Skip to main content

أدقّ من ريختر.. تعرفوا إلى مقاييس حديثة لمعرفة شدّة الزلازل

الثلاثاء 7 فبراير 2023
الممارسة العلمية الحديثة استبدلت مقياس ريختر بمقاييس أخرى أكثر دقة - غيتي

على الرغم من أن مقياس ريختر يُعتبر المقياس الأكثر شيوعًا لقياس قوة الزلازل، إلا أن الممارسة العلمية الحديثة استبدلت مقياس ريختر بمقاييس أخرى أكثر دقة.

واستعرضت جمعية "نيو هيومانيتيرين" (thenewhumanitarian) أفضل الممارسات الحالية في العالم، بدءًا من مؤشرات قوة الزلازل القياسية التي حلّت محل مقياس ريختر، وصولًا إلى نماذج التنبؤ التي تقوم بقياس الآثار الاقتصادية للزلازل على المجتمع.

مقياس العزم الزلزالي (Mw)

يُعتبر مقياس العزم الزلزالي (Mw) المقياس الأكثر شيوعًا اليوم لقياس قوة الزلزال، المتمثلة في مقدار الطاقة المنطلقة منه عند مصدره.

يوفّر مقياس درجة العزم الزلزالي قياسًا أكثر تناسقًا للزلازل مهما كان عمقها-تويتر

وفي سبعينيات القرن الماضي، طوّر هيرو كاناموري، الأستاذ الفخري في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، مقياس العزم الزلزالي ليحل محل عدة مقاييس لقوة الزلازل بما فيها مقياس ريختر.

واستند كاناموري في تصميمه على الخصائص الجيولوجية لولاية كاليفورنيا فقط، والتي تكون معظم الزلازل الواقعة فيها غير عميقة.

ويوفّر مقياس درجة العزم الزلزالي قياسًا أكثر تناسقًا للزلازل مهما كان عمقها، عن طريق الأخذ بالاعتبار المنطقة الفعلية لتمزّق خط الصدع.

وفي هذا السياق، قال تاكيشي كويزومي، عالم الزلازل في وكالة الأرصاد الجوية اليابانية لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "لا تزال وسائل الإعلام تتحدث عن مقياس ريختر خلال تغطيتها الإخبارية للزلازل، ولكن العلماء يستخدمون درجة العزم فقط. ويمكن حساب درجة العزم بصيغ مختلفة".

وأضاف أن هذه البيانات تعتبر هامة جدًا لعلماء الزلازل عند التنبؤ بحوادث تسونامي وغيرها من المخاطر المرتبطة بالزلازل.

مقياس ميركالي المعدّل (MMI) 

وعلى عكس مقياس ريختر ومقياس العزم، اللذين يقيّمان الزلزال من حيث قوتها، يصف مقياس ميركالي المعدّل الزلازل من حيث تأثيرها. ويتم استخدام الأرقام العادية لقياس القوة، بينما تُستخدم الأرقام الرومانية للتعبير عن تأثير الزلزال.

وقال بيرانان تواشيرابورن، وهو مهندس زلازل في المركز الآسيوي للتأهب للكوارث ومقره في بانكوك، إن مصطلح تأثير الزلزال يُشير إلى مدى الشعور بالاهتزاز ومستوى الضرر في موقع محدد.

وأوضح تواشيرابورن أن "الكثير من الناس يعتقدون أن ارتفاع قوة الزلازل هو ما يؤدي إلى حصول أضرار أكبر، ولكن الضرر يتوقف على الموقع، فإذا كنت بعيدًا عن مركز الزلزال قد لا تتأثر كثيرًا بحجمه ولا تشعر سوى باهتزاز بسيط جدًا".

وأضاف أنه "يمكن لزلزال معتدل لا تتعدّى قوته 6.1 أن يسبب أضرارًا كبيرة وخسائر في الأرواح، إذا حدث على عمق قريب من سطح الأرض، وكان قريبًا جدًا من منطقة مكتظة بالسكان".

وهذا الأمر ينطبق على الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في السادس من فبراير/ شباط الحالي، إذ أن قوته بلغت 7.8 درجات على مقياس ريختر، وحدث على عمق 11 ميلًا (17.9 كيلومترًا) من سطح القشرة الأرضية، وبالقرب من المناطق السكنية.

