أحدث جدلًا واسعًا.. كيف تفاعل المغردون مع الرد الإيراني على إسرائيل؟
جرت جولة أخرى من التصعيد الإعلامي والسياسي والعسكري بين طهران وتل أبيب ليلة أمس مع استهداف إيران إسرائيل، بأكثر من مئتي مسيّرة وصاروخ بالستي، ردًا على قصف تل أبيب القنصلية الإيرانية في دمشق بداية الشهر الجاري، وفق ما نقلت وسائل إعلام إيرانية.
ومع بزوغ فجر اليوم الأحد، أعلنت طهران وقف هجماتها الصاروخية على إسرائيل، قائلة إنها اكتفت بالرد على حادث قصف قنصليتها، لكنها شددت على أنها ألحقت أضرارًا جسيمة في البنى الإسرائيلية.
الرواية الإيرانية الرسمية دعمتها البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة في رسالة عبر منصة "إكس" قالت فيها: إن "العمل العسكري الإيراني نفذ على أساس المادة الحادية والخمسين من ميثاق الأمم المتحدة المتعلق بالدفاع عن النفس".
أما تل أبيب، فنفت ما جاء في بيان طهران جملة وتفصيلًا وقالت إنها صدت تسعة وتسعين في المئة من الصواريخ، وإن حجم الأضرار كان طفيفًا ولم يتجاوز الحدود المادية، ولم تتطرق البيانات الرسمية الإسرائيلية إلى ما قد تحمله الساعات والأيام المقبلة من مفاجآت أو ردود على الأرض من تل أبيب.
إذًا ما كان يتوقعه كثيرون قد حدث، فالرد الإيراني على إسرائيل بات أمرًا واقعًا، وما يدور الآن في أروقة السياسة الدولية هو ما يشغل العالم. التأويلات تجري على قدم وساق، والتحليلات ماضية للتنبؤ بما سيحدث في غزة والمنطقة بأكملها.
"نظريات المؤامرة"
ووسط هذه الجدالات المتواصلة بين مؤيد للضربة الإيرانية وناقم عليها، فما هي أبرز النقاشات والآراء، التي تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية؟.
إذ تباينت الآراء بين من يدعي أن الهجوم الإيراني المباشر على إسرائيل أمر غير مسبوق بغض النظر عن نتائجه على الأرض، وبين من يعتبر أن ما حدث لا يتعدى كونه مسرحية، تختبئ خلفها مصالح سياسية.
وتساءل منير شحادة قائلًا: "السؤال الذي يجب أن تسأله هو: هل ستتجرأ إسرائيل على الرد بعد أن تقوم إيران بالرد الانتقامي على قصف السفارة الإيرانية في دمشق؟".
وفي خضم كل ما حدث، يقول مغردون فلسطينيون إنهم يرون جانبًا قد لا يتمكن آخرون من رؤيته، لأن مشقة العيش لسبعين عامًا في ظل سلطة الاحتلال، وممارساته غير الإنسانية في الضفة الغربية، وما يحدث في غزة الآن قد يبطل كل نظريات المؤامرة حول الضربة الإيرانية.
"كسر حاجز مهم"
وكتب رضوان الأخرس تغريدة قال فيها: "لا تصفوا حساباتكم على حساب دماء أهالي غزة، من يرى ما يجري مسرحية فليطلب من حكوماته أن تقوم بهجمات مؤثرة ونوعية، تردع الاحتلال وتحمي أهالي غزة من الإبادة والتغول الصهيوني المستمر للشهر السابع".
وأردف أدهم قائلًا: "ما حدث الليلة هو كسر حاجز مهم يحدث لأول مرة وهو رسالة للاحتلال أن معادلات جديدة تترسخ في المنطقة بعد السابع من أكتوبر، وهذا مهم جدًا".
وهناك من يخالف هذا التوجه ويرى أن الضربة الإيرانية، تصب في صالح الاحتلال الإسرائيلي أكثر من المقاومة الفلسطينية.
ويقول الناشط عادل: "الكيان كان يريد هذه الفرصة لجذب التعاطف الغربي الشعبي، الذي تهاوى كثيرًا بعد السابع من أكتوبر، وهذه فرصة للحكومات الغربية لزيادة الدعم العسكري لنتانياهو. هذا لا يمنع أن للرد بعض الإيجابيات، خاصة الحالة النفسية للمستوطنين وزيادة فقدان الثقة في حكومتهم والشعور بالأمن".
أما حسن فيرى أن "الصواريخ الإيرانية شرعنت بقاء نتنياهو على رأس سلطة الاحتلال"، إذ كتب: "الرد الإيراني على إسرائيل هو رد على قصف سفارة إيران في دمشق، وقتل قادتها وليس دفاعًا عن غزة والفلسطينيين. هذا الرد أعطى الشرعية لنتنياهو من أجل تدمير ما تبقى في غزة، بل وجنوب لبنان أيضًا".
في حين قال مثنى صالح: "يعني من يقول أو يصدق بضربة استغرقت دقائق معدودة دون أي إصابات مباشرة من قبل جيش دولة، صرح بتوقيت وكيفية الضربة، وأغلقت الدول المجاورة أجواءها خلال توقيت العملية، يعتبر من البسطاء؟ نحن مع كل ما يخدم غزة وفلسطين إلا الوهم والمتاجرة بالقضية"، حسب رأيه.