الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

التوتر يتصاعد حول أوكرانيا.. مواجهة في مجلس الأمن بين واشنطن وموسكو

التوتر يتصاعد حول أوكرانيا.. مواجهة في مجلس الأمن بين واشنطن وموسكو

Changed

نافذة من "العربي" تستعرض المواقف الروسية والأميركية بشأن أوكرانيا (الصورة: غيتي)
لم تتمكن روسيا من الحصول على قرار بإلغاء الاجتماع خلال تصويت إجرائي صوتت فيه عشر دول من أصل 15 لصالح عقد الجلسة.

أكّد سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، اليوم الإثنين، أن الولايات المتحدة تريد "خلق حالة من الهستيريا" و"خداع المجتمع الدولي باتهامات لا أساس لها" خلال اجتماع مفتوح لمجلس الأمن بشأن الأزمة حول أوكرانيا.

وردّت السفيرة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد، بأن نشر أكثر من 100 ألف جندي روسي على الحدود مع أوكرانيا، يبرر عقد اجتماع في الأمم المتحدة لأن هذه القوات العسكرية "تهدد الأمن الدولي".

تكثيف دولي حول أوكرانيا

ولم تتمكن روسيا من الحصول على قرار بإلغاء الاجتماع خلال تصويت إجرائي صوتت فيه عشر دول من أصل 15 لصالح عقد الجلسة.

وتجري جلسة لمجلس الأمن الحالية بشأن أوكرانيا، بناء على طلب الولايات المتحدة، التي تكثف مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي جهودها لثني موسكو عن غزو أوكرانيا، في وقت تستعد واشنطن لفرض عقوبات جديدة على روسيا.

من جانب آخر قالت الرئاسة الروسية إن تهديد بريطانيا بفرض عقوبات على شركات روسية سيلحق الضرر بالشركات البريطانية.

ويستقبل الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الإثنين أمير قطر، الحليف القوي لواشنطن، والذي سيناقش معه، من بين أمور أخرى، مسألة أمن الغاز في أوروبا وسبل "ضمان استقرار العرض الدولي للطاقة".

من جانبها، أعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن محادثة هاتفية ستجرى بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن يوم غد الثلاثاء.

وحيال التهديد بحصول غزو، دعت كييف، أمس الأحد، موسكو لسحب قوّاتها المحتشدة على طول الحدود بين البلدين، ومواصلة الحوار مع الغربيّين إذا كانت ترغب "جدّيًا" في وقف تصعيد التوتّر.

من جهتهما، لوّحت الولايات المتحدة وبريطانيا، أمس الأحد بفرض عقوبات جديدة على روسيا.

وأعلنت لندن التي تحاول زيادة الضغط على موسكو، أمس الأحد أنّها تريد استهداف المصالح الروسيّة "التي تهمّ الكرملين مباشرةً".

أما في واشنطن، فأعلن سناتوران ديموقراطي وجمهوري أنّ الكونغرس على وشك الاتّفاق على مشروع قانون ينصّ على فرض عقوبات اقتصاديّة جديدة ضدّ روسيا.

ومن بين العقوبات المحتملة، تُفكّر بريطانيا والولايات المتحدة بأن تستهدفا بعقوباتهما أنبوب الغاز الإستراتيجي "نورد ستريم 2" الرابط بين روسيا وألمانيا، بالإضافة إلى استهداف إمكان إجراء الروس لتحويلات مالية بالدولار.

روسيا تطالب بالمساواة

وفي مواجهة هذه التهديدات، طالبت موسكو واشنطن بالتعامل معها على قدم المساواة.

من جانبه، قال وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف: "نرغب في علاقات جيّدة قائمة على المساواة والاحترام المتبادل مع الولايات المتحدة، كما هي الحال مع كل بلد آخر في العالم".

وأضاف أنّ موسكو لا تريد أن تكون في وضع "يتعرّض فيه أمننا للتهديد يوميا" كما سيكون الوضع في حال ضمّ أوكرانيا إلى الحلف الأطلسي.

وحاولت روسيا، اليوم الإثنين، منع أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر من عقد الاجتماع، لكنها لم تنجح في الحصول على قرار بإلغاء الجلسة.

