أزمة تونس.. هل ساند البرلمان الأوروبي فعلًا إجراءات سعيد؟

روّجت بعض مواقع التواصل الاجتماعي لمقطع فيديو مأخوذ من اجتماع للبرلمان الأوروبي، مع منشور يفيد بأن البرلمان الأوروبي يكشف المؤامرة على تونس، ويعترف بأن ما قام به الرئيس التونسي قيس سعيد عين الصواب.

وحسب المنشور، فقد صرّح تييري مارياني، عضو البرلمان الأوروبي بأن ما قام به الرئيس التونسي قيس سعيد بدعم شعبي بالغ الأهمية، هو عين الصواب، وذلك من أجل استعادة السلطة السياسية والسلطة الرئاسية.

كما ادعى المنشور نقلًا عن مارياني أن سعيد يحاول تجديد حوار تونس مع المؤسسات المالية الدولية، كما أنه يُحاول استعادة بعض الاستقرار السياسي وتقوية الدولة، وهذا شرط أساسي لاستعادة تونس مكانتها الإقليمية والدولية.

إلا أن برنامج "بوليغراف" من "العربي" دقق في صحة هذا المنشور، ووجد أن البرلمان الأوروبي لم يعلن تأييده لسعيد كما زعم المنشور، بل على العكس تمامًا، حيث أصدر عدة توصيات بأغلبية كاسحة بـ496 صوتًا، خلال جلسة عامة في مقرّه بستراسبورغ، دعا فيها السلطات التونسية للإفراج عن جميع المعتقلين تعسفيًا، من قضاة وصحفيين ومحامين وناشطين سياسيين، واحترام حرية التعبير وحقوق العمّال بما يتماشى مع الدستور التونسي والمعاهدات الدولية.

كما تبيّن من خلال التدقيق أنّ البرلمان الأوروبي عبّر عن قلقه العميق إزاء ما أسماه "الإنجراف الاستبدادي" للرئيس التونسي. كما دعا وفد الاتحاد الدولي والدول الأعضاء إلى مراقبة وحضور المحاكمات السياسية، والسعي إلى إجراء حوار منتظم مع المجتمع المدني.

وظهر أنّ البرلمان الأوروبي أدان خطاب قيس سعيد "العنصري" ضد المهاجرين الأفارقة.

كما تبيّن أنّ الأمر الأكثر طرافة هو أن المقطع الذي استعانت به الحسابات التونسية، يعود لليميني المتطرّف تييري مارياني، النائب عن "حزب التجمّع الوطني"، الذي ترأسه مارين لوبان.

كما أن الفيديو قديم ويعود إلى شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ووقتها أثارت كلماته حالة من الغضب، ونال انتقادات كثيرة بسبب دعمه لاستبداد قيس سعيد، حسبما يقول الناشطون والحقوقيون.