Skip to main content

إذلال وحرمان.. اتهامات تلاحق شرطة نيويورك بسبب اعتقال طلبة الجامعات

الخميس 9 مايو 2024
اعتقلت قوات الشرطة في مدينة نيويورك أمس طلابًا شاركوا في مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين وغزة- رويترز

شكلت الاعتصامات العارمة والمتمددة التي تشهدها الجامعات الأميركية، للتضامن مع الفلسطينيين والتنديد بالعدوان الإسرائيلي على غزة، مفاجأة غير متوقعة لكثيرين.

لكن هذه المفاجأة لم تتوقف بالنسبة لكثير من الأميركيين، فصور العنف والقمع الشديد وغير المسبوق الذي يواجه به طلاب معتصمون سلميًا، كان صادمًا. وعلى وجه الخصوص ما يحصل في جامعات أميركية عريقة تخرّج في بعضها رؤساء ووزراء وصنّاع قرار.

وتشي التفاصيل التي تتسرب بأن ما كان غير متوقع صار حقيقة، بل أصبح فض الاعتصامات يتم بالتنكيل ببعض الطلبة بحسب ما نقله موقع "ذي إنتسربت" الأميركي عن أعضاء في هيئة التدريس بجامعة كولومبيا. بل وامتد الأمر إلى حرمان الطلاب الذين اعتقلوا خلال الاحتجاجات في جامعات مدينة نيويورك الأسبوع الماضي من الماء والطعام لمدة 16 ساعة. 

وينقل الموقع عن طلاب آخرين تعرضهم للضرب على أيدي ضباط قسم شرطة مدينة نيويورك بعد اعتقالهم ونقلهم إلى المستشفيات بسبب إصاباتهم، قبل إعادتهم إلى الحجز المركزي.

وألقت الشرطة القبض على 282 متظاهرًا في جامعة كولومبيا وكلية مدينة نيويورك. ووفقًا للأساتذة، فقد انتهى بهم الأمر في أحد سجنين وسط المدينة: مقر شرطة نيويورك أو محكمة مانهاتن الجنائية.

"بلا ماء أو طعام لـمدة 16 ساعة"

وأفاد طلاب آخرون بأنهم احتجزوا في زنزانات موبوءة بالفئران، جنبًا إلى جنب مع سجناء الحق العام، وأخبروا أساتذتهم بأنهم لم يحصلوا على الماء أو الطعام لمدة 16 ساعة، وأن طالبًا واحدًا على الأقل تُرك بدون حذاء المدة ذاتها.

ودفعت هذا التفاصيل أستاذة بكلية بارنارد بجامعة كولومبيا لتصف ما يحصل بأن "الظروف التي نسمع عنها غير إنسانية" وأن الشرطة تسلب كرامة كل شخص هناك. وأرجعت الاعتقالات إلى ما وصفته بترويج شرطة نيويورك وكبار المسؤولين ووسائل الإعلام الإخبارية، كذبًا بأن الاحتجاجات تنظمها قوى خارجية.

وكانت قوات الشرطة وقوات شرطة الولاية قد داهمت الاحتجاجات الجامعية في عشرات الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، واعتقلت أكثر من 2500 شخص على مستوى البلاد، وفقًا لصحيفة The Appeal.

كما ألغت جامعة كولومبيا حفل التخرج الرئيسي بسبب مخاوف أمنية ومناقشات مع الطلاب. وقالت الجامعة إنها ستكتفي بتنظيم احتفالات أصغر لكل كلية على حدة.

"سجن غير قانوني"

ورفعت هذه الحوادث حدة الانتقادات الحقوقية الموجهة للسلطات الأميركية، وتدخلاتها العنيفة لفض اعتصامات الطلاب، كما فعلت جمعية المساعدة القانونية، وهي منظمة دفاع عامة في مدينة نيويورك، بمطالبتها إدارة التحقيقات في المدينة بالتحقيق في 46 حالة على الأقل، سجن فيها متظاهرون على نحو غير قانوني.

وفي نيويورك أيضًا، اعتقلت قوات الشرطة في المدينة أمس طلابًا شاركوا في مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين وغزة، خارج معهد "الأزياء والتكنولوجيا" التابع لجامعة نيويورك، وضد العدوان الإسرائيلي المتواصل في قطاع غزة، وردد المتظاهرون خلال التظاهرة هتافات وحملوا لافتات تطالب بوقف الحرب والإبادة الجماعية في غزة.

وتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي الأميركية كثيرون مع اعتصامات طلاب الجامعات التي لم تتوقف حتى الآن وطريقة تعامل السلطات الأميركية معها.

وكتب الأستاذ بجامعة كولومبيا الأميركية أنتوني زينكوس: "شرطة نيويورك تستخدم الخنق غير القانوني والمميت المحتمل ضد المتظاهرين المؤيدين لفلسطين. مدينة يديرها ديمقراطيون، وولاية يديرها ديمقراطيون. وفي الوقت نفسه، يمهد بايدن الطريق لذلك بوصف المتظاهرين بـ "العنيفين" و"المعادين للسامية". الفاشية في المرآة الخلفية قد تكون أقرب مما تبدو عليه".

وعلّق دومينيك ليونيد: "أشعر بقلق عميق إزاء التقارير التي تتحدث عن اعتقالات الطلاب وسوء معاملتهم من شرطة نيويورك. فمن الأهمية بمكان أن يتفهم الطلاب ما يؤمنون به وأن يتظاهروا سلميًا من أجل ما يؤمنون به، مع ضمان سلامتهم ورفاهيتهم".

وقارنت الناشطة الأميركية باربارا سميث بين تجربة جامعتها وهي طالبة وتجربة طلاب جامعة كولومبيا، وتقول: "وأنا طالبة في السنة الأولى بجامعة The New School في نيويورك عام 68، كنت ناشطة في حركة مناهضة للحرب، ثم احتل الطلاب قاعة هاميلتون لمدة أسبوع قبل استدعاء الشرطة. لكن جامعة كولومبيا استدعت شرطة نيويورك في أقل من أربع وعشرين ساعة".

المصادر:
العربي
شارك القصة