أجواء متوترة في دونباس

وحول الأجواء التي يشهدها دونباس المفصول إلى قسمين، أكد مراسل "العربي"، صابر أيوب، أن الوضع ما يزال متوترًا على الحدود الروسية الأوكرانية عند خط وقف إطلاق النار، إذ إن الانفصاليون يتلقون مزيدًا من الدعم من موسكو، ولا سيما مع دعم من يسمون بالمرتزقة الذين جلبتهم روسيا للحرب.

بدورها قالت مراسلة "العربي"، ريما أبو حمدية، من واشنطن، إن الديمقراطيين في الولايات المتحدة، يرون أن العقوبات يجب أن تستخدم كورقة للضغط على الرئيس بوتين، ويجب فرضها فقط في حال كان هناك تصعيدًا عسكريًا روسيا ضد أوكرانيا، بينما الجمهوريون يقولون بأنه يجب فرض العقوبات في الحال بشكل رادع مما يثني بوتين على غزو الجارة أوكرانيا.

من جانبه قال مراسل "العربي" محمد حسن، من موسكو، إن روسيا تتعامل مع العقوبات أو تنظر إليها على أنها سلبية وغير مجدية، مما يعني أن فرض المزيد من العقوبات يعني قطع العلاقات بشكل كامل كما جاء على لسان المسؤولين الروس.

وكانت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة غرينفيلد، أكدت أمس الأحد، لقناة إيه بي سي "مجلس الأمن موحد. أصواتنا متحدة في مطالبة الروس بشرح موقفهم".

وأضافت "سندخل الغرفة مستعدين للاستماع إليهم، لكن دعايتهم لن تشتت انتباهنا. وسنكون مستعدين للرّد على أي معلومات مضللة يحاولون نشرها خلال هذا الاجتماع".

وتُتّهم روسيا منذ نهاية 2021 بحشد ما يصل إلى مئة ألف جندي على الحدود الأوكرانية بهدف شنّ هجوم.

 لكنّ موسكو تنفي أيّ مخطط من هذا القبيل، مطالبةً في الوقت نفسه بضمانات خطّية لأمنها، بينها رفض انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي ووقف توسّع الحلف شرقًا.

ورفضت الولايات المتحدة هذا الأسبوع الطلب، في ردّ خطّي إلى موسكو. وقال الكرملين إنّه يفكّر في ردّه.

من جهته اعتمد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي موقفًا حازمًا، مؤكدا أنه من الضروري أن توجه واشنطن رسالة قوية للرئيس بوتين مفادها بان أي عدوان ضد أوكرانيا ستترتب عليه كلفة عالية.

اقتراح نشر قوّات للردّ

وأعلنت دول غربيّة عدّة في الأيام الماضية، إرسال وحدات جديدة إلى أوروبا الغربية بينها الولايات المتحدة التي وضعت 8500 عسكري في حال تأهّب لتعزيز حلف شمال الأطلسي، وفرنسا التي تريد نشر "مئات" الجنود في رومانيا.

من جهته، سيقترح رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الأسبوع المقبل على الحلف الأطلسي نشر قوّات للردّ على تصاعد "العدائيّة الروسيّة" تجاه أوكرانيا.

وهو إعلان رحّب به الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ ووزير الخارجيّة الأوكراني دميترو كوليبا اللذان أثنيا على "القيادة" البريطانيّة.

ويُرتقب أن يزور وزير الخارجيّة الفرنسي جان إيف لودريان ونظيرته الألمانيّة أنالينا بيربوك وكذلك رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافسكي، كييف هذا الأسبوع.

ووصلت وزيرة الدفاع الكنديّة آنيتا أنان التي تُقدّم بلادها مساعدة عسكريّة لأوكرانيا، الى كييف الأحد في زيارة تستغرق يومين، وهي أعلنت عن تحرّك قوّات كنديّة غربًا في أوكرانيا وإعادة كلّ الموظّفين غير الأساسيّين العاملين في السفارة الكنديّة في كييف مؤقّتًا إلى كندا.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close