Skip to main content

"استثمار بالخراب".. ماذا يجني النظام من تصوير فيلم جاكي شان في سوريا؟

الإثنين 18 يوليو 2022

تتسع موجة استنكار الفيلم، الذي يقوم بإنتاجه الممثل الصيني جاكي شان، على أنقاض منازل السوريين.

يحمل الفيلم عنوان "هوم أوبيريشن"، ويحضر إلى سوريا فريق صيني بمعداته لتصويره، وكأن البلاد لم يكن ينقصها سوى بعض الإثارة والأكشن بعد عشر سنوات من الحرب والدمار.

ولا يتناول أول فيلم صيني في سوريا، سوريا أو السوريين، بل يستخدم الفيلم الصيني الإماراتي الدبابات السورية ذاتها التي كانت سببًا في دمار المدينة.

وبينما ينسى العمل أهل سوريا، الذين يتابعون الخبر من أفق الغياب، ولا يملكون سوى الحزن والغضب، يمجّد عملية إجلاء لمواطنين صينيين قامت بها السلطات الصينية في اليمن.

ويقول المنتج المنفذ زياد علي إن الفيلم لا يحكي عن الحرب والعنف، بل عن الحب والسلام.

وفي الموقع، تُرفع عبارة "السلام والحب" على متن دبابة، من دون أن تشير إلى 16 فيتو صيني ساعدت في إفلات النظام من المحاسبة على قتل السوريين واعتقالهم.

ما الذي يجنيه النظام من الأنقاض؟

يشير المخرج المنفذ رواد شاهين إلى أن مناطق الحرب في سوريا تحوّلت إلى إستوديو سينمائي، يجذب شيئًا فشيئًا المنتجين لتصوير أفلامهم.

ويذكّر بأن بناء أماكن مماثلة لإعداد إستديو تصوير أمر مكلف جدًا، قائلًا إن المناطق السورية المدمرة "باتت إستديو جاهز".

ويصوّر الفيلم عن مكان وهمي مستوحى من اليمن، في مدن سورية هي الحجر الأسود وداريا ودوما وحمص، ليتم امتصاص ما تبقى من روح ذاكرة ثورة الشعب.

"استثمار في الخراب"

وفي هذا الصدد، يذكر الإعلامي والممثل السوري عبدالقادر المنلا، بأن الحجر الأسود هي من أولى المناطق التي شاركت في الثورة على نظام الأسد.

ويلفت في حديثه إلى "العربي" من أمستردام، إلى أن أكبر كم من الأذى طالها، حيث قام النظام بتدميرها عن بكرة أبيها عقوبة لكل أهاليها الذين شاركوا، حتى ولو برفع الصوت ضد النظام، ليجعلها عبرة.

ويشدد على أن "النظام السوري يهمه فقط بقاء بشار الأسد على كرسي السلطة، وهو فتح سوريا كمزاد علني لمن يريد الاستثمار". 

ويشرح أن مفاد ما يقوم به الأسد: "خذوا من سوريا ما تشاؤون في مقابل أن تدعموا وجودي"، معتبرًا أن "الفيلم هو نوع من الاستثمار في الخراب".

ويرى أن الفيلم سيمثل مجموعة من الإشارات والدلالات بالنسبة للنظام؛ أولًا هو علاقة مع الصين، وثانيًا أن المكتب السري التابع لأسماء الأسد هو الذي يقوم بهذا النوع من الاستثمارات.

ويلفت إلى أن المخرج والمنتج الصينيين هما من أتباع النظام الصيني، موضحًا أن الفيلم يقوم على نوع من البروباغندا للنظام الصيني.

المصادر:
العربي
شارك القصة