الخميس 25 يوليو / يوليو 2024

اتهامات أميركية للصين بالتجسّس.. كيف ستؤثر على العلاقات بين البلدين؟

اتهامات أميركية للصين بالتجسّس.. كيف ستؤثر على العلاقات بين البلدين؟

شارك القصة

ناقش برنامج "للخبر بقية" حجم الاختراق الصيني المزعوم للولايات المتحدة، وتأثيره على مستقبل العلاقات بين واشنطن وبكين (الصورة: غيتي)
ما حجم الاختراق الإلكتروني الصيني الذي تحدث عنه الإعلام الأميركي؟ وما انعكاسات هذه الاتهامات على مستقبل العلاقات بين البلدين؟

كشف مسؤولون أميركيون لصحيفة "نيويورك تايمز" أنّ الصين زرعت فيروسًا في شبكات الكهرباء والمياه والاتصالات في قواعد عسكرية أميركية، مضيفة أنّ الفيروس المزروع عبارة عن "قنبلة موقوتة" يُمكن أن تمنح بكين القدرة على إبطاء الانتشار العسكري الأميركي.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الكونغرس الأميركي قوله: إنّ تأثير الفيروس يُمكن أن يكون أوسع بكثير من القواعد الأميركية، لأن البنى التحتية نفسها غالبًا ما تزوّد منازل وشركات الأميركيين.

وأثارت التصريحات جدلًا حول ما إذا كانت العملية تهدف في المقام الأول إلى تعطيل الجيش والحياة المدنية على نطاق أوسع.

وبالتزامن مع هذا الكشف، يُحقّق البنتاغون في اختراق داخلي خطير للاتصالات استهدف 17 منشأة تابعة للقوات الجوية.

وأفادت مجلة "فوربس" بأنّ أدلة تُشير إلى حدوث خرق محتمل لاتصالات لمكتب التحقيقات الفيدرالية (أف بي آي)، من قبل موظف يعمل في قاعدة جوية.

ووفقًا للمجلة، تلقّت الحكومة الأميركية بلاغًا من متعاقد في قاعدة جوية، لأنّ مهندسًا سرق أجهزة اتصالات حكومية، وأنّ المفتّشين وجدوا لدى المشتبه به كلمات مرور إدارية ومفاتيح نظام إلكتروني لشبكة راديو القاعدة.

ولم تُعلّق بكين مباشرة على التقرير الجديد، لكن سبق أن نفى مسؤولون صينيون اتهامات سابقة، وردّوا بوصف الولايات المتحدة بـ"امبراطورية القرصنة الإلكترونية".

وتأتي الاتهامات الأميركية- الصينية المتبادلة من حديث رسمي في بكين وواشنطن عن أجواء ايجابية بين البلدين عقب زيارات قام بها مسؤولون أميركيون إلى الصين، ما يُثير تساؤلات بشأن حقيقة مواجهة بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم.

ما حجم الاختراق الإلكتروني الصيني الذي تحدث عنه الإعلام الأميركي؟ وما انعكاسات هذه الاتهامات على مستقبل العلاقات بين البلدين؟

"الجديد يكمن في الحجم الهائل للاختراق"

أكد إبراهيم فريحات، أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا، أنّ الحرب السيبرانية بين الصين والولايات المتحدة ذات تاريخ طويل يمتدّ منذ عقود، وتُعتبر أزمة المنطاد وقاعدة التجسّس الصيني في كوبا ضمن سلسلة الأزمات ذات العلاقة.

وقال فريحات في حديث إلى "العربي" من الدوحة: إنّ الجديد في هذه الأزمات هو الحجم الهائل للاختراق الصيني إذا كان صحيحًا، ناهيك عن حجم التوتر الصيني الأميركي الحالي.

"الاختراق أوسع من مجرد اختراق قاعدة أميركية"

من جهته، أفاد ديفيد دي روش، أستاذ الدراسات الاستراتيجية في جامعة الدفاع الوطني الأميركية، بأنّ الحكومة الأميركية لا تتحدّث علنًا عن هذا الاختراق، الذي يُعتبر اختراقًا أوسع نطاقًا.

وقال دي روش في حديث إلى "العربي" من واشنطن: إنّ الاختراق الصيني الجديد عبارة عن شيفرة خبيثة دخلت في شبكات جزيرة غوام التي تضمّ قواعد أميركية عديدة، وهو ما يثير المخاوف من أن تستخدمها الصين، في حال أرادت غزو تايوان، لإغلاق شبكات الاتصالات والطاقة والماء والكهرباء المدنية، ولن يتمكن الجنود عندها من القيام بأنشطتهم.

"واشنطن تتّهم دولًا أخرى بما تفعله هي"

بدوره، أوضح إينار تانغين، كبير الباحثين في معهد تايهي للدراسات والأبحاث، أنّ الولايات المتحدة تتّهم دولًا أخرى بما تفعله هي في الأساس.  

وقال تانغين في حديث إلى "العربي" من بكين: إنّ واشنطن تُنفق حوالي 90 مليار دولار لجمع المعلومات الاستخبارية والتجسّس.

وأضاف أنّ بكين ترى أنّ كل هذه الاتهامات هي ضمن سياسة التضليل الإعلامي الذي تنتهجه واشنطن من أجل تعزيز فكرة أنّ الصين تمثّل خطرًا أمنيًا عليها.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close