الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

روسيا تردّ على الرسالة الأميركية.. جونسون يزور أوكرانيا لدعم "سيادتها"

روسيا تردّ على الرسالة الأميركية.. جونسون يزور أوكرانيا لدعم "سيادتها"

Changed

نافذة إخبارية ضمن "الأخيرة" حول تطورات الأزمة الأوكرانية وقراءة تحليلية مع الباحث في الشأن البريطاني مصطفى البازركان من لندن (الصورة: غيتي)
حضت بريطانيا روسيا على الدخول في حوار للتوصل إلى حل دبلوماسي وتجنب المزيد من إراقة الدماء، مؤكدة سعيها دعم سيادة أوكرانيا في وجه من يسعى إلى تدميرها.

وسط تصاعد التوتر مع روسيا ومواجهته أزمة داخلية قد تطيح به من منصبه، يزور رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون كييف اليوم الثلاثاء، لإجراء محادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وأوضح مكتب جونسون في بيان، أن المملكة المتحدة "ستواصل دعم سيادة أوكرانيا في مواجهة أولئك الذين يسعون إلى تدميرها".

وأضاف: "نحض روسيا على التراجع والدخول في حوار للتوصل إلى حل دبلوماسي وتجنب المزيد من إراقة الدماء".

وقال بيان الحكومة البريطانية: "لطالما كانت المملكة المتحدة من أشد الداعمين للسيادة الأوكرانية. ومنذ عام 2015 دربت القوات المسلحة البريطانية أكثر من 22 ألف جندي أوكراني للدفاع عن أنفسهم".

وأضاف البيان أن جونسون وزيلينسكي سيبحثان الثلاثاء "النشاط العدواني الروسي المستمر"، إضافة إلى "الدعم الإستراتيجي البريطاني لأوكرانيا".

تهديد بريطاني بالعقوبات

وكانت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، التي تعد مرشحة لخلافة جونسون، قد أعلنت أنها لن ترافق رئيس الحكومة في زيارته بعد ثبوت إصابتها بفيروس كورونا الإثنين.

وكانت تراس قد أعلنت أنّ الحكومة ستتقدم بمشروع قانون يشدد حزمة العقوبات التي يمكن لبريطانيا أن تفرضها على موسكو في حال شنّ الكرملين هجومًا عسكريًا ضد أوكرانيا، محذرة مَن في الكرملين بأنه "لن يكون لديهم مكان للاختباء".

وردًا على التصريحات البريطانية بشأن العقوبات على روسيا، حذرت موسكو من أنها سترد على عقوبات قد تفرضها بريطانيا عليها إذا أقدمت على مهاجمة أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بسكوف: إنّ "التهديد بالحجز على الممتلكات الروسية في بريطانيا إشارة خطيرة لروسيا وللأعمال الدولية".

وأضاف أن كثيرًا من الشركات الروسية تتعاون مع شركات بريطانية ضخمة وهو ما سيلحق الضرر ليس بالأعمال الروسية فقط بل البريطانية أيضًا.

ومن المقرّر أن يتصل جونسون بالرئيس الروسي أيضًا لحضّه مجدّدًا على "التراجع والانخراط في المساعي الدبلوماسية".

أزمة داخلية

ويمثل إعلان جونسون اعتزامه زيارة أوكرانيا أحدث الجهود الدبلوماسية المتسارعة لمواجهة هذه الأزمة.

وتأتي الزيارة في وقت يواجه فيه جونسون أكبر أزمة تتهدد مصيره مع تحقيق الشرطة في تقارير حول خرقه قيود كوفيد وتنظيم حفلات في مقر إقامته ومكتبه في لندن، في وقت كان فيه غالبية البريطانيين يرزحون تحت إجراءات الإغلاق العام.

وأبدى جونسون الإثنين "أسفه" أمام البرلمان، متعهّدًا "إصلاح الأمور"، لكن عدد النواب في حزبه المحافظ الذين فقدوا الثقة به آخذ في الازدياد.

الموقف البريطاني تجاه روسيا

ويرى الباحث في الشأن البريطاني مصطفى البازركان أنّ "بريطانيا هي من تقوم بحملة التهويل إزاء غزو روسي على أوكرانيا"، مشيرًا إلى أن المملكة المتحدة تحاول العودة إلى الاتحاد الأوروبي من باب حلف الشمال الأطلسي وذلك بعد خروجها من البريكست.