مقياس الزلازل الخاص بوكالة الأرصاد الجوية اليابانية (JMA)

يرصد مقياس الزلازل الخاص بوكالة الأرصاد الجوية اليابانية حجم الزلزال باستخدام وحدات "شيندو". ويُشبه مقياس ميركالي المعدّل، إلا أن الفارق بينهما يتمثّل في أن مقياس وكالة الأرصاد الجوية اليابانية يقيس الحجم من 0 إلى 7، بينما يتدرّج مقياس ميركالي المعدّل من 1 إلى 12.

يقدّم مقياس وكالة الأرصاد الجوية اليابانية "أسرع معلومات في العالم عن حجم الزلازل- "جابان تايمز"

وبينما يتمّ تطبيق ميركالي المعدّل في جميع أنحاء العالم، يُستخدم مقياس وكالة الأرصاد الجوية اليابانية في اليابان وتايوان فقط. 

وأوضح كويزومي أن مقياس وكالة الأرصاد الجوية اليابانية يقدّم "أسرع معلومات في العالم عن حجم الزلازل"، إذ أن التقديرات الأولية لمقياس وكالة الأرصاد الجوية اليابانية تصل بعد دقيقة ونصف من حدوث زلزال، ثمّ بعد ثوان قليلة، يتم إصدار إنذار لعامة الناس على التلفزيون". 

وأضاف أنه تمّ تركيب عدّادات لقياس حجم الزلازل في جميع أنحاء البلاد، ما يجعل العملية الحسابية أسرع بكثير.

التقييم الفوري للزلازل العالمية من أجل الاستجابة (PAGER)

عام 2010، قامت مصلحة المساحة الجيولوجية في الولايات المتحدة بتطوير تكنولوجيا جديدة للتقييم الفوري للزلازل العالمية من أجل الاستجابة (PAGER)، على خلفية الجدل المستمر منذ عقود عما إذا كان مقياس القوة أو مقياس الحجم هو ما يوفّر أفضل قياس للزلازل.

يحوّل "بايجر" تقديرات الأضرار إلى مستويات تأهب مرمّزة بالألوان، حتى يتسنى للجهات الفاعلة أن تعرف مستوى الاستجابة المطلوب- موقع "USGS.GOC"

وتقوم هذه التكنولوجيا بتقييم مدى توزيع الهزات، وعدد الأشخاص والمجتمعات المتضرّرة، والوفيات، والخسائر الاقتصادية المحتملة، مع الأخذ بالاعتبار التركيبة السكانية، وأنواع المباني، وبيانات الحالة الاقتصادية، والخسائر البشرية، التي تمّ جمعها من الزلازل السابقة.

ورغم أن نظام "بايجر" لا يزال جديدًا بالنسبة لمعظم الناس، إلا أنّ المعلومات التي يقدّمها مفيدة للحكومات ووكالات الإغاثة.

وقال ديفيد وولد، وهو عالم زلازل في مصلحة المساحة الجيولوجية في الولايات المتحدة، إن نظام "بايجر" يحوّل تقديرات الأضرار إلى مستويات تأهب مرمّزة بالألوان، حتى يتسنى للجهات الفاعلة المحلية والوطنية والدولية أن تعرف مستوى الاستجابة المطلوب.

وبالإضافة إلى تقديم بيانات خاصّة بتخفيف الآثار بعد وقوع الكارثة، يتفوّق "بايجر" على أنظمة القياس الأخرى عن طريق توفير المعلومات التي تساعد على الاستعداد للزلازل. 

وأوضح وولد أن "بايجر يسلّط الضوء على المباني الضعيفة التي تحتاج إلى تحسين، وهذا أمر مهم خصوصًا للبلدان النامية التي لا يتبع فيها الناس دائمًا قوانين البناء".

لكنّه أوضح في الوقت نفسه، أن هذا النظام "لا يزال يحتاج إلى المزيد من الوعي من قبل الحكومات والأوساط العلمية ووسائل الإعلام، لأن قياس القوة والكثافة وحدهما لا يكفيان للتعبير عن خطورة الزلازل".

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة