Skip to main content

أكياس بلاستيك تحتوي على جثث مقطعة تثير الذعر في كولومبيا.. ما القصة؟

السبت 17 سبتمبر 2022
شكل تقطيع أوصال الجثث الصدمة الأكبر بالنسبة لسكان بوغوتا - أرشيفية غيتي

في مؤشر على تصاعد العمليات الانتقامية بين العصابات الفنزويلية المتناحرة، تنتشر أكياس البلاستيك، التي تحتوي على جثث بعضها مقطع الأوصال في شوارع العاصمة الكولومبية بوغوتا منذ أشهر.

ولم تثر حتى التفجيرات التي نفّذها أحد أشهر مهرّبي المخدرات بابلو إسكوبار، أو عمليات القتل التي نفّذتها عصابات يسارية ومجموعات يمينية شبه عسكرية، الذعر بالقدر الذي تثيره الجثث "المغلّفة".

"الصدمة الأكبر للسكان"

وعُثر منذ يناير/ كانون الثاني على 23 جثة مغلّفة بأكياس بلاستيكية متروكة في المدينة. ولعل تقطيع الأوصال هو ما شكّل الصدمة الأكبر بالنسبة للسكان.

وتُحمّل عصابتا "ترين دي أراغوا" و"لوس ماراكوتشوس" اللتان تشكّلتا في فنزويلا، إلى جانب مجموعة ثالثة لم يتم التأكد من هويتها بعد، مسؤولية عمليات القتل الأخيرة.

ويقود أثر الدم إلى ثمان من المناطق الـ19 في المدينة، التي عانت من الجريمة المنظمة، لكنها نجت من الأسوأ الذي شهدته كولومبيا على مدى عقود من العنف.

إلى ذلك، نقلت وكالة "فرانس برس" عن وزير الأمن أنيبال فرنانديز دي سوتو، حديثه عن "عمليات قتل عنيفة إما خنقًا أو بواسطة الأسلحة النارية أو حتى بالسكاكين، لافتًا إلى أنها "تتم بكثير من القسوة".

وأوضح أن الضحايا أعضاء في عصابات متناحرة ولدى معظمهم سجلات جنائية.

وقال: إن "عمليات القتل الـ23 الفظيعة التي شهدناها، والتي عُثر فيها على جثث داخل أكياس، ترتبط بنزاع بين مجموعات إجرامية تقاتل من أجل السيطرة على عائدات غير مشروعة".

وأضاف المسؤول، الذي يشرف على قوة خاصة تضم 1300 عنصر في الشرطة والمخابرات، أن حرب العصابات "تتصاعد".

"منازل تقطيع ومراكز تعذيب"

وعُثر في سبتمبر/ أيلول على الجثث الأربع "المغلّفة" مقطعة الأوصال لأول مرة.

وأكدت الشرطة وجود "منازل تقطيع" ومراكز تعذيب في العاصمة، أشبه بتلك التي اكتُشفت في مناطق نائية تسيطر عليها مجموعات لتجارة المخدرات تنخرط في أعمال قتالية.

وتبيع العصابات المخدرات وتبتز الأعمال التجارية المحلية. وتفيد صحيفة "إل تييمبو" بأن المجموعة الثالثة "خلية مافيا مكسيكية"، تقيم علاقات قوية مع كارتيل "سينالوا".

واشتبهت السلطات منذ العام الماضي بأن عصابة "ترين دي أراغوا" حاضرة في بوغوتا، حيث يقطن ربع المهاجرين الفنزويليين المقيمين في كولومبيا، والبالغ عددهم 1.8 مليون شخص.

وقبل ذلك، عبر أفراد العصابة الحدود إلى إدارة نورتي دي سانتاندير، حيث اشتبكوا مع "جيش التحرير الوطني"، وهي مجموعة ماركسية.

في البداية، "سيطرت (العصابات) على الأراضي المحيطة بالحدود وفرضت رسومًا على الفنزويليين الذين يعبرون بشكل غير شرعي"، وفق ما أفاد جيريمي ماكديرموت، المدير في مركز InSight Crime  المتخصص بأبحاث الجريمة المنظمة.

بعد ذلك، انتشرت في أنحاء كولومبيا ومن بنما إلى تشيلي، وفرضت رسوم "حماية" واستغلت المهاجرين الضعفاء. كما سُجل تواجدها في البرازيل والإكوادور والبيرو.

وأشار أمين المظالم المسؤول عن السلامة العامة إلى ارتباط المنظمة بمنشقين عن حركة القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك)، التي كانت أكبر مجموعة متمردة في البلاد، إلى أن وقّعت على اتفاق سلام عام 2016 وشكلت حزبًا سياسيًا.

أما "لوس ماراكوتشوس"، فهي أقل شهرة من "ترين دي أراغوا"، لكنها تنشط في كولومبيا منذ فترة أطول (منذ العام 2019).

ويشير إيزاك موراليس، وهو محقق لدى "مؤسسة السلم والمصالحة "PARES، إلى أن "لوس ماراكوتشوس" تبقي "مركز عملياتها في سجون" فنزويلا.

المصادر:
أ ف ب
شارك القصة