Skip to main content

إضراب عام ومعارضة تزداد اتساعًا.. هل يسير قيس سعيّد نحو "العزلة"؟

الثلاثاء 31 مايو 2022

كلما اقترب الرئيس التونسي قيس سعيّد من موعد الاستفتاء على الدستور المرتقب، ازدادت دائرة خصومه اتساعًا، وهو ما تجلّى بوضوح في احتفالية الإعلان عن تشكيل "جبهة الخلاص الوطني" بصورة رسمية.

وفي حين لا يبدو أنّ المعارضة باتت موحّدة بالكاملة، إلا أنّها بالمجمل لا ترى في الاستفتاء المنتظر سوى خطوة إضافية نحو ترسيخ الحكم الفردي، خصوصًا أنّ الرئيس سعيّد يبدو ماضيًا في تنفيذ مشروعه، منتقدًا كلّ من شكّك في دستورية مساره.

ولذلك، لم يتردّد سعيّد في توجيه سيل من الانتقادات لكلّ من يعارضونه أو ينتقدونه، وآخرهم لجنة البندقية، التي لوّح بالانسحاب منها، داعيًا إياها إلى مغادرة البلاد، في تصريحات وصفها متابعون، ومن بينهم الكاتب الصحافي كمال بن يونس، في حديث إلى "العربي"، بـ"المتوترة".

ويسلك الرئيس قيس سعيّد كما يرى منتقدوه مسارًا مباشرًا نحو عزلة داخلية وأخرى خارجية بمهاجمته لكل صوت ناقد، فيما يسير معارضوه داخليًا بحثًا عن مشترك أكبر وأشمل يجمعهم، ولو أنّ الإجماع بين معارضيه وخصومه لم ينضج بما يكفي بعد.

جبهة "الخلاص" تتصدى لمشروع سعيّد "الاستبدادي"

في آخر التطورات التونسية، أكد رئيس جبهة "الخلاص الوطني" أحمد نجيب الشابي أنّ هدف الجبهة هو التصدّي للمشروع الذي وصفه بـ"الاستبدادي" للرئيس قيس سعيّد.

واعتبر الشابي أنّ "جبهة الخلاص" وحّدت القوى من أجل فتح آفاق لتونس وإخراجها من أزمتها، وذلك في وقت انتقد فيه الرئيس سعيّد بشكل لاذع كلّ معارض لإجراءاته داخليًا وخارجيًا.

في غضون ذلك، أقرّ الاتحاد العام التونسي للشغل إضرابًا عامًا للقطاع العمومي في 16 يونيو احتجاجًا على رفض الحكومة زيادة رواتب الموظفين وارتفاع الأسعار.

وسيشمل الإضراب 159 مؤسسة في القطاع العمومي الذي يشغّل أكثر من 600 ألف موظف.

ويطالب الاتحاد الحكومة بتنفيذ الاتفاقيات السابقة والدخول في مفاوضات لإصلاح المؤسسات العمومية التي تواجه عجزًا ماليًا.

نقطة ارتكاز أساسية للمعارضة التونسية

ويشير مراسل "العربي" في تونس إلى أنّ جبهة "الخلاص الوطني" تطرح نفسها كنقطة ارتكاز أساسية للمعارضة السياسية للرئيس التونسي قيس سعيّد، وهي كذلك تثبّت نفسها أحد طرفي معادلة ثنائية طرفها الثاني هو الرئيس سعيّد.

ويلفت إلى أنّ طرفي هذه المعادلة يسيران في اتجاهين متناقضين، موضحًا أن الرئيس ماضٍ بمشروعه إلى ما بدا أنه قطيعة مع الأحزاب السياسية التي كانت إلى وقت قريب جدًا تدعمه وتؤيده وتطالبه بموقع لها في الحوار. ويشير إلى أنّه في قطيعة كذلك مع المنظمات الوطنية ولا سيما المركزية منها على غرار الاتحاد العام التونسي للشغل.

إضراب اتحاد الشغل "قطرة ستفيض بها الكأس"

من جهته، يعتبر الكاتب الصحافي مراد علالة أنّ هناك دائرة تضيق يومًا بعد يوم حول رئيس الجمهورية ودائرة معارضة تزداد اتساعًا كل يوم.

ويشرح في حديث إلى "العربي"، من تونس، أنّ هناك من كان معارضًا جذريًا منذ البداية وأنّ هناك أطرافًا أخرى التحقت بمسار الرفض، مضيفًا أنّ الرئيس فقد تقريبًا أغلب أنصاره ومن ساندوه "واليوم هو يدفع ضريبة هذا التعنت"، على حدّ وصفه.

ويرى علالة أنّ جنوح الاتحاد العام التونسي للشغل نحو الإضراب هو ربما قطرة ستفيض بها الكأس، معربًا عن اعتقاده بأنّ الرئيس "سيجد نفسه مضطرًا لمراجعة الكثير من الحسابات".

ويقول إنّه "ليس من السهل على من يحكم تونس أن يدخل في مواجهة مباشرة مع منظمة الشغيلة"، مشدّدًا على أنّ "هذه المنظمة تضطلع بالدورين السياسي الوطني والاجتماعي".

ويلفت إلى أنّ الاتحاد قدم الكثير من التنازلات لكنه لم يعد بمقدوره قبول إقصائه من العملية السياسية وفي الوقت نفسه عدم تقديم أي شيء في الجانب الاجتماعي.

المصادر:
العربي
شارك القصة