اتهامات للشرطة البريطانية.. السود أكثر عرضة للصعق الكهربائي من البيض

حذّرت هيئة مراقبة مستقلة، اليوم الأربعاء، من أن جهاز الشرطة في إنكلترا وويلز يجازف "بفقدانه الشرعية" بسبب استخدامه غير المتكافئ لمسدس الصعق الكهربائي "تيزر" بحق السود.

ووفق موقع "الغارديان"، توصل التقرير الرسمي إلى أنه من المرجح أن السود يواجهون استخدامًا مطولًا للصاعق من قبل الشرطة، يستمر لأكثر من خمس ثوانٍ.

وأظهرت بيانات سابقة أن السود، الذين يشكلون أقل من 4% من سكان المملكة المتحدة، يواجهون استخدامًا أكبر للصواعق، مما يؤدي إلى مزاعم بالتحيز العنصري.

وقالت الـIOPC: من بين الحالات التي راجعتها، فإن 60% من السود الذين تعرضوا للصعق الكهربائي تحملوها لأكثر من خمس ثوان، مقارنة بـ29% من البيض. 

وفاة لاعب أسود صعقًا على يد الشرطة

ويأتي التحذير بعد أشهر على محاكمة شرطي سابق بتهمة القتل، في قضية وفاة لاعب الدوري الإنكليزي السابق في كرة القدم الأسود داليان أتكينسون.

وتوفي أتكينسون عام 2016 بعدما صعقه بنجامين مونك بمسدس تيزر ثلاث مرات، إحداها استمرت 33 ثانية، وركله مرتين في الرأس.

وكان الضحية يعاني من مشاكل صحية أساسية، وفي الليلة التي اشتبك فيها مع الشرطة كان يواجه أزمة صحية عقلية دفعته إلى توجيه التهديدات، بحسب ما ذكرت "الغارديان".

وحكم على الشرطي بشهر يونيو/ حزيران بالسجن ثماني سنوات.

السود "يصعقون" أكثر من البيض

وأجرى المكتب المستقل لمراقبة سلوك الشرطة تحقيقًا مستقلًا في حوادث تتضمن استخدام مسدسات الصعق بين عامي 2015 و2020 في إنكلترا وويلز. ووجد التقرير أن السود كانوا أكثر عرضة من غيرهم للصعق لفترات أطول.

وفي 26 من تلك الحالات كان سلوك الشرطة "كاف لبدء إجراءات تأديبية".

وقال المدير العام لمكتب مراقبة سلوك الشرطة مايكل لوكوود: إن الأقلية السوداء في بريطانيا "تستحق جوابًا واضحًا وشفافًا" حول الاستخدام غير المتكافئ لمسدسات الصعق الكهربائي بحقهم.

وقال: "يجب تغيير أساليب عمل الشرطة وأن تكون أكثر استجابة لمخاوف المجتمع وإلا فقدت الشرعية في نظر الناس".

السود "محل شبهة" للشرطة

ويأتي تحذير هيئة المراقبة في أعقاب نشر أرقام حكومية مؤخرًا كشفت أن البريطانيين السود معرضون للتوقيف والتفتيش أكثر بتسع مرات من أقرانهم البيض في إنكلترا وويلز.

من ناحية أخرى، فإن الأقليات الإثنية غير ممثلة بشكل كاف في قوات الشرطة وخصوصًا في المناصب العليا.

لماذا تستخدم الشرطة البريطانية "التيزر"؟

ووفق "الغارديان"، فإن معظم عناصر الشرطة البريطانية غير مسلحين، لذلك يرى الضباط أن الصاعق الكهربائي أمر حيوي لحمايتهم من موجة الإصابات المتزايدة.

لكن المكتب المستقل لمراقبة سلوك الشرطة أثار مخاوف بشأن الاستخدام المطول والمتكرر لمسدسات "تيزر" مشيرًا إلى أنه كان بالإمكان نزع فتيل ثلث الحالات.

أما منظمة العفو الدولية فقالت: "نحن بحاجة إلى خطوات ملموسة للقضاء على استخدام الشرطة العنصري لمسدسات الصعق الكهربائية، ولمنع إساءة استخدامها ضد الفئات الضعيفة مثل الأطفال أو أولئك الذين يعانون من مشاكل في الصحة العقلية".

وتزايدت حالات استخدام مسدسات الصعق "تيزر"، في السنوات الأخيرة، من 17 ألفًا بين عامي 2017 و2018، إلى قرابة 32 ألفًا بين عامي 2019 و2020.

وأوصت هيئة المراقبة بتحسين تدريبات الشرطة وتعزيز الرقابة على استخدام مسدسات الصعق.