"اختفاء الجنين من رحم الأم".. ماذا نعرف عن متلازمة التوأم المتلاشي؟
يمكن أن تتفاجأ بعض الأمهات الحوامل بتوأم، بأن أحد التوائم قد اختفى بعد أشهر من الحمل، وهذا ما يحدث بالضبط عند الإصابة بمتلازمة "التوأم المتلاشي" التي اكتشفت لأول مرة عام 1945.
وبسبب هذه المتلازمة يتم إجهاض توأم واحد أو أكثر في حال كانت المرأة حاملًا بأكثر من طفلين، ولا يكتشف حدوث هذا الأمر إلا بعد الخضوع للموجات فوق الصوتية في الوقت الحالي.
ويعرف "امتصاص أنسجة الجنين من التوأم الآخر" بمتلازمة التوأم المتلاشي، وهو ذو أخطار محتملة، خصوصًا أن أسبابه تكون مجهولة غالبًا، إلا أن التشوّهات التي تؤدي إلى اختفاء أحد التوائم تكون موجودة في وقت مبكر من التطور داخل الجنين، أي أنها لا تحدث فجأة.
ويكشف تحليل المشيمة أو أنسجة الجنين في غالبية الأحيان عن تشوهات صبغية في التوأم المتلاشي، في حين أن التوأم الباقي على قيد الحياة عادة ما يكون بصحة جيدة.
ولم يكن الأطباء يعرفون كثيرًا عن عدد المرات التي يحدث فيها اختفاء أحد التوائم في الرحم، إلى أن تطورت تقنيات الموجات فوق الصوتية.
وحسب ما نشرته مجلة "هيلث لاين" الطبية، فإن الإحصاءات بشأن اختفاء التوأم محدودة النطاق، وساعدت تقنية الموجات فوق الصوتية في إعطاء فكرة عن مدى شيوع تلاشي التوأم.
ويمكن أن تحدث بعض حالات تلاشي التوأم قبل أول موعد من الفحص بالموجات فوق الصوتية، الذي يتم عادة في الأسبوع الثاني عشر من الحمل، إذا لم يمر الحمل بمرحلة خطيرة.
وهذا يعني أنه في الكثير من حالات اختفاء التوائم لا يعرف الآباء والأطباء أن هناك طفلًا آخر ينمو في رحم الأم، وقد تلاشى بسبب هذه المتلازمة.
وتشير الدراسات إلى أن الاختفاء يحدث بعد الحمل الطبيعي في التوائم أكثر من حالات الحمل الناتجة عن الإخصاب في المختبر.
وتقدر أن 18,2% من الأطفال المولودين من دون خضوع أحد الأبوين لعلاجات الخصوبة كان لديهم توأم متلاشٍ.
30% من حالات الحمل بالتوائم قد يحدث فيها اختفاء أحدهم بسبب متلازمة التوأم المتلاشي، وعادة ما يكون تشخيص التوأم الباقي على قيد الحياة بأنه في حالة صحية جيدة، لكن هذا التشخيص يعتمد على العوامل التي ساهمت في وفاة التوأم الآخر.
لكن إذا مات التوأم في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل، فهذا يشير إلى احتمال وجود مخاطر على الجنين الباقي على قيد الحياة، أبرزها خطر الإصابة بشلل في الدماغ.
"أسباب مجهولة تكتشف صدفة"
وفي هذا الإطار، توضح طبيبة النسائية والتوليد سهى ناصر الدين، أنه عادة لا تُعرف أسباب متلازمة التوأم المتلاشي، ولا تكون ظاهرة، وهي عادة تكون لها علاقة في خلل بتكوين الجنين، سواء أكان على مستوى الصبغات أو الأنسجة، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة تحدث في الثلث الأول من الحمل، ويتم اكتشافها عن طريق الصدفة.
وفي حديث لـ"العربي" من العاصمة اللبنانية بيروت، تضيف الطبيبة المختصة أن لا أعراض تظهر في هذه الحالة، ويتم اكتشافها من خلال الصورة الصوتية التي تظهر كيسين أحدهما أصغر من الثاني، مشيرة إلى حدوث مغص خفيف في بعض الأحيان أو ظهور إفرازات عند الحامل.
وحول إصابة التوأم القابل للحياة بمضاعفات صحية عند الولادة، تبين الطبيبة النسائية أن الإصابة تحدث بعد توقف نمو أحد التوائم بعد الثلث الأول من الحمل، وهي لحظة اكتمال الجنين، مشيرة إلى أن هذه الحالة هي نادرة.
وتتابع أن السبب الذي أدى إلى توقف نمو أحد الأجنة هو الذي من الممكن أن يشكل خطرًا على نمو الجنين الآخر، وعادة ما يحصل عندما يكون الجنينان داخل كيس واحد في ظل تمازج الشرايين على مستوى المشيمية.
وتوضح الطبيبة النسائية سهى ناصر الدين أن ظاهرة متلازمة التوأم المتلاشي تمثل 6% فقط من حالات حمل التوأم، وتحدث بعد الثلث الثاني والثالث من الحمل.
وحول المضاعفات الصحية على المرأة الحامل بتوأم، تشير ناصر الدين إلى تعرض المرأة إلى الولادة المكبرة في حال كان الجنين كبيرًا، أو انفصال المشيمية عن الرحم (حالات نادرة)، بالإضافة إلى حدوث جلطات عند المرأة.
وتلفت إلى ظهور مواد تؤثر على دم المرأة عند ذوبان الجنين مما يسبب بعض الجلطات لديها، وهي حالة تصيب 25% من الحوامل ولا تحدث مباشرة، بل تحصل بعد 3 أسابيع من اختفاء الجنين.