمين المتطرف والأحزاب الدينية المتشددة.
وفي إطار اتفاقات أبراهام، طبّعت الإمارات والبحرين والمغرب علاقاتها مع إسرائيل برعاية الولايات المتحدة.
وأدان الفلسطينيون هذه الاتفاقات واعتبروها "خيانة"، إذ خالفت مبادرة السلام العربية لعام 2002، والتي أكدت أن لا تطبيع مع إسرائيل إلا بعد انسحابها من الأراضي المحتلة عام 1967.
ولم تتم المصادقة على اتفاقات إبراهام من قبل المؤسسات السودانية المختصّة بسبب الفوضى السياسية في البلاد. ولم يتم إقرار أي إجراءات ملموسة لتبادل العلاقات الدبلوماسية.