كشف إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" المتخصصة في صناعة السيارات الكهربائية، أمس السبت إن العدد الإجمالي للعاملين في الشركة سيزيد خلال الإثني عشر شهرًا المقبلة، لكن عدد الموظفين الذين يتقاضون رواتب لن يشهد تغيرًا يذكر، ليتراجع بذلك عما قاله في قبل يومين عن وجود حاجة لخفض 10% من الوظائف.
وقال ماسك عبر تويتر: "إن العدد الإجمالي للموظفين سيزداد. لكن الموظفين الذين يتقاضون رواتب سيظل دون تغيير كبير"، وذلك ردًا على تعليق ورد في حساب على تويتر لم يتم التحقق من هوية صاحبه، "يتكهن" بأن عدد موظفي تسلا سيزيد خلال 12 شهرًا مقبلة.
ويأتي هذا التعليق بعد يومين من رسالة بالبريد الإلكتروني وجهها ماسك إلى المديرين التنفيذيين للشركة قال فيها "إن لديه شعورًا سيئًا للغاية بشأن الاقتصاد وعليه تقليص نحو 10% من الوظائف بالشركة"، بحسب وكالة رويترز.
وفي رسالة بريد إلكتروني أخرى للموظفين أمس الجمعة، قال ماسك إن "تسلا" ستخفض عدد الموظفين الذين يتقاضون رواتب 10%، إذ أصبحت الشركة "مكتظة بالموظفين في العديد من المجالات". لكنه قال إن "عدد العاملين بالساعة سيرتفع". وتراجعت أسهم تسلا عند الإغلاق أمس الجمعة.
وكان لدى الشركة والوحدات التابعة لها قرابة 100 ألف موظف بنهاية 2021، بحسب إفصاح قدمته "تسلا" للهيئات التنظيمية الأميركية.
وكان ماسك قد وجه في رسالة إلكترونية إلى موظفي "تسلا" يوم الأربعاء إنذارًا نهائيًا بالعودة إلى المكتب لمدة لا تقل عن 40 ساعة في الأسبوع. وكتب أن عدم القيام بذلك سيعتبر استقالة. ووفقًا لمذكرة تم إرسالها إلى الموظفين، طلب ماسك من موظفيه العودة إلى المكاتب أو "التظاهر بالعمل في مكان آخر".
ومن ناحية أخرى، أعلن ماسك يوم الخميس تأجيل يوم الذكاء الاصطناعي الخاص بتسلا إلى 30 سبتمبر/ أيلول المقبل، مضيفًا أن نموذجًا أوليًا لأوبتيماس، وهو روبوت بشري يمثل أولوية بالنسبة للشركة، قد يكون جاهزًا بحلول ذلك الوقت ويمكن إطلاقه العام المقبل.
ويخطط ماسك لافتتاح مطعم "تسلا دينر" في هوليوود الذي سيضم صالات سينما ومحطة لشحن السيارات.
ولا تزال الصفقة بين الملياردير الأميركي إيلون ماسك وشركة "تويتر" متأرجحة، حيث طلبت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية الأسبوع الفائت من ماسك تقديم إيضاحات حول أسباب تأخره في الإبلاغ عن شرائه ملايين الأسهم في شركة التواصل الاجتماعي العملاقة. كما شكلت إشكالية نسبة الحسابات الوهمية على المنصة سببًا لتعليق الصفقة مؤقتًا ودفعت باتهام "تويتر" لماسك بالإخلال باتفاقية سرية المعلومات.
ووقّع ماسك صفقة لشراء الشركة بقيمة 44 مليار دولار في أبريل/ نيسان الماضي، لكنه ومنذ ذلك الحين أعطى إشارات متضاربة حول مدى التزامه بهذه الصفقة.
ويأتي ذلك فيما تكبّد ماسك خسائر ضخمة، فمن بين 50 أغنى شخصية في العالم، تبلغ قيمة ثرواتهم مجتمعة 2.9 تريليون دولار، حل إيلون ماسك، في طليعة الخاسرين بحسب تقديرات "فوربس"، وقد خسر 69 مليار دولار لتنكمش ثروته إلى 200 مليار دولار، بالتزامن مع استمرار تهاوي الأسواق الأميركية التي تدفع ثمن استمرار رفع أسعار الفائدة وتواصل الحرب الروسية على أوكرانيا.