في منطقة الحجر الأسود في جنوب العاصمة السورية دمشق، وعلى أنقاض بيوت السوريين التي دمرتها الحرب بفعل قصف النظام السوري وأصبحت مدينة أشباح بعد تهجير سكانها، اختار الممثل العالمي جاكي شان تصوير مشاهد من فيلم جديد هناك بعنوان "هوم أوبريشين" وهو مشروع صيني إماراتي مشترك من إنتاجه، وهو ما أشعل غضب العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
والعمل السينمائي مستوحى من الحرب في اليمن عام 2015، وتتناول أحداثه عملية إجلاء عدد من المواطنين الصينيين والأجانب إضافة إلى دبلوماسيين بعد اندلاع الحرب، وتدور في بلد من نسج الخيال اسمه "بومان".
واختار طاقم العمل السينمائي المنطقة السورية المذكورة المنكوبة لتصوير العمل، بسبب خطورة الأوضاع في اليمن.
وانطلقت التحضيرات لتصوير الفيلم في سوريا قبل أسابيع، حيث كشف عنها مخرج الفيلم ينشي شونغ عبر مواقع التواصل، إذ كتب على إحدى المنشورات الخاصة بالعمل: "الطريق إلى صناعة الفيلم... رغم أننا سنواجه خلاله صعوبات مختلفة لكننا شجعان وقادرون على التحدي".
ومع نشر كواليس التصوير، طالت موجة غضب وانتقادات عارمة هذا العمل وجاكي شان نفسه الذي اتُّهم بـ"تجاهل معاناة السوريين".
(Home Operation) فلم صيني من إنتاج جاكي شان يتم تصويره على أنقاض منطقة الحجر الأسود بدمشق التي تعتبر أحد أكبر تجمعات أبناء الجولان المحتل في دمشق وريفها . أنقاض ودمار منطقة الحجر الأسود ستوفر على القائمين على الفيلم ملايين الدولارات من الديكورات . pic.twitter.com/EFZFiB75lH
— عمر/𝙾𝙼𝙰𝚁 (@m_sah34x) July 15, 2022
وقال الناشط الحقوقي السوري عمر الشغري في فيديو: "لقد كبرت على مشاهدة أفلام جاكي شان.. لكن من المخيب للآمال أن ندرك أنه وبتعاون صيني إماراتي مشترك وبقيادة جاكي شان هناك فيلم من بين كل الأماكن، يتم تصويره في سوريا".
وكتب آخر عبر "تويتر": "على أنقاض بيوتنا المدمرة وعذاباتنا سيتمتع العالم الإنساني المتحضر بفيلم جديد من بطولة جاكي شان".
وكانت قوات النظام السوري قد سيطرت على منطقة الحجر الأسود ومخيم اليرموك عام 2018، بعد أن دُمرت أغلب منازل المنطقة على رؤوس سكانها الذين يقدر عددهم قبل الحرب بعشرات الآلاف، غير أنهم بدؤوا في النزوح واللجوء بشكل تدريجي حتى أصبحت خالية تمامًا.
