Skip to main content

أكد لـ"العربي" استمراره في النضال.. عميد الأسرى الفلسطينيين كريم يونس يعانق الحرية

الخميس 5 يناير 2023

خرج الأسير الفلسطيني كريم يونس إلى الحرية اليوم الخميس، بعد أربعين عامًا قضاها في سجون الاحتلال. 

بعزيمة ثائر لا يستكين ومقاوم يملأه حب فلسطين، قال لـ"العربي": "طالما هناك شعب مناضل فأنا جزء منه ولا نعرف شيئًا اسمه التقاعد".

وتوجّه للأسرى واعدًا: "لقاؤنا قريب في فضاء الحرية"، متحدثًا عن "مؤشرات لإضراب الأسرى في السجون بقدر تهديدات بن غفير وعصاباته".

وكانت نسائم الفجر استقلبت وحدها كريم يونس، بعدما حرص الاحتلال على تركه قرب تل أبيب وعدم إبلاغ عائلته.

وأوضح عميد الأسرى لـ"العربي" أن الجنود الإسرائيليين اقتحموا السجن ليلًا، وقاموا بإخراجه وكأنهم في عملية عسكرية.

وكان شقيق كريم شقيق أوضح أنه تلقى مكالمة هاتفية من شقيقه يبلغه فيها بإطلاق سراحه وتركه في الشارع، حيث طلب منه جنود الاحتلال أن يتدبر أمره.

وفيما لفت إلى أن العائلة كانت تأمل أن يُفرج عن كريم ووالديه على قيد الحياة، أكد أن "الاحتفالات ستستمر حتى تحرير ابن عمنا ماهر يونس من سجون الاحتلال".

من هو كريم يونس؟

يُعد كريم يونس عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، الذي وُلد في قرية عارة بالداخل المحتل في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 1958 أحد أبرز الثوار الفلسطينيين، الذين التحقوا بالمسيرة النّضالية، منذ ما قبل الانتفاضة الأولى في عام 1987.

في سنته الدراسة الثانية بجامعة "بن غوريون" في بئر السبع، التي التحق بها لدراسة الهندسة الميكانيكية، اعتُقل من على مقاعد الدراسة.

كان ذلك في 6 يناير/ كانون الثاني 1983. وبينما تعرّض يونس لتحقيق قاس وطويل، حُكم عليه بالإعدام في بداية أسره بعد 27 جلسة، ولاحقًا بالسّجن المؤبد، وجرى تحديد المؤبد له بعد ذلك لمدة 40 عامًا.

تقول والدته الراحلة صبحية يونس في إطلالة سابقة على شاشة "العربي"، بعيون دامعة إنها استقبلت حكم الإعدام بالقهر والبكاء، وتستذكر ذلك اليوم بأن الناس حضرت إلى منزل العائلة لمواساتها وكأنه أُعدم فعلًا.

توفي والد كريم في ذكرى اعتقاله الثلاثين عام 2013، وواصلت الأم زيارة نجلها في معتقل هداريم على عادتها بعدما فقدت رفيق دربها، الذي خاض معها طرقات السجون أيضًا لرؤية فلذة كبدهما. ثم رحلت هي أيضًا العام الماضي، قبل أن يرى كريم أنوار الحرية.

في أول رسالة له بعد وفاة والدته، قال: "أمي زارتني في السجن ما يقارب الـ700 زيارة، كانت تقاتل لتصل إلي في السجن، لم تكل رغم ما نثره المحتل من أشواكٍ في دربها".

وعبّر "رغم الألم عن فخره وسعادته بأنها لُفت بالعلم الفلسطيني، الذي غُرز أيضًا على أرض مقبرة قرية عارة".

ثائر فاعل في سجون الاحتلال

في سجون الاحتلال، شارك كريم يونس في كل المعارك التي خاضتها الحركة الأسيرة، ومنها الإضراب عن الطعام الذي يُعتبر أقسى هذه المعارك، وكان آخرها إضراب عام 2017 الذي استمر لمدة 42 يومًا.

وتورد وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أنه بقي الثائر الفاعل، في كل جوانب الحياة الاعتقالية، وأكمل دراسته داخل الأسر، وحصل على درجتي البكالوريوس والماجستير.

وكان شقيقه نديم قال لـ"العربي" في إطلالة سابقة، إن "كريم دخل السجن ولم يستسلم"، مشيرًا إلى أن أخاه الأكبر "لجأ إلى طريق النضال من داخل السجن عن طريق الأدب والعلم والمطالعة". وذكر بأنه ألف كتابين قبل العام 1990.

وبينما لفت إلى أنه كان المفترض أن يخرج في كل الدفعات منذ عام 1985، أوضح أن الصفقة التي تمت في ذلك العام ضمت اسم كريم، متحدثًا عن "تهديدات صدرت حينها من المخابرات والشاباك الإسرائيلي والموساد بأنه لا يمكن تحرير أسير من نوعية كريم".

وكان الأسير كريم يونس من بين 25 أسيرًا تواصل سلطات الاحتلال اعتقالهم منذ ما قبل توقيع اتفاق أوسلو أي قبل عام 1993، ورفضت على مدار عقود أن تفرج عنهم.

وقبل أيام من خروجه من سجون الاحتلال، كتب رسالة إلى رفاقه الأسرى قال فيها: "سأترك زنزانتي، وأغادر لكن روحي باقية مع القابضين على الجمر المحافظين على جذوة النّضال الفلسطينيّ برمته، مع الذين لم ولن ينكسروا، لكن سنوات أعمارهم تنزلق من تحتهم، ومن فوقهم، ومن أمامهم، ومن خلفهم، وهم ما زالوا يطمحون بأن يروا شمس الحرّيّة لما تبقى من أعمارهم، وقبل أن تصاب رغبتهم بالحياة بالتكلفِ والانحدار...".

المصادر:
العربي - وفا
شارك القصة