Skip to main content

أميركا وإيران في قطر.. تعرف على تاريخ المباريات "السياسية" في كأس العالم

السبت 2 أبريل 2022
جانب من الاجواء التي سبقت مباراة أميركا وإيران 1998 - غيتي

أوقعت قرعة نهائيات كأس العالم مونديال قطر 2022، التي جرت مراسيمها أمس الجمعة في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، منتخبا الولايات المتحدة الأميركية وإيران في مجموعة واحدة.

وسيلعب المنتخبان في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني مباراة ضمن المجموعة الثانية التي ضمتهما مع إنكلترا والفائز بين جولة الملحق الأوروبي والذي قد ينتج عنه تأهل أوكرانيا أو إسكتلندا أو ويلز.

تفوق إيراني

ويغلب على المباراة نكهة سياسية بامتياز نظرًا للخلاف التاريخي بين البلدين عقب الثورة الإسلامية الني حصلت في البلد الآسيوي عام 1978، والتي لا تزال انعكاساتها تطغى على علاقات الدولتين اللتين تخوضان مباحثات غير مباشرة في فيينا مع قوى أوروبية عظمى، حول الملف النووي الإيراني، وسط عقوبات فرضتها واشنطن على طهران.

ولن تكون المواجهة التي ستجمع البلدين كرويًا على أرض عربية، هي الأولى من نوعها، ولا سيما أن المنتخبين التقيا في مباراة "مونديالية" سابقة في كأس العالم عام 1998 في فرنسا، وانتهت لصالح ايران بنتيجة 2-1 وسط أجواء ودية للغاية، تخللها تبادل الورود بين المنتخبين وصورة مشتركة طبعت مطولًا في ذاكرة عشاق كرة القدم.

ولعل أبرز ما قيل عن تلك المباراة، جاء على لسان اللاعب الأميركي حينها جيف أغوس الذي قال عقب المباراة: "لقد حققنا في 90 دقيقة أكثر مما قدمه رجال السياسية في 20 عامًا".

حرب الفوكلاند 

الأمر لم يكن كذلك في مباراة وصفت بالـ"معركة" عام 1986. ففي المكسيك جمع لقاء ربع النهائي بين منتخبي إنكلترا والأرجنتين بعد أربع سنوات على الحرب التي اندلعت بين البلدين بسبب جزر الفوكلاند.

ويتنازع البلدين على نفوذهما في الجزر الواقعة على مسافة 500 كلم تقريبًا من الأرجنتين، التي تطالب بسلطتها عليهم فيما تعتبر بريطانيا أنها تعود لها منذ عام 1833. وأدت الحرب التي اندلعت بينهما عام 1982 إلى مقتل ما يقارب 650 جنديًا أرجنتينيًا مقابل 255 عسكريًا بريطانيًا.

ومع بسط بريطانيا سيطرتها على الجزر، قاد الأسطورة التاريخية في لعبة كرة القدم مارادونا بلاده لفوز على إنكلترا في مونديال المكسيك، وسط أجواء مشحونة، ومليئة بالصراعات الثنائية، استطاع خلالها "الفتى دييغو" أن يطبع ذاكرة اللعبة بهدفين شهيرين. 

وإذا كان الهدف الثاني يعتبر الأجمل في تاريخ المونديال، فالهدف الأول يعتبر الأشهر كون مارادونا سرقه بيده، وسط اعتراضات كبيرة من لاعبي إنكلترا، الذين هزموا بسبب هدفي صاحب الرقم 10 مقابل هدف. 

واعترف مارادونا بتسجيله الهدف بيده، وقال إنها "يد الله" التي سجلت في شباك إنكلترا، فيما بادرت صحف الأخيرة بالهجوم عليه ونعته بالسارق والغشاش، في حين ذكر في سيرته الذاتية لاحقًا أن ذلك كان "انتقامًا لأطفال الأرجنتين الذين قتلوا على يد إنكلترا كالطيور الصغيرة".

ألمانيا المنقسمة

في مونديال ألمانيا عام 1974، أوقعت القرعة منتخبي ألمانيا الغربية "المضيف" مع ألمانيا الشرقية، والتي كانت تحت سيطرة النفوذ السوفياتي حينها، في حين كانت الغربية تميل لمعسكر الغرب في الحرب الباردة التي استبقت المونديال بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.

وكانت تلك المواجهة مسرحًا لاستقبال القادمين من ألمانيا الشرقية الذين كانت تحظر دولتهم حينها السفر إليها، ويفصل بينهما الجدار الأشهر في تاريخ القرن العشرين وهو جدار برلين. 

وفيما كانت الكفة ترجح فوز المنتخب الغربي المدجج بالنجوم، أمثال الهداف التاريخي غيرد مولر، والقيصر فرانتز بكنباور، استطاع الألمان القادمين من الشرق إلحاق الهزيمة بمواطني بلادهم التي انقسمت بعد الحرب العالمية الثانية بهدف من توقيع اللاعب يورغن شبارفاسر. 

في وجه الاستعمار

عام 2006 استضافت ألمانيا كأس العالم مجددًا، لكن المواجهات السياسية تجددت حين أوقعت القرعة منتخبي البرتغال وأنغولا بمجموعة واحدة. 

واستعمرت البرتغال البلد الإفريقي لمئات الأعوام، قبل أن تعلن أنغولا استقلالها عام 1975. 

وسادت أجواء حذرة قبل المباراة، ولا سيما أن البلدين كانا قد تواجها بشكل ودي عام 2001، إلا أن "الودية" غابت تمامًا عن وقائع المباراة التي اتسمت بخشونة كبيرة من جانب أنغولا. وتسبب ذلك بطرد أربعة لاعبين أفارقة وتوقيف المباراة بتقدم البرتغال بنتيجة 5-1. 

بيد أن ما جرى في ألمانيا كان مغايرًا للصورة التي ظهر عليها المنتخب الإفريقي عام 2001، وانتهت المباراة بهدوء تام لصالح البرتغال مجددًا بنتيجة 1-0. 

المصادر:
العربي
شارك القصة