سيناريوهات متعددة.. إسرائيل تتسلح بدعم واشنطن تحسبًا للرد الإيراني
يترقب العالم الرد الإيراني المحتمل على استهداف الاحتلال الإسرائيلي قنصلية طهران في سوريا، بينما تتحدث وسائل إعلام عبرية وعالمية عن استعداد تل أبيب لهجوم مباشر وغير مسبوق عليها.
فقد رجحت التقارير نقلًا عن مسؤولين في تل أبيب، أن تطلق طهران من داخل الأراضي الإيرانية صواريخ بالستية، وطائرات مُسيّرة، وصواريخ كروز، ضد أهداف إسرائيلية.
وفي غضون ذلك، يجري الجيش الإسرائيلي مناورة مشتركة مع الجيش القبرصي لمحاكاة هجوم في العمق الإيراني، حيث يزعم مسؤولون أمنيون أنهم مستعدون للعمل في أي ساحة، بقدرات مستقلة دون الاعتماد على أحد.
التسلح بالحماية الأميركية
هذا التأهب الإسرائيلي، مصحوب بحراك أميركي لمنع رد إيراني محتمل على استهداف القنصلية الإسرائيلية في دمشق في الأول من أبريل/ نيسان الجاري.
وأفادت مصادر مطلعة بأن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط بريت ماكغورك اتصل بوزراء خارجية السعودية، والإمارات، وقطر، والعراق ليطلب منهم إيصال رسالة إلى إيران تحثها على خفض التوتر.
بدورها، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن وزراء خارجية دول عربية تحدثوا هاتفيًا مع وزير الخارجية الإيراني لنقاش التوتر في المنطقة.
هذا وشملت الرسائل الأميركية أيضًا تنبيه إيران بأن الولايات المتحدة لن تتخلى عن إسرائيل، وهو موقف أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن عبر تأكيده دعم بلاده الثابت لتل أبيب.
وبموازاة التحذير بالرسائل السياسية، قال مسؤولان إسرائيليان لموقع "أكسيوس" الأميركي إن قائد القيادة المركزية العسكرية الأميركية سيبحث في إسرائيل مسألة التنسيق بشأن هجوم محتمل من إيران ومجموعات محسوبة عليها.
فيما نقل موقع "واللا" عن مسؤول إسرائيليّ، تأكيده أنّ تلّ أبيب عزّزت تنسيقَ الدفاع المشترك مع الولايات المتّحدة، تحسّبًا للهجوم الوشيك.
"الردّ آتٍ.. وقد بدأ"
وفي متابعة لهذه التطورات، يؤكد عماد أبشناس، أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران، أن الرد الإيراني قد بدأ من خلال الحرب النفسية، مما دفع إسرائيل إلى الترقب في كل لحظة لرد عسكري محتمل.
ويلفت أبشناس في هذا الصدد إلى أن هناك عشرات السيناريوهات المطروحة للرد الإيراني، ومن بين الخيارات استهداف إسرائيل من الأراضي الإيرانية أو من أماكن أخرى، أو عبر ضرب مصالح إسرائيلية خارج الأراضي المحتلة.
ويوضح أستاذ العلوم السياسية في مداخلة مع "العربي" أن إسرائيل "لم تقم باستهداف القنصلية الإيرانية من داخل فلسطين المحتلة بل من فوق الجولان، ما يعني عمليًا أن الرد يمكن أن يكون أيضًا في الجولان أو في الداخل الإسرائيلي".
ويردف أبشناس من طهران: "هناك عشرات السيناريوهات مطروحة على طاولة المرشد الإيراني لكيفية الرد، حتى أنه ممكن أن ترد طهران على الكيان الصهيوني بعملية ما دون الاعتراف بالرد، مثلما لم تعترف إسرائيل بدورها باستهداف القنصلية".
وعن احتمال وجود أهداف أميركية بالرد الإيراني، يكشف أستاذ العلوم السياسية أن معلومته تشير إلى أن طهران طمأنت واشنطن أنها لن تستهدف القوات الأميركية، وذلك في حال "وقفت جانبًا ولم تتدخل في الموضوع" على حدّ تعبيره.