تظاهر آلاف الأطباء الفرنسيين يوم أمس الخميس بدعوة من حركة "أطباء للغد" للإصرار على مطالبهم من أجل "إنقاذ" قطاع الصحة في البلاد "من الانهيار".
ويستمر إضراب الأطباء العموميين في فرنسا للأسبوع الثاني على التوالي، وذلك للمطالبة بتحسين ظروف عملهم ورفع تعريفة الاستشارة الطبية من 25 يورو، إلى 50 فضلًا عن مطالب أخرى.
وعبّرت كلير كاديكس، إحدى الطبيبات المشاركات في المظاهرة أمس، خلال حديث لمراسل "العربي" في باريس، عن رفضها لممارسات الحكومة الفرنسية، ممثلة برئيستها إليزابيث بورن، ووزير الصحة فرنسوا براون.
وقالت المتظاهرة:" أنا هنا لأتضامن مع الأطباء الشباب، بغية الحصول على وسائل عمل مناسبة، لأن الظروف ساءت جدًا في السنوات الأخيرة، ومن حق الطبيب أن تكون له عيادة تليق به، ومساعدة إدارية وكل ما يلزم لذلك".
دحض اتهامات الحكومة
وساهمت نقابات عديدة في لم شمل الأطباء خلال تظاهرات رفع المشاركون فيها شعارات كـ "أطباء الغد"، و"لا طب دون أطباء"، و"الأطباء مضربون"، للتعبير عن غضبهم وسخطهم في وجه الحكومة، التي اتهمتهم بإحداث أزمة في طوارىء المستشفيات بسبب تصعيدهم المستمر.
بجورها، قالت الطبيبة سيسيل بارتان عن تلك الاتهامات: "أقسام الطوارىء مكتظة، حتى قبل إضرابنا خلال فترتي تفشي الإنفلونزا وفيروس كورونا، والكثير من الأمراض، وليس صحيحًا أبدًا أننا السبب خلف ذلك".
ودعا الأطباء إلى ترغيب الشباب مجددًا في دراسة الطب، التي لم تعد تجذبهم بسبب المهام الإدارية الكبيرة، ونددوا بالاحتمال المطروح في البلاد حول السماح للممرضين بوصف العلاجات للمرضى.
"عام مليء بالمظاهرات"
وطالب الطبيب بانكوي سالال بإعادة تقييم الفحص الطبي، وقال:" ذلك سيساعدنا حتمًا في العمل بأريحية، فأنا أقوم اليوم بأعمال ليست مخصصة لي".
وتواجه تلك التظاهرات رفضًا من قبل رئيسة الوزراء بورن، التي اعتبرت أنه من غير المنصف ترك العيادات وسط موجة المتحورات التي تعصف بالبلاد، فيما أبدى وزير الصحة براون ليونة في الموقف، فأيد رفع تعرفة الاستشارة الطبية، لكن دون 50 يورو كما يطالب الأطباء المحتجون.
ورأى مراسل العربي في باريس، أن مشهد الحراك في الشارع الفرنسي سيتكرر في قطاعات أخرى، وسط توعد نقابي شامل للحكومة بعام مليء بالمظاهرات رفضًا لسياساتها الاقتصادية، واحتجاجًا على غلاء الأسعار الذي يثقل كاهل الطبقات الوسطى في فرنسا.