Skip to main content

أزمة أوكرانيا.. لافروف: الغرب تجاهل مخاوفنا الأمنية

الثلاثاء 1 فبراير 2022

أجرى رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، الثلاثاء، اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعاه خلاله إلى "خفض التصعيد" في الأزمة الأوكرانية، بحسب بيان صدر عن الحكومة الإيطالية.

وشدّد دراغي "على أهمية الالتزام بخفض تصعيد التوترات نظرًا إلى التداعيات الخطيرة التي قد يتسبب بها تفاقم الأزمة". وجاء في البيان أن الزعيمين "توافقا على التزام مشترك لإيجاد حل مستدام للأزمة وعلى ضرورة إعادة بناء جو من الثقة".

واتهم بوتين من جانبه خلال هذه المكالمة الهاتفية، السلطات الأوكرانية بتفادي "الوفاء بالتزاماتها، ولا سيما فيما يتعلق بالجوانب السياسية لتسوية النزاع" مع الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد، بحسب الكرملين.

وأضاف أن الزعيمين "ناقشا بالتفصيل صياغة ضمانات قانونية لأمن" روسيا. 

وشدد بوتين على "أهمية احترام المبدأ الأساسي المتمثل في عدم تجزؤ الأمن"، معتبرًا أنه لا ينبغي على الغرب بناء أمنه على حساب أمن روسيا.

ويأتي ذلك فيما يعد الغرب لفرض عقوبات اقتصادية في مسعى إلى ثني روسيا عن شن هجوم جديد على أوكرانيا.

"تجاهل مخاوف روسيا الأمنية"

وكان فلاديمير بوتين قد قال اليوم: "من الواضح" أنّ الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي اختارا "تجاهل" مخاوف روسيا الأمنية بدليل رفضهما الشروط الروسية في إطار المواجهة بشأن أوكرانيا.

وأضاف بوتين بعد لقائه رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان: "نحلّل الردود الخطية التي تلقّيناها من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، لكن من الواضح من الآن تجاهل مخاوف روسيا المبدئية".

وفنّد الرئيس الروسي المطالب الرئيسة لبلاده، ومنها وقف سياسة توسّع حلف شمال الأطلسي والتعهد عدم نشر أسلحة هجومية قرب الحدود الروسية وسحب الانتشار العسكري لحلف شمال الأطلسي إلى حدود 1997 أي قبل انضمام دول سابقة من الكتلة السوفياتية إلى الحلف.

وأضاف بوتين: "متجاهلين مخاوفنا، تشير الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي إلى حقّ كلّ دولة بأن تختار بحريّة طريقة ضمان أمنها"، مشددًا على أنّ ثمة مبدأ آخر ينصّ على أنه لا يمكن "لأي شخص أن يعزز أمنه على حساب أمن الآخرين".

ولم يبد بوتين موقفًا في جوهر الجهود الدبلوماسية حول الأزمة بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا، منذ أسابيع عدة.

"ضرورة مناقشة المخاوف"

من جهته، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنّ نظيره الأميركي أنتوني بلينكن أقرّ خلال مكالمة هاتفية جرت بينهما الثلاثاء بضرورة "مناقشة" المخاوف الأمنية التي عبّرت عنها روسيا في خضم المواجهة الدائرة بينها وبين الغرب بسبب الأزمة الأوكرانية.

وقال لافروف للتلفزيون الروسي في أعقاب المحادثة الهاتفية: إنّ " أنتوني بلينكن أقرّ بوجود مبرّرات لمواصلة الحوار (حول الأمن الروسي). سنرى كيف ستسير الأمور".

ولم يأت الوزير الروسي في تصريحه على ذكر أوكرانيا أو القوات الروسية المنتشرة عند حدود هذا البلد، على الرّغم من أنّ المكالمة الهاتفية بينه وبين نظيره الأميركي تمحورت على  التهديدات العسكرية الروسية للجارة الغربية الموالية للغرب.

وشدّد لافروف على أنّ القضية الأساسية بالنسبة لموسكو تظلّ رفض الغرب لمبدأ "عدم قابلية الأمن للتجزئة"، أي أنّه لا يمكن لدولة أن تعزّز أمنها على حساب دولة أخرى، وهو ما تتّهم روسيا الغرب وحلف شمال الأطلسي بفعله عند حدودها الغربية.

وقال الوزير الروسي: "اليوم، أبلغت أنتوني بلينكن أنّنا لن ندع هذا الموضوع يُحجب. سنصرّ على إجراء محادثة صادقة والحصول على تفسيرات صادقة".

وفي السياق، قال مراسل "العربي" في واشنطن: لم يحصل تطور نوعي بين الطرفين الأميركي والروسي، حيث يقول البيت الأبيض إن التواجد الروسي على الحدود مع أوكرانيا يعتبر تصعيدًا، في حين يقول الكرملين إن هذا لا يعتبر تصعيدًا وإن لروسيا الحق في نشر جنودها على كافة أراضيها.

من جهته، أوضح  مراسل "العربي" في موسكو أن الاتصال الهاتفي بين الوزيرين الروسي والأميركي خرج باتفاق على ضرورة تسهيل عمل البعثات الدبلوماسية بعد أن كان الطرفان قد وضعا عراقيل كثيرة أمام بعثات كل طرف في عملهم.

المصادر:
العربي - أ ف ب
شارك القصة