ويشير في حديث إلى "العربي"، من لندن، إلى أن الإعلام البريطاني انتقد روسيا قبل 3 أشهر أي قبل اندلاع الأزمة في أوكرانيا، بسبب توقف إمدادها الغاز عن أوروبا وبريطانيا، لافتًا إلى أن الغاز الروسي لا يمثل إلا 2% من حاجة بريطانيا للغاز.

ويلاحظ البازركان أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يواجه مشاكل عديدة، "ولذلك فهو يحاول إلهاء الرأي العام"، على حدّ وصفه.

ويستبعد اندلاع أي حرب في أوكرانيا، لأن الأهداف الأميركية تحققت من خلال تحويل كييف إلى مخزون لأسلحة الناتو، من دون أن تكون عضوًا فيه، بالإضافة إلى تغيير أسواق الغاز في أوروبا بهدف تسويق الغاز الأميركي.

ويخلص البازركان إلى أن الأهداف الروسية تحققت أيضًا، من خلال التصريحات الأميركية الأخيرة والتي أشارت إلى أنه في حال غزت موسكو كييف، فلن يكون هناك مشروع "نورد ستريم" ما يعني أنه ضوء أخضر في حال عدم حصول غزو روسي لأوكرانيا، حيث سيتم تفعيل المشروع الروسي.

واشنطن تتلقى ردًا مكتوبًا من موسكو

وعلى صعيد الأزمة الأوكرانية، أعلن مسؤول أميركي الإثنين أنّ الولايات المتحدة تلقّت من روسيا رسالة خطّية تتضمّن ملاحظات الكرملين على الجواب الخطّي الذي سلّمته واشنطن إلى موسكو الأسبوع الماضي، وضمّنته ردّها على مطالبه الأمنية واشتراطاته لحلّ الأزمة الأوكرانية.

وقال متحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية: "بوسعنا أن نؤكّد أنّنا تلقيّنا ردًا مكتوبًا من روسيًا"، من دون أن يحدّد فحوى هذا الردّ.

وأضاف: "نعتقد أنّه لن يكون مجديًا التفاوض علنًا، لذلك سنترك الأمر للروس للتحدّث عن ردّهم إذا ما رغبوا في ذلك".

وتابع: "نبقى ملتزمين الحوار لحلّ هذه القضايا وسنواصل التشاور من كثب مع حلفائنا وشركائنا، بما في ذلك أوكرانيا".

وتأتي هذه الرسالة عشيّة مكالمة هاتفية مرتقبة بين وزيري خارجية القوّتين العظميين المتنافستين، الأميركي أنتوني بلينكن والروسي سيرغي لافروف.

وهذه الرسالة الروسية الجديدة هي ردّ على الردّ الأميركي على قائمة مطالب واشتراطات سلّمتها موسكو لواشنطن في منتصف ديسمبر/ كانون الأول وردّت عليها الأخيرة خطيًا الأسبوع الماضي.

الصراع الروسي الأوكراني

ومنذ نهاية العام الماضي تتّهم كييف وحلفاؤها الغربيون روسيا بحشد ما يصل إلى مئة ألف جندي على حدودها مع جارتها الموالية للغرب تمهيدًا لغزو هذا البلد.

لكنّ موسكو تنفي وجود أيّ مخطّط لديها من هذا القبيل، مطالبةً في الوقت نفسه بضمانات خطّية لأمنها، وفي مقدّمها التعهّد بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي أبدًا وبوقف توسّع الحلف شرقًا.

ورفضت واشنطن في رسالتها الجوابية رفضًا مطلقًا الشرط المتعلّق باحتمال انضمام أوكرانيا للحلف الأطلسي، لكنّها أبدت استعدادًا لأن تبحث مع موسكو مسائل أخرى مهمة مثل تعزيز محادثات مراقبة الأسلحة فيما يتعلّق خصوصًا بمسألة الصواريخ الإستراتيجية والأسلحة النووية المتمركزة في أوروبا، بالإضافة الى المناورات العسكرية.

ومن المفترض أن يتناول بلينكن ولافروف في محادثتهما الهاتفية المقررة الثلاثاء هذه المسائل.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close