اتفاق أميركي أوروبي "تاريخي" لتسوية نزاع حول رسوم الصلب والألمنيوم
توصلت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى اتفاق "تاريخي" لفض نزاع دام سنوات، يقضي بإلغاء رسوم على الواردات الأوروبية من الصلب والألمنيوم، خلال قمة قادة مجموعة العشرين في العاصمة الإيطالية روما.
وأعلنت وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو عن هذه الاتفاقية "التاريخية" أمس السبت، مؤكدة أنها ستبقي على تعريفات معينة، ولكنها تسمح لكميات محدودة من الواردات الأوروبية من الصلب والألمنيوم بدخول الولايات المتحدة معفاة من الرسوم الجمركية.
نزاع فرضه ترمب
وأضرّ النزاع حول الواردات الأوروبية من الصلب والألمنيوم بالعلاقات التجارية بين واشنطن وبروكسل منذ أن فرضت إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب هذه الضرائب.
وأوضحت الوزيرة في إدارة الرئيس جو بايدن من روما، حيث يُعقد اجتماع لمجموعة العشرين، أن الإجراءات المضادة الإضافية التي أعلنها الاتحاد الأوروبي، وكان مقررًا أن تدخل حيز التنفيذ في الأول من ديسمبر/ كانون الأول المقبل، على منتجات مثل دراجات هارلي-ديفيدسون النارية وويسكي بوربون، لن يتم تنفيذها.
من جهته قال المفوض الأوروبي المكلف التجارة فالديس دومبروفسكيس في تغريدة له: "اتفقنا مع الولايات المتحدة على تعليق نزاعنا التجاري حول الصلب والألمنيوم وإطلاق تعاون من أجل اتفاقية عالمية بشأن الفولاذ والألمنيوم المستدامين".
ورحب رئيس الحكومة الإيطالية ماريو دراغي، الذي تستضيف بلاده قمة مجموعة العشرين بالقرار، معتبرًا أنه تعزيز للعلاقات الوثيقة عبر الأطلسي والتغلب التدريجي على الحمائية في السنوات الأخيرة، وفق تعبيره.
وأعرب دراغي في بيان رسمي عن أمله أن تكون هذه الاتفاقية خطوة أولى نحو انفتاح أكبر للتجارة بين الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، من أجل تعزيز نمو الاقتصادين.
كيف تطور النزاع؟
وبدأ الخلاف في يونيو/ حزيران 2018 عندما فرض ترمب رسومًا جمركية أميركية نسبتها 25% على الصلب و10% على الألمنيوم المستورد من مناطق عدة في العالم، من تركيا إلى الصين، ومن كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي، بحجة ضرورة حماية الأمن القومي.
وفي أقل من ثلاثة أسابيع، رد الأوروبيون بفرض ضرائب على الدراجات النارية وسراويل الجينز وكذلك على التبغ والذرة والأرز وعصير البرتقال من الولايات المتحدة.
وفيما يتعلق بهارلي-ديفيدسون ارتفعت الضرائب الجمركية الأوروبية من 6 إلى 31% على منتجات هذه العلامة التجارية التي تدخل السوق الأوروبية، ما أدى إلى زيادة سعر التجزئة لكل مركبة بمقدار 2200 دولار.
وتحدثت وزيرة التجارة الأميركية عن المنتجات المصنوعة في الولايات المتحدة، أن هذه الصناعات واجهت رسومًا انتقامية بنسبة 50%.
وأضافت: "لا يمكن لأي شركة أن تنجو من هذا الوضع. هناك 1,7 مليون أميركي يكسبون عيشهم من صناعة المشروبات الروحية و5600 عامل في هارلي-ديفيدسون. كل هذه الوظائف مؤمنة بموجب هذه الاتفاقية".