Skip to main content

كوهين في الخرطوم.. لماذا يسعى مجلس السيادة إلى تسريع التطبيع مع إسرائيل؟

الخميس 2 فبراير 2023

أعلن مجلس السيادة السوداني أن رئيسه عبد الفتاح البرهان التقى الخميس في مكتبه في الخرطوم وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين.

وبحسب بيان للمجلس فقد بحث اللقاء إرساء علاقات مثمرة مع إسرائيل، إضافة إلى تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين في المجالات الأمنية والعسكرية، إضافة إلى مجالات الزراعة والطاقة والصحة والمياه والتعليم.

كما حث الجانب السوداني نظيره الإسرائيلي على "تحقيق الاستقرار بين السلطات الإسرائيلية والشعب الفلسطيني" وفق بيان المجلس السوداني.

وأشار البيان إلى أن "اللقاء تناول الدور الذي يلعبه السودان في معالجة القضايا الأمنية في الإقليم".

وكان مصدران في الحكومة السودانية قد أكدا لوكالة "رويترز" أن الوفد الإسرائيلي بحث في الخرطوم قضية التوقيع على اتفاقية تطبيع.

زيارة الوفد الإسرائيلي وإن كانت مفاجئة في توقيتها، إلا أنها ليست طارئة على صعيد علاقات تل أبيب بالخرطوم التي تشهد تطورًا منذ نحو 3 سنوات.

فالبرهان كان أول المبادرين للتقارب مع إسرائيل حيث التقى في فبراير/ شباط من عام 2020 رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مدينة عنتاب الأوغندية. كما وقع وزير العدل في حكومة عبدالله حمدوك في فبراير من عام 2021 مع الجانب الأميركي على إعلان اتفاقيات أبراهام.

كذلك أجازت الحكومة السودانية في أبريل/ نيسان 2021 قانونًا يلغي قانونًا قديمًا بمقاطعة إسرائيل.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر سياسية أن السودان في طريقه للإعلان عن التوقيع رسميًا على اتفاقيات أبراهام للتطبيع التي أبرمتها إسرائيل مع كل من الإمارات والبحرين في البيت الأبيض منتصف سبتمبر 2020.

علامات استفهام

وفي هذا الإطار، رأى عضو المكتب السياسي لحزب المؤتمر السوداني مهدي رابح أن زيارة الوفد الإسرائيلي إلى السودان تطرح علامات استفهام كبيرة في ظل عملية سياسية في السودان وصلت إلى مراحلها النهائية قبل التوصل إلى اتفاق بموجبه تخرج المؤسسة العسكرية من العملية السياسة والتأسيس لسلطة مدنية خالصة.

وأشار في حديث إلى "العربي" من الخرطوم إلى أن هذه الزيارة تأتي في خضم عملية إصلاح كبيرة تشمل إصلاح المنظومة الأمنية والعسكرية وكذلك في ظل إصلاح العلاقات الخارجية للسودان بعد معاناة من تعدد مراكز القرار وعدم استقرار في السياسة الخارجية بعد سقوط عمر البشير.

وعبّر رابح عن خشيته من أن تكون زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي امتدادًا للسياسة التي تهدف للحفاظ على السلطة وعلى امتيازات النخبة الحاكمة في السودان.

وقال: "إذا كان الأمر في هذا السياق فيكون في غاية الخطورة، وسنقف ضده لأن اتخاذ قرارات بهذه الأهمية كعلاقة السودان وإسرائيل هو قضية تحتاج إلى حكومة".

"قفزة في الظلام"

بدوره، يلفت رئيس دائرة الإعلام في حزب الأمة القومي مصباح أحمد إلى أن الخطوة الأخيرة "قفزة في الظلام"، مشددًا على أن البرهان ليس مفوضًا باتخاذ قرار في شأن التطبيع.

أحمد الذي أكد في حديث إلى "العربي" من العاصمة السودانية، أن مبررات مقاطعة إسرائيل لا تزال قائمة، قال: إن إسرائيل نفسها تعلم أن البرهان لا يمتلك التفويض لإرساء علاقة بين الخرطوم وتل أبيب.

وشدد على أن الشعب السوداني سيرفض خطوة البرهان، مذكّرًا بأن الدساتير الموجودة لا تفوض رأس الدولة باتخاذ قرار مماثل، معتبرًا أن هذا الأمر متروك لمجلس تشريعي ولحكومة منتخبة.

ورأى أن البرهان يحاول شرعنة وضعه القائم بطريقة ما من خلال تمرير قرارات تساعده في المرحلة المقبلة، مستبعدًا أن تكون لهذه الزيارة آثار كبيرة في المستقبل على علاقة السودان بإسرائيل لأن شريحة واسعة من الشعب السوداني ترفض هذا الأمر.

"جزء من الأهداف الإستراتيجية لحكومة نتنياهو"

المدير العام لمركز الكرمل للأبحاث في حيفا مهند مصطفى أشار إلى أن هناك ضغطًا أميركيًا وإسرائيليًا مستمرًا على السودان للتوقيع على اتفاق مع إسرائيل، مذكرًا بأن المباحثات بين الخرطوم وتل أبيب مستمرة منذ عام 2021.

وقال من اسطنبول: إن الحكومة الإسرائيلية الحالية التي يقودها نتنياهو وضعت نصب أعينها توقيع اتفاقيات تطبيع مع دول عربية جديدة وهي تعتبر أن هذا الأمر جزء من أهدافها الإستراتيجية ومن أجل تهميش القضية الفلسطينية.

واعتبر أن الولايات المتحدة الأميركية تريد تحقيق إنجاز دبلوماسي لها في الشرق الأوسط على شكل تطبيع بين السودان وإسرائيل ومع دول عربية أخرى

وأشار إلى أن هذه المباجثات السودانية الإسرائيلية جاءت في خضم التوتر الأمني في الضفة الغربية في إطار محاولات تل أبيب لتهميش القضية الفلسطينية.

المصادر:
العربي
شارك القصة