أمير قطر في إسطنبول.. بدء أعمال اللجنة القطرية التركية المشتركة

بدأت في تركيا اليوم الجمعة أعمال الدورة الثامنة للجنة الإستراتيجية القطرية التركية العليا بحضور أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وقالت وكالة الأنباء القطرية: إن الدورة ستناقش سبل توطيد الشراكة الإستراتيجية بين البلدين في مجالات متعددة إضافة لبحث القضايا الإقليمية والدولية والتوقيع على عد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم.

وفي مؤتمر جمع وزيري خارجية البلدين، قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: إن هناك توافقًا تامًا في وجهات النظر بين قطر وتركيا في القضايا المختلفة مشيرًا إلى دور أنقرة في تحقيق الاستقرار لأسواق الأغذية والحبوب بشكل خاص والاتفاقية التي تم توقيع عليها بهذه الخصوص.

من جهته، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو: إن قطر تساهم في الحد من أزمة الطاقة الدولية معربًا عن تقديره لجهود الدوحة في تحقيق ذلك. 

دور اللجنة الإستراتيجية

وبخصوص العلاقات الإستراتيجية والاقتصادية بين قطر وتركيا، تلعب اللجنة العليا المشتركة دورًا مهمًا منذ تأسيسها عام 2014 في المجالات الاستثمارية والدفاعية والاقتصادية والصناعية.

واستضافت الدوحة أولى دورات اللجنة في ديسمبر/ كانون الأول 2015 وعقدت منذ تأسيسها حتى اليوم ثمانية اجتماعات نتج عنها إبرام ما يقارب مئة اتفاقية إستراتيجية.

وبفضل هذه الاتفاقيات ارتفع حجم التبادل بين قطر وتركيا بنسبة أكثر من مئة في المئة في الفترة من 2016 وحتى 2020.

ووفقًا لأحدث البيانات المعلنة عن جهاز التخطيط والإحصاء، بلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري ما يعادل مليارًا ونصف المليار دولار، حيث بلغ إجمالي الصادرات القطرية نحو مليار وخمسمئة مليون ريال فيما بلغت الصادرات القطرية من تركيا خلال الفترة نفسها حوالي مليارين وسبعمية وخمسين مليون ريال.

أكبر استثمار عربي في تركيا

وفي هذا السياق، قال الخبير في العلاقات التركية العربية محمد صادي يلدريم: إن حجم التبادل الذي يتم بين تركيا وقطر وأعمال اللجنة المشتركة يدل على متانة العلاقة بين البلدين.

ويشير يلدريم في حديث ل"العربي" من أنقرة إلى الاستثمارات القطرية في تركيا قد بلغت 33.2 مليار دولار، وبالتالي هي أكبر دولة عربية تعمل على الاستثمار هنا، إضافة إلى وجود 200 شركة قطرية في البلاد.

في غضون ذلك، أكد المتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، أن بلاده تواصل التنسيق مع تركيا بشأن العديد من الملفات الدولية، "بما يخفف من التصعيد في أكثر من إقليم حول العالم".

وقال الأنصاري، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية: "في ظل العلاقة الإستراتيجية الوطيدة بين دولة قطر والجمهورية التركية الشقيقة، من الطبيعي أن تعمل الدوحة وأنقرة بتنسيق وتناغم تامين في مختلف الملفات الإقليمية والدولية، خاصة الملفات التي تحظى باهتمام مشترك".

وتوقع المتحدث القطري أن "تشهد العلاقات مزيدًا من التنسيق بين الدوحة وأنقرة في الساحة الدولية بما يخفف من التصعيد في أكثر من إقليم، وينزع فتيل التوترات ويعزز الأمن والسلم في المنطقة والعالم بأسره"، لافتًا إلى ترحيب قطر في مارس/آذار الماضي بالوساطة التركية بين روسيا وأوكرانيا.

كما نوه الأنصاري بالعلاقات الإستراتيجية بين قطر وتركيا والمستوى المتطور الذي بلغته في جميع المجالات، مشيرًا إلى أن العلاقات ستشهد "مزيدًا من التطور وأن تستشرف آفاقًا جديدة للتعاون والشراكات الإستراتيجية".